إن لوسائل الإعلام دورًا هامًا في نقل صورة واقعية حول التوحد ونشر الوعي الثقافي بين المواطنين لمعرفة ماهية هذا المرض وأعراضه وأسبابه ودور التشخيص المبكر في تطوير الحالة بشكل كبير، فسابقًا كان الناس ينظرون إلى مرض التوحد على أنه وصمة وعار ويجب إخفاءه عن المجتمع، ويتجاهلون العلاج مما يؤثر بشكل كبير على حالة الأطفال ذوي التوحد، وهنا يجب أن يكون للإعلام دورًا كبيرًا في نشر ثقافة أن هؤلاء الأطفال لهم قدرات خاصة وليسوا وصمة عار فيجب أن نفتخر بهم ولا يجب أن نخجل منهم.
ما هو مرض التوحد؟
إضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorders or ASD)) هو أحد إضطرابات النمو العصبية التي تؤثر على معالجة البيانات في الدماغ مما يؤثر أيضا على التواصل والسلوك في التعامل مع الآخرين، وتظهر أعراض التوحد في الغالب في سن مبكرة جدًا قبل سن الثالثة، وأحيانا بعدها.
أعراض مرض التوحد
عند نقل صورة واقعية حول التوحد يجب أن يعرف المجتمع ما هي أعراض التوحد، لأن هناك الكثير من الأهالي لا يدركون ماهية هذا المرض رغم ظهور الأعراض على أطفالهم في سن صغيرة، فعدم الإكتثار لأي أعراض وتجاهلها يعمل على تعقيد العلاج ولكن الإكتشاف والتشخيص المبكر يساهم بشكل كبير في تطوير العلاج.
تظهر أعراض التوحد منذ بلوغ الطفل 12 شهر إلى 24 شهر ويمكن أن تظهر قبل هذه الفترة أيضا، وتختلف أعراض التوحد من طفل إلى آخر ومن اهم أعراض مرض طيف التوحد:
أعراض تختص بالتواصل الإجتماعي:
- قلة التواصل البصري مع المحيطين.
- عدم استجابة الطفل عند النداء عليه بإسمه.
- تفضيل اللعب وحده.
- مقاومة اللمس والعناق حتى من الأهل.
- التأخر في الكلام وعدم القدرة على نطق بعض الكلمات أو العبارات.
- عدم قدرة مريض التوحد على التعبير بالوجه أو فهم تعابير الآخرين.
- لا يتمكن مريض التوحد من بدء المحادثات أو الإستمرار فيها بشكل طبيعي.
- التحدث بشكل غريب يشبه طريقة الإنسان الآلي.
- تكرار العبارات والكلمات بشكل متواصل.
أعراض التوحد السلوكية
- القيام ببعض الأنشطة التي قد تسبب إيذاء نفسه مثل ضرب الرأس أو العض.
- عمل حركات متكررة مثل الدوران أو الرفرفة باليدين أو الدوران أو المشي على أصابع القدمين.
- الإهتمام بتفاصيل غريبة مثل عجلات السيارة وحركاتها الدائرية، بدلا من الإهتمام بشكل ولون السيارة بشكل عام.
- الحساسية الشديدة للضوء والصوت العالي، واللمس.
- الإنزعاج الشديد من تغيير الروتين الذي اعتاد عليه ذوي التوحد.
- تفضيل بعض أنواع الطعام، وأحيانا رفض أطعمة لشكلها أو لقوامها.
علاج مرض طيف التوحد
لا يوجد علاج نهائي لمرض طيف التوحد، ولكن هناك صورة واقعية عن التوحد تؤكد أن الإكتشاف والتشخيص المبكر يعملان على التحسين من قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين والتعديل من سلوكياته وتعزيز قدرته على التعلم وزيادة مهاراته الحياتية بصورة كبيرة.
ويختلف علاج التوحد من طفل إلى آخر، ومن العلاجات التي تقدم لمرضى التوحد:
- تحليل السلوك التطبيقي: يعمل هذا العلاج على تعزيز السلوك الإيجابي للطفل وتغير السلوكيات الغير صححية وتحسين مهاراته وقدراته الفكرية والعقلية.
- نموذج دنفر: يعتمد هذا العلاج على اللعب مع الطفل ذوي التوحد لتنمية مهارات التواصل ويعطي هذا العلاج نتائج جيدة في الأطفال ما بين سن سنة إلى أربع سنوات.
- العلاج المهني: يعمل هذا العلاج على تطوير مهارات الحياة اليومية لطفل التوحد مثل مساعدته في إرتداء الملابس، وتعليمه كيفية الاعتناء بالنظافة الشخصية.
- تدخل تطوير العلاقات: يساعد هذا النوع من العلاج على تعزيز المهارات الاجتماعية وتعلم طفل التوحد كيفية الانخراط في المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية.
- علاج النطق: يساعد هذا العلاج طفل التوحد على تحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي وتعلم فهم لغة الجسد بصورة بسيطة وممكنة.
- برنامج تيتش (بالإنجليزية: Treatment and Education of Autistic and Communication Relate or TEACCH): وهو عبارة عن برنامج تربوي تعليمي يتم تطبيقه في المدارس للمساهمة في علاج الأطفال ذوي التوحد بعد تقييم الطفل بشكل منفرد، والهدف من هذا العلاج هو تنمية مهارات التواصل الإجتماعي والإنخراط في المجتمع، كما يعمل أيضا على تحسين القدرة على التواصل البصري وذلك من خلال الإستعانة بالتعليمات البصرية والمشاركة في الأنشطة الطلابية والعمل على تعزيز استقلالية الطفل والإعتماد على نفسه بصورة مستقلة.
- الأدوية: تساعد بعض الأدوية على تقليل حالات الصرع والإكتئاب وعلاج اضطرابات النوم.
معاناة أطفال التوحد ودور وسائل الإعلام
على الرغم من أنه تم تخصيص اليوم الثاني من نيسان/أبريل من كل عام لزيادة الوعي بطيف التوحد وأعراضه وأسبابه وتعزيز دورهم في المجتمع ونقل صورة واقعية عن التوحد إلى كل المجتمعات، ألا أنه مازال المصابين بالتوحد يعانون من نظرة المجتمع السلبية لهم ولأهاليهم، فالعديد من الأهالي يخشون من رد الفعل المؤذية لهم ولأطفالهم فبعض فئات المجتمع يعتقدون أن أطفال التوحد غير عاقلين لأنهم يتصرفون بشكل غير طبيعي، وهذا الخوف من رد فعل المجتمع يجعل الأهالي لا يبادرون بعلاج أطفالهم على الرغم من دور العلاج المبكر في تطور حالتهم.
وهنا يجب أن يكون لوسائل الإعلام دورًا قويا وفعالًا في نقل صورة واقعية حول التوحد وعن كل يدور عن هذا المرض والتركيز على زيادة وعي الناس ليس فقط بالمرض ولكن بقبول فئة هؤلاء الأفراد في المجتمع واحتضانهم ومساعدتهم على تطوير مهاراتهم وسلوكهم من خلال التعامل معهم بما لا يؤذيهم ويزيد من ألمهم.
فيجب أن يأتي دور الإعلام في مقدمة الأدوار التي تعمل على نقل صورة واقعية حول التوحد لتوعية المجتمع بأن طفل التوحد يمكن أن يتقدم ويتطور إذا استطاع المجتمع التعامل معه بصورة صحيحة ومدروسة، إعتمادًا على خطط واضحة ومعروفة ومدروسة بنهج أخلاقي.
ويجب أيضا على الإعلام عنده نقله صورة واقعية حول التوحد أن يؤكد أن الإهتمام الخاص بهؤلاء الأفراد لا يأتي من خلال تقديم الطعام والشراب والعطف والإشفاق عليهم بل من خلال تقديم برامج تربوية وخطط توعوية للمجتمع ليتعامل مع الأفراد ذوي التوحد بأسلوب صحيح لا يؤثر عليهم بالسلب بل يؤثر بالإيجاب.
ومن دور الإعلام أثناء نقله صورة واقعية حول التوحد أن يقوم بتعريف مشكلة طفل التوحد وكيف يمكن أن تؤثر الإضطرابات السلوكية على سير حياته، فمعرفتنا بمرض طيف التوحد وأنماطه يسهل علينا التعامل بشكل صحيح مع الأفراد ذوي التوحد ومساعدتهم على الإندماج في المجتمع.
وعلى جميع وسائل الإعلام سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقرؤة أن تنشر كل الأسس التي يجب الإنصياع لها عند التعامل مع الطفل التوحدي، والتي من أهمها تكوين علاقات ودية معه لكي لا يشعر بالإكتئاب ويخرج من حالة العزلة التي يعيش فيها.
وعلى الإعلام الصحي أن يعرف المجتمع بمرض التوحد ويعطي دورات تثقيفية لتعليمهم كيفية دمج أطفال التوحد في المجتمع، وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي الذي يحتاجون إليه هم وأسرهم.
تطوير الأفراد ذوي التوحد
عند نقل صورة واقعية عن التوحد وأسبابه وأعراضه يجب نشر النصائح أيضا التي يجب على الأهالي اتباعها في التعامل معهم لأن تطوير الأفراد ذوي التوحد يأتي من المعاملة السليمة لهم ومن أهم النصائح التي تساهم في تطوير حالة الأفراد ذوي التوحد:
- التركيز على الإيجابيات: يستجيب مصاب التوحد بشكل كبير لتعزيز إيجابيتهم ومدحهم وإعطاءهم الهدايا والمكافئات عند القيام بسلوك جيد فذلك يساعدهم على الشعور بالرضا والإمتنان والسرور.
- الحفاظ على روتين معين: يُفضل مرضى التوحد الروتين والنظام في كل حياتهم، لذا تنظيم غرفهم بإستمرار والحفاظ على روتين حياتهم وعدم تغيره يُسهل عليهم الحياة والتعامل.
- اللعب: إن مشاركة اللعب والأنشطة الحيوية يساهم بصورة كبيرة في تحسين مهارات التواصل عند الأطفال ذوي التوحد.
- اصطحاب الأطفال خارج المنزل: يساهم اصطحاب الأطفال خارج المنزل للقيام بالتسوق أو المهام اليومية أو زيارة الأقارب أو الخروج للنوادي إلى اندماج الطفل مع العالم الخارجي والإعتياد عليه.
- منح الأطفال ذوي التوحد الوقت اللازم له: منح الطفل الوقت الذي يحتاج إليه لتفريغ طاقته سواء عند الشعور بحزن أو غضب أو فرح والتحلي بالصبر وعدم إعطاء أي رد فعل يساهم في شعورهم بالراحة والأمان.
المدرسة دوت كوم ودورها الهام في التوعية بالتوحد
تقدم منصة المدرسة دوت كوم باقة جلسات تنمية مهارات الأطفال ذوي التوحد على أيدي متخصصين ومهرة في هذا المجال، من خلال الإنترنت وتتميز هذه الباقات بخصوصيتها وسريتها التامة للمحافظة على أسرار المرضى، بالإضافة إلى المرونة في المواعيد التي تقدم فيها هذه الجلسات ما بين مواعيد صباحية ومسائية لتناسب كافة الإحتياجات.
ومن خلال هذه الجلسات تتمكن منصة المدرسة دوت كوم من نقل صورة واقعية حول التوحد وحلها وتقديم كل الإمكانيات لمساعدة الأفراد ذوي التوحد حوب العالم، ومساعدة أهاليهم أيضا الذين يحتاجون إلى الدعم أو المساندة أو سؤال متخصصين في هذا المجال.
فإذا كنت من أهالي ذوي التوحد فلا تتردد في طب المشورة والمساعدة التي فدورات المدرسة دوت كوم تقدم بحب وعطاء وأمان وتحتضن الطفل مهما كان عمره.
وبالنسبة لمحتوى جلسات باقة تنمية مهارات التوحد فهي كالتالي:
- تنمية مهارات الإشارات المرئية.
- تنمية مهارات الحياة اليومية.
- برنامج مقترح لتنمية مهارات التواصل غير اللفظي.
- التأكد من الدعم الأسري، ينصح المختصين بتقديم الدعم الأسري وإرشاد الأسر لمساعدة الأطفال على شخصية صحية.
- تنمية مهارات الحساب.
- تطبيق البرامج التدريبية لتنمية المهارات المختلفة.
- إيجاد بيئة داعمة وودية للأطفال التوحديين لجعل تعلمهم أكثر فاعلية وإيجابية في حياتهم.
- كما يمكن أن يختار الأهل بعض الأنشطة المناسبة والتي تعمل على تنمية مهارات الطفل الذي يعاني من اضطراب التوحد وإعداده لمستقبل أفضل.
اترك تعليقًا الآن
0 تعليقات