التاريخ Mon, Feb 19, 2024

للعلاقات الإجتماعية والتواصل مع الآخرين دور كبير في حياتنا، فلا أحد يستطيع أن يعيش وحيدًا، فالعلاقات الإجتماعية تساعدنا على مشاركة مشاعرنا وعواطفنا من أفراح وأحزان، ففكرة أنه يوجد من يشاركنا ما نشعر به يساعدنا على الإستمرار في الحياة ويُقلل من إحساسنا بمشاعر الحزن والإكتئاب، ولكن هناك من لا يستطيع أن يُكون علاقات اجتماعية وهم الأشخاص ذوي التوحد الذين لا يتمكنون من إنشاء علاقات اجتماعية أو التعبير عن مشاعرهم بصورة سليمة، ولكن يمكن تطوير الأفراد ذوي التوحد من خلال دعمهم ومساندتهم بطرق بسيطة وممكنة.

ما هو التوحد وهل له علاج؟

اضطراب طيف التوحد هو عبارة عن حالة مرضية مرتبطة بنمو الدماغ تؤثر بشكل كبير على تعامل الشخص مع الآخرين وعلى التواصل الإجتماعي، ويتضمن هذا الإضطراب بعض الأنماط السلوكية المكررة والمعقدة والروتينية.

يتضمن اضطراب طيف التوحد بعض الحالات التي منها: متلازمة أسبرجر واضطراب التحطم الطفولي، وأحد الأاشكال الغير محددة لللإضطراب النمائي الشامل.

يبدأ اضطراب طيف التوحد في سن مبكر جدًا من الطفولة، ويتسبب في الكثير من المشاكل على مستوى التواصل الإجتماعي مع الآخرين.، ويظهر التوحد في السنة الأولى ثم يبدو أنه ينمو بصورة طبيعية ثم يمر الطفل بفترة من الإرتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والشعرين عندما تظهر عليه أعراض طيف التوحد.

لا يوجد سبب محدد ومؤكد حتى الآن للإصابة بمرض طيف التوحد ولكن يعتقد بعض الأطباء أن هناك بعض الأشياء التي تتسبب فيه مثل العوامل الوراثية والجينات المختلفة فلها دور في نشأة التوحد، بجانب بعض العوامل البيئية من العدوى الفيروسية أو ملوثات الهواء أو تناول الأم بعض الأدوية أثناء فترة الحمل أو الإصابة ببعض المضاعفات أثناء الحمل.

للأسف لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لطيف التوحد، إلا أن الإكتشاف المبكر والعلاج المكثف والمبكر يعملان على تغيير كبير في حياة هؤلاء الأطفال ويساعد على تطوير الأفراد ذوي التوحد في علاقاته مع الآخرين وتنمية مهاراتهم اللغوية والسلوكية.

الصعوبات النفسية التي تواجه الأطفال ذوي التوحد

يُعاني الأطفال ذوي التوحد من عدة صعوبات نفسية تجعل التواصل مع الآخرين صعب عليهم، ومن هذه الصعوبات:

  • صعوبة تكوين علاقات اجتماعية: إن عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية والسلبية في الجانب السلوكي هي أهم خصائص الإصابة بالتوحد، فإضطراب السلوك لا يقتصر فقط على جانب سلوكي اجتماعي لكنه يشمل العديد من الأنماط الأخرى والتي منها:
  1. عدم قدرة الطفل على التفاعل مع الآخرين، ومحاولته للإنسحاب دائما.
  2. تجاهل الأشخاص المتواجدين بالقرب منه، حتى في الزيارات العائلية لا يأبه بالأقارب والمحيطين، ويصب تركيزه على الأشياء المادية في الغرفة.
  3. يفتقد طفل التوحد التواصل البصري، فنجد أنه لا يستجيب عندما تدعوه بإسمه ولا ينظر لمن يتحدث إليه.
  4. يتعامل طفل التوحد مع الأشخاص كمعاملته مع الجمادات، فلا ينظر إليهم عند التحدث أو حتى عند التعامل معهم، فيمكن أن يترك أمه تساعده في إرتداء البنطلون لكنه لا يعيرها أي اهتمام لهذه المساعدة.
  5. يتفقد السلوكيات الإجتماعية المقبولة فمن الممكن أثناء درس تعليمي عن النباتات أن يأكل جزءا منها.
  6. لا يهتم بمشاعر الآخرين حتى لو تصرف بصوة سيئة تجاههم.

وهذه النقاط تشمل جزء من أطفال التوحد، وليس كلهم فهم يختلفون عن بعضهم البعض، وعلى الرغم من ذلك فإن التعامل مع هذه النقاط بشكل هادئ وسليم يساهم بشكل كبير في تطوير الأفراد ذوي التوحد والتعديل من سلوكياتهم.

  • صعوبات في التفاعل مع الآخرين:

يتمكن بعض الأطفال ذوي التوحد من التفاعل مع الآخرين والبعض الآخر لا يتمكن من ذلك، فهم غير قادرون على المبادرة أو جذب انتباه الآخرين، فحتى الآباء والأمهات يحاولون التفاعل مع أبناءهم من ذوي التوحد لكن تفاعل هذه الأطفال يكاد يكون منعدم أو نمطي أو متكرر.

  • صعوبات في التواصل البصـري:
  1. يجد الأطفال ذوي التوحد صعوبة في التواصل البصري مع الآخرين، لأنهم لا يتمكنون من إطالة النظر في أي شيء فهم لا يعرفون كيف يمكن توظيف البصر للتواصل مع الآخرين، وهنا علينا تطوير الأفراد ذوي للتوحد ومساعدتهم في عدم سؤالهم عن النظر في أعيننا عند التحدث، لكي لا نشعرهم بالإحراج.
  2. الأطفال المصابين بالتوحد غير قادرين على فهم الرموز والإيماءات أو التلميحات التي تبدو على وجوه الآخرين والتي قد تعني الكثير.
  • صعوبات في الإحساس العاطفي والعلاقة بالآخرين:
  1. يمكن للأطفال ذوي التوحد تكوين ارتباط عاطفي مع والديهم، ويبدأ بعضهم الإبتسامة بشكل طبيعي منذ سن السادسة، لكن هذا لا يعني أن لديهم قدرة على تكوين علاقات بصورة طبيعية، لكن مساعدة الأهالي والإستجابة لهم يمكن أن يعمل على تطوير الأفراد ذوي التوحد بصورة كبيرة.
  2. يفتقد بعض الأطفال ذوي التوحد في مجتمعنا الأشخاص الذين تعاملوا معه بصورة جيدة ثم اختفوا فجأة، كمدرسة الفصل التي يعتاد عليها ثم فجأة تتغيب عن العمل، فهو في الغالب يفتقد الروتين اليومي الذي اعتاد عليه مع المدرسة وليس المدرسة نفسها.
  3. يظهر الأطفال ذوي التوحد في مجتمعنا بعض المشاعر والعواطف بصورة غريبة وأحيانا غير متوقعه، فنجد أن غالبية الأطفال ذوي التوحد يظهرون مشاعر الغضب أو الحزن أو الخوف أو السرور في مواقف لا تستوجب ذلك، مثل الضحك دون سبب، السير بملابسه الداخلية أمام ضيوف دون خجل.
  • صعوبات في القدرة على إدراك أفكار الآخرين

يواجه الأطفال ذوي التوحد صعوبات عديدة في فهم أفكار الآخرين، وإدراك ما تعنيه المواقف الحياتية من خداع أو تضليل سواء كانت المواقف خيالية أم حقيقية، والسبب في ذلك أنهم لا يتمكنون من فهم ما يدور في فكر الآخرين.

تنمية المهارات والعلاقات الإجتماعية لذوي التوحد

تأثير العلاقات الإجتماعية على الأفراد ذوي التوحد له قدرة كبيرة على تنمية مهاراتهم ومساعدتهم على الإندماج في المجتمع والتقليل من شعور الإكتئاب والقلق الذي يشعرون به بسبب العزلة الإجتماعية التي يعيشون فيها.

وهناك مجموعة من الإستراتيجات التي يمكن اتباعها مع المرضي ذوي التوحد لمساعدتهم على تنمية مهاراتهم ومنها:

  • المهارات الإجتماعية المهيكلة والتي يتم تنفيذها في الغالب مع مدرب أو أخصائي محترف ومع مجموعات صغيرة ويمكن تقديمها في المدارس أو المرحلة التي تكون قبل المدرسة، وتستخدم العديد من الأنشطة لتنمية مهارات الطلاب.
  • الروايات الإجتماعية: تساعد الروايات الإجتماعية مرضي طيف التوحد بشكل كبير على فهم عادات وتقاليد لمجتمع من خلالل تركيز الرواية وتسليطها الضوء على بعض العادات المهمة وهي من أفضل الوسائل التي تساعد على تطوير الأفراد ذوي التوحد.
  • التمثيل البصري للمحادثات: وهي تقنية تستخدم رموز معينة لتمثيل التفاعلات الإجتماعية، وتستخدم الألوان لإظهار العواطف مثل الأحمر يدل على الحب والمشاعر، الأسود يدل على الحزن وهكذا.
  • الدعم المرئي: وهو يشمل الدعم البصري الذي يعمل بشكل كبير على تطوير الأفراد ذوي التوحد من خلال إستخدام بطاقات الصور واللمس وأشرطة الفيديو القصيرة بالإضافة إلى البطاقات الملونة أو المصلقات أو الرسومات أو الجداول والتي تساعدهم بشكل كبير على تنمية ورفع قدراتهم ومهارات حياتهم.
  • النمذجة: وهي عبارة عن إظهار معين مرغوب فيه من قَبل الوالدين لكي يتمكن الطفل ذوي التوحد من تقليده، ويؤدي هذا التقليد إلى تطوير مهارات جديدة وتطوير الأفراد ذوي التوحد في مجتمعنا.
  • نمذجة الفيديو: بدلا من القيام ببعض السلوك من قبل الأهالي لكي يقوم طفل التوحد بتقليدها يمكن تصور مقاطع فيديو تحتوي على سلوك معينة ويشاهدها طفل التوحد، لأن هذا الإجراء يساعده أيضا بصورة كبيرة في التقدم.

المدرسة دوت كوم ودورها في تطوير الأفراد ذوي التوحد

تعمل منصة المدرسة دوت كوم على دعم ومساعدة وتطوير الأفراد ذوي التوحد من خلال مشاركة المقالات التي تساعد على نشر ثفافة مهمة وهي معرفة الكثير عن مرض التوحد وكيفية التعامل معه، بالإضافة إلى كل المعلومات التي تحتاها للمساعدة في تطوير الأفراد ذوي التوحد، كما أن منصة المدرسة دوت كوم تقدم دورات تدريبية بمواعيد مرنة صباحية ومسائية تقدم على أيدي متخصصين، تساعد الأطفال والطلاب ذوي التوحد على تنمية مهاراتهم ومساعدتهم على تطوير لغتهم وسلوكه بصورة سرية تماما، كما تقدم دورات للأهالي الذين يحتاجون دعم ومساعدة للتعامل مع أطفالهم من ذوي التوحد بصورة سليمة.

يساعد تطوير الأفراد ذوي التوحد على تكوين علاقات اجتماعية على الحد من سلوك العنف الذي يتصف به غالب الأفراد من ذوي التوحد، فالطفل التوحدي يعاني من اضطراب في الدماغ يجعله لا يتمكن من التواصل الإجتماعي، لذا فمعاملتنا الجيدة وفهم معاناة الأفراد من ذوي التوحد في مجتمعنا يساهم بشكل كبير في تطوير حياتهم والتمكن من الإندماج في المجتمع دون خوف أو خجل.

 

المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها