التاريخ Thu, Feb 15, 2024

التوحد في المدارس: كيف يمكن تعزيز بيئة داعمة للطلاب ذوي التوحد؟

يُعد التعامل مع الطفل المصاب بطيف التوحد في المدارس تحديًا كبيرًا حيث يحتاج هذا الطفل الإهتمام والرعاية والعناية الفائقة، والتي لا يحتاجها أقرانه في نفس الفئة العمرية، فالتعامل مع التوحد في المدارس يعتبر من الصعوبات التي تواجه المدرسين لأن الطفل التوحدي يحتاج بذل مجهودي إضافي وتكرار للمعلومات لكي يتمكن من استيعابها، لذا سنتحدث في هذا المقال عن طبيعية التعامل مع التوحد في المدارس وكيف يمكن تعزيز بيئة داعمة لهؤلاء الأطفال تساعدهم على تطوير مهاراتهم اللغوية وسلوكهم.

دمج أطفال التوحد في المدارس

إن دمج أطفال التوحد في المدارس يعني إتاحة الفرصة لهم بتلقي التعليم والإنخراط في المجتمع، وهو حق اجتماعي يضمن لهؤلاء الأطفال حياة كريمة ويكسر حالة العزلة الإجتماعية التي يعيشون فيها، فقد أثبتت الدراسات أن دمج الطفل التوحدي يكسبه مهارات جديدة ويكسر حالة العزلة والملل والشعور بالإنطواء على نفسه.

خاصة أن اضطراب طيف التوحد يعتبر ثالث الإضطرابات انتشارًا حول العالم، ويتخطى بهذه النسبة أعداد المصابين بمتلازمة داون، فقد نشرت الجمعية الأمريكية للتوحد (America of Society Autism, 1999) إحصائية تؤكد أعداد الأطفال المصابين بطيف التوحد يزيدون سنة بعد سنة. لذا فإن فكرة دمج أطفال التوحد في المدارس من الأفكار الأساسية التي تحاول برامج التربية الخاصة الوصول إليها لأن لها فوائد متعددة تعود على الطالب وأقرانه من غير اضطراب التوحد وعلى المجتمع بأسره.

ما الهدف من دمج أطفال التوحد في المدرس؟

يهدف دمج أطفال التوحد في المدارس إلى تعليمهم بطريقة تُشبه الطريقة التي يتعلم بها أقرانهم غير المصابين بالتوحد، وعلى الرغم من أن عملية دمج أطفال التوحد في المدارس من التحديات الصعبة إلا أنها تعمل على إضافات مهمة في حياة الأطفال المصابين بالتوحد والتي من أهمها:

  • تزويد أطفال التوحد في المدارس بكل الفرص الملائمة لهم لتحسين مفهوم الذات وسلوكياتهم الإجتماعية خاصة أن هذه الأمور مرتبطة ببعضها البعض.
  • التركيز بشكل أكبر على المهارات اللغوية لمصابي التوحد في المدارس العادية.
  • تعمل التربية الخاصة لمرضى التوحد في المدارس العادية على تجنب عزل الطفل عن عائلته.
  • يعمل دمج أطفال التوحد في المدارس على تحقيق الكثير من الأهداف والتي من أهمها تقليل الفوارق النفسية والإجتماعية بين الطفل العادي وغير العادي.
  • يُفيد دمج أطفال التوحد أيضا إلى تعديل اتجاه تعامل الناس والمعلمين وأولياء الأمور تجاه هذا الطفل من سلبية إلى إيجابية.
  • إعطاء فرصة أفضل للطفل التوحدي للنمو النفسي والأكاديمي.

التحديات التي تواجه أطفال التوحد في المدارس

يواجه أطفال التوحد في المدارس العديد من التحديات والصعوبات والتي من أهمها:

  • تدني تقدير الذات: بعض طلاب التوحد في المدارس لا يقومون بمشاركة أقرانهم في أي أنشطة جماعية، ونجد أنهم يفضلون القيام بالأنشطة الفردية.، خاصة أن الكثير منهم لا يتمكنون من الرد على الأسئلة أو التعامل مع أي تعابير للوجه أو الجسد.

  • انعدام المشاركة اللفظية: يفضل أطفال التوحد في المدارس البقاء صامتين فهم في الواقع لا يتمكنون من التفاعل مع الأنشطة التعليمية بصورة جيدة.

  • عدم الإستقرار الإنفعالي: يظهر بعض طلاب التوحد في المدارس نوبات من الغضب عند تكليف المدرس لهم بمهام إضافية، وأحيانا يبكون لعدم رضاهم عن علاقاتهم بالآخرين.

  • صعوبة تكوين علاقات اجتماعية مع غيرهم من الأطفال.

  • صعوبة تكيف الطفل التوحدي مع البيئة المحيطة.

  • صعوبة إرتداء زي مدرسي معين لأن طفل التوحد يكون شديد الحساسية كما أنه يقاوم تغيير الملابس.

  • صعوبة مشاركة الألعاب مع باقي الأطفال، فطفل التوحد لا يتمكن من اللعب التخيلي أو التقليد.

  • يفهم طفل التوحد بصعوبة شديدة أي تعليمات حتى التعليمات الشفهية فهي أيضا صعبة عليه ولا يتمكن من إدراكها بسهولة.

  • الصلابة الفكرية والسلوكية والتي قد تؤثر على تعاملاته أو التحدث أحيانا بشكل عنيف وغير لائق.

الإستراتيجات التي تساعد على دمج أطفال التوحد في المدارس

هناك بعض الإستراتيجات التي تساعد بشكل كبير على دمج أطفال التوحد في المدارس وهي:

  • الإستراتيجيات الوقائية: والتي يعتمد عليها المعلمون قبل بداية شرح الدورس لتسهيل تفاعل الأطفال المتوحدين مع أقرانهم ومنها استخدام القصص الإجتماعية، وبرامج التواصل وتبادل الصور بالإضافة إلى إستخدام الجداول البصرية.

  • الإستراتيجيات الداعمة: يستخدم المعلمون هذه الإستراتيجات في عملية التعلم لتوضيح المبادئ والسلوكيات الإجتماعية للأطفال، وتعليمهم أيضا كيفية طلب أي مساعدة من زملائهم بالصف ويحرص المعلمون على تكرار التعليمات لكي يتمكن أطفال التوحد في المدارس من استيعابها.

  • الإستراتيجات العلاجية: وهي بعض الإجراءات التي يقوم المعلمون بتطبيقها عند وقوع الأخطاء لتعديل السلوك.

كيف يمكن التدريس لأطفال التوحد؟

يحتاج كل الأطفال إلى معاملة واهتمامهم ولكن أطفال التوحد في المدارس يحتاجون رعاية وعناية خاصة وبيئة داعمة للطلاب ذوي التوحد تساهم في تطوير سلوكهم ومهاراتهم اللغوية ومن أهم الأساليب التي تساعد على تساعد أطفال التوحد في المدارس على التفاعل والإنتاجية:

  • البيئة المنظمة والخطة المدروسة تساعد بشكل كبير على شعورهم بالراحة.

  • الإهتمام بوسائل التواصل مثل لغة الإشارة فهي من أهم طرق التعامل مع هؤلاء الأطفال.

  • الرسوم الهزلية والكاريكتير المصصمان خصيصًا لمرضى التوحد يساهمان بشكل كبير في تطوير مهاراتهم وتسهيل فهمهم.

  • استغلال أي شخصية كرتونية يحبها الطفل والتمثيل بها لتقريب المعلومات.

  • شرح القصص الإجتماعية بالكلمات البسيطة والصور.

  • تنمية وتطوير علاقات الطفل الإجتماعية وتوثيق علاقاته مع الأطفال الآخرين يحسن بصورة كبيرة من مهاراته وسلوكه.

  • الحرص على استخدام اللغة المباشرة ولغة الإشارة لأن أطفال التوحد لا يفهمون التعبيرات والإيماءات.

  • استخدام رمز PECS وهو عبارة عن نظام تبادل إتصالات الصور وهو نهج شائع يستخدم للتواصل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في الكلام، ويقوم المعلمون بإستخدام الصور كرمز تعليمي وتدريجي للأطفال لمحاولة تكوين جمل بسيطة من خلال الصور والإشارة إلى العناصر التي يختارها.

  • استخدام الوسائل البصرية والفيديوهات والرسومات البسيطة ضمن خطط الدروس المقدمة لهم.

  • المسرح ولعب الأدوار يساهم بشكل فعال في تنمية وتطوير قدرات أطفال التوحد في المدارس.

  • استخدام جدول Teacch اليومي وهي طريقة مستخدمة بشكل كبير مع الأطفال المصابين بالتوحد لتوفير بيئة منظمة لهم في المكان والزمان عن طريق الوسائل المرئية وتقليل التوتر لديهم وتعزيز مستوى الفهم والإدراك.

  • مساعدة أطفال التوحد الذين لا يتحملون الصوت العالي والضوضاء بوضعهم في بيئة داعمة ومكان هادئ مثل مكتبة المدرسة في وقت الراحة.

نصائح لأهالي أطفال التوحد في المدارس

إذا كان لديك طفل يعاني من التوحد وحان الوقت لدخوله المدرسة فيجب عليك اتباع بعض التعليمات لكي تساعده على تخطي تلك العقبة التي في الغالب ستكون صعبة بعض الشئ في أولها ومن أهم التعلميات التي يجب حرص الوالدين عليها هي:

  • احرص على حضور ابنك جلسات تعديل السلوك، مهما كان التقدم الذي يحرزه بسيطا.

  • رتب خطة وروتين يومي مميز لطفلك لكي يشعر بالراحة والأمان.

  • اجعل نغمة المنبه ملائمه للطفل واحرص على ألا تكون صاخبة لكي لا يشعر بالأذى.

  • قم بفحص الحافلة التي ستقل ابنك إلى المدرسة، لأنها تعتبر بيئة جديدة عليه.

  • يفضل قيامك بزيارة ابنك أول أيام الدراسة لمتابعة سير العملية التعليمية ودعمه ومساندته.

  • احرص على التواصل الدائم مع المدرسة لمتابعة حال ابنك.

تكنولوجيا التعلم العميق ودعم التوحد

إن تكنولوجيا التعلم العميق ودورها ف دعم التوحد يساهمان بصورة كبيرة في علاج أطفال التوحد خاصة أن التشخيص المتأخر كان يزيد من تعقيد المرض ويقلل من نسب تطور مهارات الأطفال ولكن مع تكنولوجيا التعلم العميق التي تعتمد على فحص اضطراب طيف التوحد من خلال استخدام صور شبكية العين والتي يتم تحليلها بالإعتماد على خوارزميات التعلم العميق المتقدم، تمثل تحولًا كبيرًا مقارنة بالتشخيص التقليدي.

فتكنولوجيا التعلم العميق تعتمد على تسخير قوة الذكاء الإصطناعي لتبسيط عملية تحديد اضطراب التوحد عن طريق دمج رؤى العيون مع تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي المتطور مما يجعل الفحص أكثر كفاءة وانتاجية.

وفي السياق نفسه أظهرت الدراسة عن 0.74 AUROC في تقييم شدة أعراض اضطراب طيف التوحد، أن نماذج الذكاء الإصطناعي ليست قادرة على تحديد وجود اضطراب التوحد فقط، بل تقدم أيضا نظرة شاملة عن شد الأعراض التي يعاني منها الطفل، ويعد هذا الجزء مهم جدًا في تصميم استراتيجيات التدخل لتلبية الإحتياجات الفردية.

وتبني الذكاء الإصطناعي في تشخيص الإصابة بطيف التوحد قد يؤدي إلى تدخلات مبكرة تساهم في تطوير علاجهم وتحسين النتائج، وتعزيز مستويات الكفاءة العامة لكل أنظمة الرعاية الصحية، فهذه تعد خطوة كبيرة في التشخيص الطبي.

تذكر أن أطفال التوحد هم أطفال عاديون لكن لديهم عالمهم الخاص الذين يعيشون فيه لذا علي الآباء والأمهات الإعتناء جيدًا بأطفالهم ذات الإحتياجات الخاصة، وخاصة أثناء دخول أطفال التوحد في المدارس واحرص على ذهابهم إلى جلسات تعديل السلوك وهي جلسات لها دور كبير جدا في تنمية مهارات أطفال التوحد في المدارس، وقد خصصت لنا منصة المدرسة دوت كوم الكثير من الدورات التي يحتاجها أطفال التوحد وهي دورات أونلايين ذات مواعيد مرنة ما بين صباحية ومسائية مع أفضل نخبة من المختصصين في التعامل مع أطفال طيف التوحد، بالإضافة إلى تمتع الدورات بالسرية التامة لمزيد من الشعور بالأمان لطفلك.

وتقدم منصة المدرسة دوت كوم أيضا كل المعلومات اللازمة عن طفل التوحد والتعامل مع التوحد في المدارس ، ويوجد بالمنصة أيضا دورات للجميع تساعد الأهالي على معرفة الكيفية الصحيحة للتعامل مع أبنائهم من ذوي التوحد.

المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها