التاريخ Fri, Feb 16, 2024

يعتبر اضطراب طيف التوحد من الإضطرابات التي تتضمن بعض الصعوبات في التعامل مع الآخرين، فالتفاعل الإجتماعي والتواصل هو أمر صعب على مريض التوحد، لذا فعلينا دعم الأشخاص ذوي التوحد بكل الطرق الممكنة، لمساعدتهم على تطوير حياتهم ومهاراتهم وسلوكهم بصورة بسيطة، فالأشخاص المصابون بالتوحد يعانون من صعوبات حتى في الإنتقال من مكان لآخر والتعرف على أشخاص جديدة بالإضافة إلى أن ردود أفعالهم غير اعتيادية على المشاعر والأحاسيس.

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة، ويؤثر في التفاعل والتواصل الإجتماعي مع الآخرين، ويتضمن هذا الإضطراب أنماط محددة ومتكررة من السلوك.

وأحيانا يولد الطفل طبيعيًا ثم تبدأ علامات التوحد منذ سن الثانية فنجد أن الأطفال يعانون من الإنحدار أو بعض الإضطرابات في النمو الطبيعي، فيتأخر كلام الطفل عن أقرانه في نفس الفئة العمرية، أو كان يستطيع مسبقًا أن يقول بعض الكلمات المفردة مثل (بابا/ ماما) ثم نسي هذه الكلمات ولا يستطيع أو يقولها.

بالإضافة إلى حساسية الأطفال ذوي التوحد من بعض الأصوات العالية والحساسية للمس والضوء ومقاومته للتغير في أي شيء.

ولمواجهة هذه الصعاب في حياة هذا الطفل يجب علينا دعم الأشخاص ذوي التوحد ومساندتهم لكي يستطيعوا عيش حياة أفضل.

كيف يمكن للأفراد دعم الأشخاص ذوي التوحد؟

توفير الدعم النفسي للأشخاص ذوي التوحد يساهم بشكل فعال في كسر حالة الملل والإنعزال الذي يعيشون فيه، لذا فإن نشر ثقافة دعم الأشخاص ذوي التوحد يعد من الأمور الهامة في المجتمع خاصة أن عدد الأطفال المصابون بإضطراب طيف التوحد يزيدون بنسبة كبيرة ولكن يتسأل الكثيرون كيف يمكن دعم الأشخاص ذوي التوحد؟ الإجابة ليست بسيطة فعلاج أطفال التوحد يحتاج لوقت طويل ولا يوجد في الحقيقة علاج ينهي هذا المرض ولكننا نساعدهم ببعض التعليمات بتطوير مهاراتهم وتطوير استراتيجات التكيف ومساعدتهم على الإندماج والإنخراط في المجتمع.

ومن أهم التعليمات التي تساعد في دعم الأشخاص ذوي التوحد:

  • الإستعانة بطبيب نفسي أو متخصص أو المشاركة في بعض الدورات التي تقدم علاجات شائعة تعمل على تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، وعلاج النطق، والعلاج المهني، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT).
  • تقديم الدعم النفسي والعاطفي لمساعدتهم على الخروج من حالات الحزن والإكتئاب التي يعيشون فيها، وذلك بإستخدام التعزيز الإيجابي والبحث عن نقاط قوتهم واستثمارها في ما يفيد.
  • دعم الاشخاص ذوي التوحد بتوفير لهم مساحة خاصة وبيئة رعاية آمنه لهم بالإستماع إليهم، وعدم تعنيفهم.
  • محاولة الآباء تغيير مسار حياة أطفالهم من ذوي التوحد بالإعتناء بهم بصورة اكبر من الطفل العادي والصبر عليهم.
  • الإنضمام لمجموعات الدعم تساهم بشكل كبير في رعاية هؤلاء الأطفال.
  • لا تتردد إذا كنت أب لطفل مصاب بطيف التوحد أن تطلب المساعدة والدعم لنفسك، لكي تستطيع أن تواصل دعمك لطفلك دون الإصابة بالإكتئاب.
  • تقليل وصمة العار والتمييز وقبول الأشخاص ذوي التوحد دون النظر إليهم بأنهم أقل من غيرهم.
  • من أهم طرق دعم الأشخاص ذوي التوحد ثقيف الجمهور حول مرض التوحد وأعراضه وكيف يمكن التعامل مع هذا المرض.
  • مشاركة الأطفال ذوي التوحد في الأنشطة الإجتماعية والترفيهية.
  • تطوير مهارات اللعب عندهم من خلال لعب الدمى والعرائس.
  • تشجيع اللعب الجماعي من خلال بعض الجمل مثل (دعونا نلعب) (هيا نلعب).
  • قراءة الروايات الإجتماعية للأطفال ذوي التوحد فهي تساعد على تعزيز مهاراتهم الإجتماعية.
  • استخدام وسائل بصرية مثل البطاقات المرئية لتعليمهم محادثة ما.
  • انتقي كلماتك عند الحديث مع الأطفال ذوي التوحد، لأن أي كلمة يمكن أن تؤثر في نفسيتهم بصورة كبيرة.
  • إذا اصطحب طفل من أطفال التوحد أي مساعد له وأردت أن تتحدث مع الطفل أنظر إلى الطفل ولا تنظر إلى من يصطحبه.
  • كم مهذبًا في حديثك فإذا كان مريض التوحد كفيف فلا تقل له جمل تشعره بالإهانة أو الألم النفسي مثل (أراك لاحقا).
  • لا تتظاهر بأنك فهمت كل ما يقوله ذوي التوحد وأسأله بشكل محترم عن مقصده من الكلام.
  • نشر معلومات حول مرض التوحد وضرورة العلاج المبكر لدوره في تطوير حالة طيف التوحد.
  • عدم حرمان أطفال التوحد من المشاركة في المجتمع والتعليم والعمل.
  • توفير خدمات صحية لهم وتلبية جميع احتياجاتهم الصحية، خاصة أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض من غيرهم.

صورة واقعية حول التوحد

انتشار ثقافة دعم الأشخاص ذوي التوحد من أهم الثقافات التي يجب على المجتمع المبادرة بنشرها وتعليمها لكل الأشخاص خاصة أن الصور الواقعية من حياة هؤلاء الأطفال ذوي التوحد وأسرهم تكون في الغالب مجهدة ومتعبة وتحتاج إلى تعليقات إيجابية ودعم وبالتأكيد هم لا يحتاجون إلى سماع تعليقات سلبية تؤذيهم.

فمن بين الصور الواقعية قصة لأم لديها طفلين من أطفال التوحد كانت تنشر مفاطع فيديو لهم فإذا بإحدى التعليقات: (لماذا أنتِ فخورة بهم؟ هم مجانين. وبالرغم من حالتهم، تتاجرين بأطفالك؟) هو تعليق سلبي واجهته سيدة من بغداد وهي أم لطفلين مكفوفين ومصابين أيضا بطيف التوحد، وهم يبلغان من العمر 17 سنة و 11 سنة، وقد أصيبا بالعمى بسبب عدم اكتمال نمو قشرة الدماغ والتي أثرت على العصب البصري لديهما.

اعترفت الأم أنها في البدية لم تكن تعرف كيف يمكن التعامل مع هؤلاء الأطفال، وكانت تعتقد أن طفل التوحد يجلس في زاوية لوحده ويكون قليل الكلام وليس لديه أي علاقات.

ولكن هذه الأم الشجاعة قامت بالبحث حتى تمكنت من مشاهدة دورات تدريبية تتحدث عن دعم الأشخاص ذوي التوحد وكيفية التعامل معهم، وتحدثت مع أطباء وتعرفت أكثر على مرض طيف التوحد وعملت بعدها على نشر هذه المعلومات والتجارب الناجحة مع متابعيها على الإنترنت.

تقول الأم: لم تظهر أي علامات على الإصابة بالتوحد المبكر لطفلتها إلا بعد بلوغها 4 سنوات، وكانت تمشي بشكل طبيعي وتكرر الكلمات التي تقال لها، لكنها بدأت بعد ذلك تدور حول نفسها وتمشي على أطراف أصابعها، وتم تشخيص هذه الأعراص بطيف التوحد، فبادرت الأم بإدخالها معهد للمصابين بالتوحد وصعوبات التعلم.

واضطرت الأم إلى تعليم ابنتها في البيت بعدما تأخرت عليها ذات يوم في المعهد وتعرضت ابنتها لمحاولة تحرش فقد وجدتها تجلس وحدها في غرفة الحارس، وشكت الأم أن يكون حدث شيئا مزعج لإبنتها وتأكدت من فحص ابنتها فور رجوعها ولكن البنت لم تتحدث ولكن كانت تبعد يد أمها عنها ويبدو عليها علامات الإنزعاج، وتقول الأم: حتى يومنا هذا، عندما نحاول عناق ابنتنا نجدها تترك مسافة بسيطة بيننا وبين من يحتضنها وإذا قمنا بسحبها نحونا تبتعد!

وبالرغم من محاولة الأم البحث عن مكان ملائم لأطفالها ألا أنها تسمع الكثير من التعليقات السلبية الدائمة لذا تطلب أن يكون هناك محاسبة خاصة أن تلك المواقف السلبية تؤثر بشكل كبير على الأم التي تتعب وتجاهد من أجل سلامة وحماية ودعم أبنائها.

لذا ألبست الأم أولادها شارات مكتوب عليها (أنا طفل توحد كن صبورًا معي).

وتقول الأم على الرغم من أنه يجب على الجميع دعم الأشخاص ذوي التوحد ألا أن هناك عدد من أولياء الأمور يرفضون وجود طفل توحدي بين أطفالهم العاديين ويطالبون إدارة المدرسة فورًا بإبعاده عن الفصل الذي فيه أولادهم.

منصة المدرسة ودورها في دعم الأشخاص ذوي التوحد

تساهم منصة المدرسة دوت كوم في دعم الأشخاص ذوي التوحد بصورة كبيرة حيث تنشر العديد من المقالات التي تتحدث عن مرض طيف التوحد وأعراضه وكيف يمكن التعامل مع هذا المرض، كما أن منصة المدرسة دوت كوم تقدم العديد من الدورات التدريبية للأطفال ذوي التوحد للمساهمة في تطوير حياتهم ورعايتهم والمساهمة في زيادة مهاراتهم وسلوكهم، وتتسم الدورات التدريبية بالمرونة في المواعيد حيث يمكنك الإختيار ما بين المواعيد الصباحية والمسائية كما أن هذه الدورات الخاصة بدعم الأشخاص ذوي التوحد تتميز بالسرية التامة للحفاظ على أسرار الأطفال وذويهم.

على الرغم من زيادة الوعي حول مرض التوحد مقارنة بما سبق في العقود الماضية ألا أنه مازال دعم الأشخاص ذوي التوحد قليل ويحتاج إلى زيادة هذه الثقافة، فمعاملة بعض الناس قاسية جدًا لهؤلاء الأطفال ذوي التوحد وعائلتهم، فالأهالي يتحملون العديد من الضغوط من أجل أبناءهم المصابين بالتوحد، ولكن من يدعم هؤلاء الأهالي اللذين يشعرون بالتوتر والخوف الدائم من أن يحدث شيئا لهم فلا يستطيع أحد أن يتكفل برعاية أبنائهم.

لذا من المهم احترام المرضى وعائلتهم والحرص على تقديم الرعاية ودعم الأشخاص ذوي التوحد بطريقة مهذبة تساعدهم على الإستمرار في حياتهم دون خوف وقلق.

المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها