يواجه المصابون بمرض طيف التوحد اضطرابات في التطور العصبي تجعل لديهم صعوبة في التواصل مع الآخرين والتعامل معهم وفهم تعبيراتهم ولغتهم، لذا نحتاج في مجتمعنا إلى دعم الأفراد ذوي التوحد؛ لأنهم يتبعون نمط سلوكي محدد ومتكرر ولهم أنشطة محددة في حياتهم منها الفن والإبداع والذي له دور كبير في تطورهم، والتعبير عن ذاتهم، خاصة أنهم يصابون أحيانا بالقلق والإكتئاب بسبب العزلة التي يعيشون بها فيحتاجون إلى متنفس ودعم لكي يتمكنوا من التواصل مع العالم الخارجي.
ما هو اضطراب التوحد؟
اضطراب طيف التوحد ( autism spectrum disorder) هو عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على التواصل الإجتماعي مع الآخرين.
يتضمن اضطراب طيف التوحد أنماط وسلوكيات محدودة ومقيدة ومتكررة، ويتضمن الإضطراب حالات كانت منفصلة في الماضي وهي:
- متلازمة أسبرجر والتي يعتبر البعض أنها أكثر الحالات اعتدلا في مرض التوحد.
- اضطراب التحطم الطفولي.
- واحد من الأشكال الغير محددة للإضطراب النمائي الشامل.
متي يبدأ اضطراب طيف التوحد؟
يبدأ اضطراب طيف التوحد في سن الطفولة المبكرة فأحيانا يظهر من سن الرضاعة وحتى ثلاث أو أربع سنوات وأحيانا يظهر بعد سن الرابعة، ويتدرج الإضطراب حتى يؤدي إلى مشكلات كثيرة تتعلق بالتواصل مع الآخرين سواء في المدارس أو الوظائف أو التعامل معهم بشكل عام.
ما هي أعراض اضطراب طيف التوحد؟
يجب علينا دعم الأفراد ذوي التوحد لأنهم يعانون من الكثير من الأعراض التي تلازمهم منذ الطفولة المبكرة وحتى باقي حياتهم ومن هذه الأعراض:
- قلة التواصل البصري مع الآخرين.
- عدم الإستجابة لهم عند المناداة عليهم بأسماءهم.
- تكرار الكلمات أو العبارات بصورة متواصلة.
- عدم القدرة على التعبير عن العواطف أو المشاعر.
- يكون أحيانا متبلد المشاعر أو عدائيا أو مخربا.
- التحدث بأسلوب رتيب غير طبيعي مثل الإنسان الآلي.
- السير في حركة غير منتظمة وغير متزنة مثل السير على أصابع القدمين.
- الإنبهار ببعض الأشياء الغريبة مثل العجلة التي تدور أثناء سير السيارة.
- الحساسية تجاه بعض الأشياء مثل اللمس والصوت والضوء.
متى يذهب طفل التوحد إلى الطبيب؟
من أهم طرق دعم الأفراد ذوي التوحد مساعدتهم على الذهاب إلى الطبيب منذ اكتشاف أي عرض غريب عليه منذ الطفولة المبكرة، فالإكتشاف المبكر له دور كبير في تطور مهاراته ومن الأعراض المهمة التي يجب على الأهالي ألا يتجاهلوها إذا رأوها على أطفالهم:
- عدم الإستجابة بإبتسامة أو العدم التعبير عن السعادة ببلغ الشهر السادس.
- لا يقوم بتقليد الأصوات أو تعابير الوجه في الشهر التاسع.
- لا يصدر أي أصوات أو حتى يتلعثم ببلغه الشهر الثاني عشر.
- لا يقوم بأي حركات مثل التلويح بيديه من الشهر الرابع عشر.
- لا يقوم الطفل بنطق كلمات متفرقة في الشهر السادس عشر.
- لا يلعب الطفل ألعاب التخيل ببلوغه الشهر الثامن عشر.
- لا يتمكن الطفل من نطق عبارات تتكون حتى من كلمتين ببلوغه الشهر الرابع والعشرين.
- يفقد الطفل مهارات اللغة أو المهارات الاجتماعية الأخري في أي عمر.
فإذا لاحظ الأهالي أي من هذه الأعراض على أولادهم يجب الإسراع بالذهاب للطبيب ليقوم باللازم لكي يتمكن من مساعدة الطفل.
كيف يمكن دعم الأفراد ذوي التوحد
لكي نستطيع دعم الأفراد ذوي التوحد يجب علينا أولًا فهم طيف التوحد جيدًا ومعرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الأفراد ذوي التوحد.
يطلق مرض طيف التوحد على الحالات التي يواجه فيها الأفراد صعوبة في التواصل الإجتماعي والتفاعل مع الآخرين ، بالإضافة إلى الصعوبة في استخدام المهارات اللغوية بشكل طبيعي ويظهرون سلوكيات متكررة ومعقدة، كما يصعب على ذوي التوحد الإرتباط بالآخرين وإظهار مشاعرهم.
أما بالنسبة لأفضل الطرق التي تُساهم في دعم الأفراد ذوي التوحد فهي كما يلي:
- مساعدتهم على اتباع روتينهم المنظم فأطفال التوحد يميلون إلى النظام ويفضلون عدم التغيير، فإذا قمت بأي تغيير في مواعيد طعام أو شراب فعليك تنبيهم مسبقا.
- الإستعانة ببرامج الصور والتي تساعدهم على أداء بعض الأنشطة في يومهم دون ملل.
- العلاج النفسي يساهم بشكل كبير في تأهيل مرضي التوحد ومساعدتهم على التحدث والإندماج في المجتمع.
- كن صبورًا مع الأفراد ذوي التوحد فهم يفهمون بعض التعليمات بصعوبة وببطئ شديد.
- إذا كنت والد أحد الأطفال المصابين بالتوحد فحاول اكتشاف شخصيتهم ومعرفة أهم وأبرز نقاط قوتهم واعمل على دعمها.
- تجنب الإنتقاد السلبي لأنهم سيزيد من شعورهم بالألم والإكتئاب.
- تجنب ضرب الطفل التوحدي لأنه يزيد من غضبهم وعنفهم ولا يأتي إلا نتائج عكسية.
- من أهم التعليمات في دعم الأفراد ذوي التوحد أن تكون مرن في التعامل معهم، ولا تأخذ أي اساءة على محمل شخصي.
- إلتزم بهدوءك مهما كان الفعل الذي قام به مريض التوحد عنيف أو غير متقبل.
هل يساهم الفن في دعم الأفراد ذوي التوحد؟
بالطبع يساهم الرسم في دعم الأفراد ذوي التوحد بصورة كبيرة فهو يعكس شخصية الشخص التوحدي ويعبر عن ما يجول في خاطره وما لا يمكنه التعبير عنه بالكلام يمكن أن يظهر على هيئة رسومات، لذا فلابد من تعليم الأطفال ذوي التوحد الرسم منذ الصغر لأن له فائدة كبيرة في التعبير عن الذات والقدرة على الإسترخاء والتمكن من التواصل مع العالم الخارجي.
فالرسم من الأنشطة التي تتمتع بالعديد من الفوائد والتي تعمل بصورة كبيرى على دعم الأشخاص ذوي التوحد ومن بين هذه الفوائد:
- يعتبر الرسم من أهم وسائل التواصل بين الطفل والمحيط الذي يعيش فيه.
- يعد الرسم وسيلة مهمة تساعد على فهم الأمور الحياتية الخاصة بمريض التوحد، فمن خلاله نتمكن من تعليم الطفل العديد من السلوكيات.
- يساعد الرسم واللعب بالألوان في اللوحات الفنية حتى لو كانت صغيرة على خروجه من حالة العزلة التي يعيش فيها، وتنمية قدراته خلال سنه الصغير ويكون له أيضا تأثير عليهم في سن المراهقة والشباب.
- إن لطفل التوحد قدرة فنية كبيرة ومتميزة مقارنة بالأطفال العاديين، لذا يمكن للرسم تعديل سلوكه بنسبة كبيرة.
الرسم ودور الأسرة في دعم الأفراد ذوي التوحد من خلاله
يمكن للأسرة أن تساهم في دعم الأفراد ذوي التوحد من خلال توفير كل الإحتياجات التي يحتاجها الطفل للتمكن من الرسم ومن هذه الإحتياجات:
- على الأسرة أن تُهيأ الغرفة الخاصة بطفل التوحد بأن تكون بعيدة عن التلفاز أو الألأعاب الكثيرة التي يمكن أن تُشغل الطفل وتُشتت من انتباهه.
- تغطية الأرض ببعض الأوراق لحمايتها من الألوان التي من الممكن أن تنسكب عليها.
- في البداية يجب البدء مع الطفل التوحدي بإختيار لون واحد من بين اثنين.
- ترتيب الألوان وأقلام الرسم لكي لا يتشتت الطفل.
- استخدام ألوان الإكريلك، والسيراميك، والورق المقوّى.
- محاولة استخدام الألوان القابلة للأكل والإبتعاد عن الألوان الغير آمنه.
- من أهم أساليب دعم الأفراد ذوي التوحد في الرسم إعطاءه تعليقات إيجابية على رسوماته حتي يكتسب ثقة كبيرة في نفسه.
- من الأفضل أن تكون مدة الجلسات للطفل التوحدي في الرسم قصيرة حتى لا يشعر بأي ملل، ويمكن زيادة الوقت بعدها بشكل تدريجي في كل جلسة.
صورة واقعية حول التوحد توضح تأثير الفن عليه
كما قلنا مسبقًا فإن الرسم يعمل على دعم الأفراد ذوي التوحد بصورة كبيرة وهناك العديد من الأمثلة التي نجحت في تطوير مهاراتها بسبب الرسم، ومن أبرز المواهب من بين المصابين بالتوحد نجد شاب يبلغ من العمر 21 عامًا نجح بشكل كبير في رسم لوحات فنية رائعة وتمكن من التواصل مع الآخرين من خلال لوحاته.
فقد رسم هذا الشاب التوحدي أعلام جميع أعضاء هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في لوحة واحدة، كما تمكن من رسم طائرة للخطوط الجوية الكويتية لكل تفاصيلها وهذا بسبب ولعه بالطيران.
نجح هذا الشاب أيضا في رسم العديد من التصاميم العمرانية المتنوعة مثل المساجد، وينوي هذا الشاب مواصة تعليمه حتى يلتحق بالجامعة الأمريكية، وتمكن من رسم أكثر من ألف لوحة خلال عامًا واحد، فقد شارك في العديد من المعارض منذ اكتشاف موهبته الإبداعية منذ سن الثامنة عشر.
الجدير بالذكر أن الأفراد المصابين بالتوحد يرون أن الفن شغف وهو وسيلتهم في التعبير عنا يجول بخاطرهم ويساعدهم على تفريغ طاقتهم.
وللأهالي في دعم الأفراد ذوي التوحد دور كبير حيث مساعدة أولياء الأمور في اكتشاف واستغلال مواهب أولادهم يساعدهم بشكل كبير في تنمية مهاراتهم وتعديل سلوكهم والتمكن من التواصل مع الآخرين بصورة أفضل.
ومن الصور الواقعية في دعم الأفراد ذوي التوحد اكتشاف مدرسة لمهارة طالب توحدي يبلغ من العمر 22 عاما في رسم المناظر الطبيعية التي تحاكي الواقع بشكل كبير متأثرًا بالبيئة المحيطة به، وهذا الطالب لم يتمكن من معرفة قدراته على الرسم والإبداع وحده ولكن دور المدرسة التي تابعته وساعدته على اكتشاف هذه الموهبة ساعده كثيرًا على الرسم بصورة احترافية ومعرفة مدى كفاءته وقدراته على الرسم بصورة خيالية ليس لها مثيل.
بعد أن تعرفنا على دور الفن والرسم في دعم الأفراد ذوي التوحد لا تتردد في اكتشاف طفلك ومساعدته على معرفة قدراته ومهاراته ويمكنك الإستعانة بموقع المدرسة دوت كوم فهي تحتوي على العديد من الدورات التدريبية التي تساهم في مساعدة ودعم الأفراد ذوي التوحد وتنمية مهاراتهم الإجتماعية والحركية الدقيقة، وهي دورات أونلاين فردية بمواعيد مرنة صباحية أو مسائية حسب الأفضل بالنسبة لك، وتتميز بالسرية التامة للحفاظ على سرية المعلومات.
كما يوجد على منصة المدرسة دوت كوم دورات تدريبة لأهالي أطفال التوحد تقام على يد متخصصين وتساعدهم على التعامل السليم مع أبنائهم.
اترك تعليقًا الآن
0 تعليقات