التاريخ Wed, May 03, 2023

المهارات الاجتماعية ل طلاب التوحد 

تعتبر المهارات الاجتماعية من أهم العوامل التي تؤثر على حياة الطلاب، وخاصة بالنسبة لطلاب التوحد، فالتحديات والصعوبات التي يواجهها هؤلاء الطلاب في التفاعل مع الآخرين وإنشاء علاقات اجتماعية صحية تستدعي إيلاء هذه المهارات اهتمامًا خاصًا، لذلك، يجب على المعلمين، وأولياء الأمور، وجميع المهتمين بتحسين حياة هؤلاء الطلاب، التركيز على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، في هذه المقالة، سنكتشف بالتفصيل مجموعة من المهارات الاجتماعية المفيدة لطلاب التوحد، ومقياس التفاعل الاجتماعي للتوحد وكيف يمكن تحسينها من خلال التدريب والتفاني.

اسباب مرض التوحد

يُعتبر مرض التوحد من الأمراض التي يتعرض لها الأطفال مع بداية عمرهم، وينتشر بين الأطفال بكثرة. ولكن السبب الدقيق وراء حدوث طلاب التوحد غير واضح بعد، إذ ليس هنالك عامل واحد ووحيد معروفًا باعتباره المسبب المؤكد لمرض التوحد. إلا أنه يُعتقد أن هناك عوامل خطر تزيد من احتمال الإصابة بالتوحد وتشمل: 

  • العامل الوراثي والذي يمكن أن يؤثر على خطر بعض أشكال مرض التوحد. 
  • وجود واحد من الأقارب المباشرين مصاب بالمرض عاملاً خطيراً في زيادة الإصابة بالتوحد. 
  • بعض العوامل الأخرى مثل ولادة الطفل بوزن أقل من الطبيعي، التعرض للإصابة بالالتهابات الفيروسية وغيرها من المضاعفات، الإصابة بمرض التوحد. 

يجب الإشارة إلى أن اسباب مرض التوحد لا تعتبر نهائية بل مجرد توقعات ولا تشير بالضرورة إلى إصابة الطفل بمرض التوحد. 

اضطراب التوحد

يُعد مرض التوحد اضطرابًا نمائيًا يؤثر على الطفل في مرحلة مبكرة من حياته، وتكون معالجته صعبة لأنه يؤثر على تفاعلاته الاجتماعية و مهاراته التواصلية، مما يتداعى من قدرته على التواصل والتفاعل الاجتماعي للتوحد. ومن المعروف أن الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يعانون من اعراض التوحد الخفيف عند الاطفال يواجهون صعوبة في التعرف على التعابير الوجهية، وفهم إشارات الجسم، بالإضافة إلى عدم القدرة على التواصل اللفظي والغير لفظي بشكل صحيح. وبالتالي، يجب على الأطفال المصابين بالتوحد الحصول على التدخلات والإجراءات التي تساعدهم في اكتساب المهارات الاجتماعية والتواصلية، وهذا ما يساهم في التخفيف من تأثير هذا الاضطراب على حياتهم وتحسين قدرتهم على المشاركة بفعالية في الأنشطة الاجتماعية.

اقرا المزيد عن: كيفية التعامل مع التخاطب والتواصل اللفظي

اعراض التوحد الخفيف عند الاطفال

تعتبر اعراض اضطراب طيف التوحد متنوعة وتختلف من طفل إلى آخر، وتبدأ ظهورها خلال الثلاث سنوات الأولى منذ الولادة، وتشمل هذه الأعراض:

  • صعوبة في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي.
  • التركيز والاهتمام بشكل نمطي ومتكرر. 
  • تلحظ على أطفال التوحد سلوكيات متكررة وتحتاج للحوار المباشر والنشاط الجسدي الموجه، الذي يعمل على تنمية مهاراتهم الاجتماعية بشكلٍ أكبر. 

واتضحت فائدة التدخل المبكر لهم في تحسين تلك المهارات وتعزيز قدرتهم على التكيف وتحسين جودة حياتهم اليومية. يتطلب ذلك الاستجابة لحاجات كل طفل بشكل مختلف وتقديم الدعم والمساعدة التي يحتاجونها فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية والقضاء على اسباب مرض التوحد. ولتحقيق هذه الأهداف بنجاح، سنتحدث عن أفضل أساليب مساعدة طلاب التوحد. 

اقرأ ايضًا عن: معايير يجب اتباعها لضمان صحة وسلامة الأطفال

المهارات الاجتماعية لطلاب التوحد

يلعب تعليم المهارات الاجتماعية دورًا حيويًا في حياة مريض التوحد. ففي ظل اضطرابهم في التفاعل الاجتماعي، يحتاج الأطفال المصابون بالتوحد إلى تدريب وتعزيز مهارات الاتصال والتواصل والتعاون والتعاطف والتخطيط والتنظيم، ومن خلال تطوير هذه المهارات، يمكن للأطفال التوحديين:

  • الاندماج في البيئة الاجتماعية.
  • التفاعل مع الآخرين بصورة أفضل. 
  • تؤثر بشكل إيجابي على قدرة الأطفال على التكيف مع المجتمع والعيش بشكل مستقل.
  • تساعد الأطفال على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين ومواجهة التحديات بطريقة صحية وإيجابية.

ولا بد من التأكيد على أن تعليم المهارات الاجتماعية يجب أن يكون متواصلًا وملائمًا لاحتياجات كل طلاب التوحد. لذلك يجب العمل بشكل مشترك بين المدرسة والأهل لتحقيق أفضل النتائج في تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي واعراض التوحد الخفيف عند الاطفال.

اقرأ ايضًا عن: أساسيات التواصل مع اطفال التوحد فيما قبل ٣سنوات

مقياس التفاعل الاجتماعي للتوحد

يعتبر مقياس التفاعل الاجتماعي للتوحد أداة مهمة لقياس مدى تأثر طلاب التوحد بنقص المهارات الاجتماعية. ويساعد هذا المقياس في تحديد نقاط القوة والضعف في تفاعلهم الاجتماعي، مما يمكن المعالجين والمربين من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير هذه المهارات. ويعتمد المقياس على عدة عوامل مثل: 

  • القدرة على التواصل اللفظي والغير لفظي.
  • مهارات العمل الجماعي.
  • الاهتمام والتركيز والتعامل مع المشاعر
  • التنظيم. 
  • تحليل الأنماط والتنبؤ بالسلوكيات.
  • مهارات التكيف الاجتماعي وغيرها. 

يمثل هذا المقياس مرجعا مهما للمعلمين والمربين والمعالجين لتصميم برامج تدريبية واستراتيجيات تعليمية تتناسب مع اسباب مرض التوحد واحتياجات الأطفال التوحديين وتساعدهم على تحسين مستوى تفاعلهم الاجتماعي وتحسين جودة حياتهم اليومية.

طرق تنمية المهارات الاجتماعية لطلاب التوحد

تنمية المهارات الجتماعية وعلاج اسباب مرض التوحد أمرًا حيويًا، وهناك العديد من الطرق المستخدمة لتحقيق هذه الغاية، من هذه الطرق: 

  • مهارات التواصل اللفظي والغير لفظي

لا يعد الطلاب قادرين على التواصل بشكل طبيعي، إذ يعانون من صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، الأمر الذي يؤثر على حركة المرور الاجتماعي ويزيد من عزلتهم. ولهذا السبب، يجب تعليم المهارات التي تلزم طلاب التوحد لإدارة وتحسين التواصل اللفظي وغير اللفظي كأساس أساسي للنجاح في التفاعل الاجتماعي. هذه المهارات تشمل تحديد ملامح وجوه الآخرين، فهم العواطف، ممارسة النطق وتطوير المفردات، تحسين الصوت والنغم، والتحسين المهارات اللازمة للتواصل الجماعي. وعندما يتم تفريغ كل هذه المهارات بشكل جيد، يمكن لطلاب التوحد عزلتهم وزيادة تفاعلهم الاجتماعي في المجتمع.

  • مهارات التعاون والعمل الجماعي

تعد مهارات التعاون والعمل الجماعي من أهم المهارات الاجتماعية التي يحتاجها التفاعل الاجتماعي للتوحد. فعندما يتعلم هؤلاء الأطفال كيفية العمل مع الآخرين والتعاون معهم، يمكنهم تطوير العلاقات الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة الجماعية بطريقة صحيحة ومفيدة، ولتنمية هذه المهارات:

  • يمكن استخدام اللعب الجماعي والتفاعل الإيجابي بين الطلاب لتشجيع العمل الجماعي والتفاعل الإيجابي.
  • استخدام التمثيل الدرامي وغيرها من الأنشطة التعليمية الممتعة. 
  • كيفية التحدث بطريقة محترمة والاستماع إلى آراء الآخرين والتعبير عن رأيهم بشكل واضح. 

باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن لطلاب التوحد تحسين قدراتهم على التعاون والعمل الجماعي، والاستفادة من هذه المهارات في حياتهم الاجتماعية والمهنية في المستقبل.

  • مهارات الاهتمام والتركيز

تُعدّ مهارات الاهتمام والتركيز من أهم المهارات الاجتماعية التي يتعيّن على طلاب التوحد تنميتها. يتسم أطفال التوحد بعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة، إلى جانب صعوبة التركيز على الموضوع المطروح للنقاش. لذلك يجب تنمية هذه المهارات وتدريب الطلاب على تحسينها، إذ يساعد ذلك على تحسين قدرتهم على الاستماع للآخرين والتعلّم منهم، كما يساعد على تحسين القدرة على تنفيذ المهام بدقة وتركيز. ويمكن تطوير هذه المهارات من خلال استخدام خطط دراسية مختلفة وطرق تدريبية مبتكرة مثل التدخل المبكر واللعب الجماعي. ويمثّل الحفاظ على مستويات جيدة من التركيز والانتباه ضرورة أساسية لتحسين مستوى التواصل الاجتماعي بين الأطفال وتقليل اعراض التوحد الخفيف عند الاطفال.

  • مهارات التعامل مع المشاعر والانفعالات

تعتبر مهارات التعامل مع المشاعر والانفعالات من أهم المهارات الاجتماعية التي يحتاجها طلاب التوحد لتحقيق التفاعل الاجتماعي الصحي. فمن اعراض التوحد الخفيف عند الاطفال صعوبة في التعرف على المشاعر والنواحي الاجتماعية للأشخاص من حولهم، وهذا قد يؤثر على قدرتهم على التفاعل الاجتماعي بشكل كبير. لذلك، يهدف تعليم مهارات التعامل مع المشاعر والانفعالات إلى تعزيز المهارات الاجتماعية لدى الطلاب التوحد وتحسين قدرتهم على التفاعل والتواصل مع المحيطين بهم بشكل أكثر فعالية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام أنشطة تربوية معينة، مثل التعبير عن المشاعر، والتدريب على التعرف على المشاعر وتحليلها، وتعليم الاستراتيجيات الهادفة للتعامل مع الانفعالات السلبية. ويمكن الجمع بين هذه الاستراتيجيات مع تنفيذ أنشطة تحاكي الأوضاع الاجتماعية الحقيقية، مثل اللعب الجماعي، لتعزيز وتحسين مهارات التعامل مع المشاعر والانفعالات لدى طلاب التوحد.

  • مهارات التخطيط والتنظيم

تعتبر مهارات التخطيط والتنظيم من أهم المهارات التي يتعين تنميتها لدى طلاب التوحد. فالتخطيط يعمل على تحقيق الأهداف المحددة بشكل أساسي، كما يساعد على تنظيم الأنشطة والواجبات المدرسية وتوزيع الأدوار لضمان تحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة. كما أنه يعمل على تحديد الخطوات اللازمة للوصول إلى هذه الأهداف وتقييم نتائج التطبيق والتحليل في نهاية المطاف. وبما أن طلاب التوحد يحتاجون إلى منظمين زمنيين ومساعدين في الانتقال من المهمة الواحدة إلى الأخرى، فإن تنمية مهارات التخطيط والتنظيم ستساعدهم على التعامل مع الحياة اليومية بشكل أفضل وتحقيق النجاح في الواجبات المدرسية والحياة الاجتماعية.

  • مهارات تحليل الأنماط والتنبؤ بالسلوكيات

تعد مهارات تحليل الأنماط والتنبؤ بالسلوكيات من أهم المهارات الاجتماعية التي يحتاجها طلاب التوحد. فمن خلال هذه المهارات، يتمكن الطالب التوحدي من فهم سلوكيات الآخرين وتوقع ردود أفعالهم، مما يساعده على تنمية قدراته الاجتماعية والتواصلية، وتتضمن هذه المهارات: 

  • تحليل الإيماءات الجسدية واللغوية للأشخاص والتنبؤ بتصرفاتهم.
  • تحليل الأنماط الاجتماعية وتحديد الأنشطة الاجتماعية التي تناسب شخصية الطالب التوحدي. 
  • تدريب الطالب على هذه المهارات من خلال الألعاب الاجتماعية واللعب بالأدوار، ويمكن تطبيقها في البيئة المدرسية والعائلية بالتعاون بين المدرسة والأسرة. 

لذا يجب علينا التركيز على مقياس التفاعل الاجتماعي للتوحد وتعليم هذه المهارات لتمكين طلاب التوحد من التفاعل الاجتماعي والاندماج في المجتمع.

  • مهارات التكيف الاجتماعي

يعتبر تطوير مهارات التكيف الاجتماعي أمرًا حيويًا لطلاب التوحد، حيث أنها تمثل جزءًا أساسيًا من التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين. وتشمل هذه المهارات القدرة على التكيف مع مواقف مختلفة وتحديد العلاقات الاجتماعية المناسبة وفهم الاحتياجات والمشاعر للآخرين. وتتضمن أيضًا قدرة الطلاب على التعامل بشكل فعال مع صعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما يمكِّنهم من بناء علاقات اجتماعية صحية وإيجابية. ولتحقيق هذه المهارات، تتطلب العملية التربوية التنظيمية الجماعية بين المدرسة والأهل واستخدام أساليب وأدوات تفاعلية تساعد على تنمية تلك المهارات بشكلٍ فعّال وملائم لتوصيل الرسالة وفهمها.

اقرأ ايضًا عن:ما هي صعوبات التعلم عند الأطفال وكيف تستطيع الامهات التعامل معاها

دور المدرسة في تطبيق هذه الاستراتيجيات

تلعب المدرسة دوراً حاسمًا في تطبيق الاستراتيجيات التي تنمي المهارات الاجتماعية لتخفف من اعراض التوحد الخفيف عند الاطفال. فمن خلال تقديم بيئة تعليمية متكاملة وداعمة، يمكن للمدرسة تعزيز تفاعل الطلاب الاجتماعي وتحسين قدرتهم على التفاعل مع الآخرين. وتتضمن هذه الاستراتيجيات اللعب الجماعي والحوار الإيجابي والتدخل المبكر والتمثيل الدرامي، ويمكن تطبيقها في الفصول الدراسية ومناطق اللعب والتفاعل الاجتماعي المختلفة. وبالتالي، يمكن للمدرسة العمل بشكل فعال مع الأهل والجهات المعنية الأخرى لتحقيق الأهداف المشتركة في تنمية المهارات الاجتماعية لطلاب التوحد.

التعاون بين المدرسة والأهل 

تعد أهمية العمل الجماعي بين المدرسة والأهل أحد العوامل الرئيسية في تنمية المهارات الاجتماعية لطلاب التوحد. ويمكن أن يحقق هذا النجاح من خلال توفير بيئة مرنة وداعمة من قبل المعلمين وأولياء الأمور على حد سواء. يجب على المدرسة توفير الدعم اللازم لطلاب التوحد لمساعدتهم على التأقلم مع البيئة المدرسية والتطوير بشكل جيد. ويتم ذلك من خلال العمل الجماعي بين المدرسة وأولياء الأمور، وتحديد الهدف المشترك لتنمية المهارات الاجتماعية للطلاب التوحديين. عندما يعمل المدرسون وأولياء الأمور معًا، يمكنهم تحتضن احتياجات الطلاب لتحقيق خطط تعليمية فعالة لتنمية المهارات الاجتماعية للطلاب التوحديين. وهذا يتيح لطلاب التوحد بناء العلاقات الاجتماعية الجديدة وتحسين تفاعلاتهم مع بيئتهم المدرسية والاجتماعية بشكل أفضل.



المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها