كأم، نريد جميعًا التأكد من حصول أطفالنا على أفضل رعاية واهتمام ممكنين، ولكن ماذا يحدث عندما يعاني طفلك صعوبات الانتباه عند الاطفال؟ قد يكون الأمر مرهقًا، لكنك لست وحدك، في هذا المنشور، سنكتشف بعض الحلول لمساعدة الأمهات على إدارة هذه التحديات ودعم أطفالهن الصغار.
صعوبات الانتباه عند الاطفال
يوجد أكثر من سبب يؤدي إلى نقص الانتباه، ويؤثر على قدرة الطفل على التعلم، فعندما يكون الطفل يعاني من قلة التركيز والانتباه يصعب عليه الاستيعاب السريع للمواد الدراسية والجلوس لفترة طويلة في الصف الدراسي.
كما أنه قد يؤدي إلى اضطرابات في سلوك الطفل مثل الاندفاع وعدم القدرة على الجلوس في مكان واحد لمدة طويلة، وهذا يؤثر سلباً على التركيز والانتباه الأساسيين لتحقيق النجاح في التعلم.
لذا فمن المهم العمل على تحسين استجابة الطفل وتحفيزه للتركيز.
ادارة صعوبات الانتباه
تشخيص نقص الانتباه
عند ادارة صعوبات الانتباه في البداية يجب تشخيص نقص الانتباه، حيث لا يمكن التفريق بين صعوبات الانتباه الطبيعية والاضطرابات التي تسببها حتى يتم التشخيص المبكر.
- يُنصح بعمل فحوصات طبية منتظمة للأطفال المعرضين لصعوبات في الانتباه والتركيز.
- يجب أن يتم الانتباه للإشارات التي تدل على احتمالية وجود اضطرابات، مثل تعثر الأطفال في التعلم والتحدث، أو تغيُّرات في السلوك أو المزاج.
يمكن للمعالجين والأطباء تحديد الأسلوب الأنسب لعلاج الاضطرابات، وبالتالي مساعدة الأطفال في تجاوز صعوبات الانتباه عند الاطفال والتركيز، كما يجب على الآباء والأمهات دعم أطفالهم ومساعدتهم في الحصول على التشخيص المبكر اللازم والعلاج الملائم لتحقيق أفضل النتائج.
دور الأم في علاج صعوبات الانتباه عند الاطفال
يعد التركيز والانتباه من المهارات الأساسية التي يحتاجها الأطفال في تطوير حياتهم اليومية، وتأثيرهما كبير على قدرتهم على التعلم والاستيعاب.
لذلك، يتوجب على الأمهات المشاركة في ادارة صعوبات الانتباه تطوير مهارات التركيز لدى الاطفال، وذلك من خلال تقنيات عديدة مثل:
يشير نقص الانتباه في النشاطات المدرسية واليومية إلى وجود مشكلات في صحته العقلية والجسدية، ومن أهم تلك العلامات
- عدم قدرة الطفل على إيلاء الاهتمام للتفاصيل وصعوبة التركيز.
- كذلك القيام بأخطاء طائشة في العمل المدرسي.
- ولدى الأطفال الذين يعانون من حالات صعوبات الانتباه عند الاطفال وفرط الحركة، تكتشف المشكلة عادةً من قبل الأم بعد التحاق الطفل بالمدرسة، عند ظهور علامات صعوبات التعلم لديه.
لذلك، يجب على الأمهات الاهتمام بالعلامات والرصد الجيد لصحة طفلها، وذلك بالتعاون مع الأطباء والمتخصصين، ويمكن لتحديد مشكلة الانتباه في مرحلة مبكرة مساعدة الطفل على الحصول على العلاج والرعاية اللازمين في الوقت المناسب.
- تحديد الأنشطة التي تعمل على تحسين قدرة الطفل على التركيز
يعتبر تحديد الأنشطة التي تعمل على تحسين قدرة الطفل على التركيز والانتباه من الأمور الهامة في ادارة صعوبات الانتباه التي يجب على الأمهات الانتباه إليها.
فإذا كانت الأطفال يواجهون صعوبات الانتباه، يمكن المساعدة في تحسين قدراتهم في هذا الجانب عن طريق بعض الأنشطة الترفيهية التي تعمل على تحفيز النشاط العقلي لديهم مثل اللعب بألعاب الذاكرة والحلوى، وحل المشاكل الذهنية، والنشاط الرياضي الذي يعمل على تحفيز الدماغ وتحسين القدرة على التركيز والانتباه.
تعد تنمية مهارات التعبير عن المشاعر لدى المراهقين من الأمور الهامة التي يجب على الأمهات مراعاتها، فغالباً ما يختلط عندهم الأمر في التعبير عن مشاعرهم والتعامل معها بطريقة صحيحة.
ولتحقيق ذلك، يمكن للأمهات مساعدة أطفالهن عن طريق تشجيعهم على الحديث عن مشاعرهم وتعلم كيفية التفاعل معها، كما ينبغي لهن تعليم الطفل التعبير عن ما يشعر به بكل صراحة وألا يستعمل العنف أو التهديد للتعامل مع هذه المشاعر.
وتقوم على تطوير مهارات التعبير عن المشاعر والتواصل الفعال بين الطفل والأم، حتى يشعر الطفل بأنه مفهوم ومسموع ويستطيع التعبير عما يشعر به.
تعد تدريبات تحسين صعوبات الانتباه عند الاطفال والتركيز من الخطوات الهامة في معالجة هذه الحالة.
يقوم الخبراء بتخطيط تدريبات متدرجة للمساعدة في تحسين الانتباه والتركيز لدى الأطفال وتحسين مهارات الادراك والمهارات اللغوية، كما يمكن للأطفال من خلال هذه التدريبات التعلم عن كيفية التعرف على التحديات المختلفة التي يمكن أن تعيق تركيزهم وكيفية التعامل معها بشكل فعال.
بإشراف أخصائي العلاج والنطق وتنمية المهارات يتم تحديد التدريبات التي تناسب كل طفل بشكل فردي، وتتضمن هذه التدريبات تعزيز قدرات الانتباه والتركيز وتحسين الذاكرة والتفكير الإيجابي والتواصل، وهذه العملية مستمرة باستمرار لتحقيق نتائج أفضل.
من الطرق الفعالة في ادارة صعوبات الانتباه لتشجيع الطفل على التركيز، فالثناء اللطيف وكلمات التشجيع تساعد الطفل على الشعور بالثقة بنفسه وتعزز انتباهه والاهتمام بمهامه الدراسية، ويمكن أن ترتبط عبارات الثناء بإنجازات الطفل الصغيرة مثل إكمال مهمة بدون إشراف، أو الحصول على علامة جيدة في موضوع معين.
كما يمكن للأم أن تبذل جهودًا لتحفيز الطفل على متابعة مهامه والسعي نحو تحسين أدائه، فعلى سبيل المثال، يمكن للأم أن تطلب من طفلها تخطيط الأنشطة الترفيهية بنفسه، وتقديم المساعدة اللازمة له لتنفيذها.
- التحدث بإيجابية مع الأطفال
هي من الأساليب المهمة التي يتبعها الآباء والأمهات لتربية أطفالهم بشكل صحيح، والتغلب على صعوبات الانتباه عند الاطفال فعندما تتفوّق النبرة الصوتية الإيجابية في التحدث مع الطفل، يشعر الطفل بالاهتمام والدعم من الأهل، ويتحول إلى طفل مليئ بالثقة بنفسه وقادر على تجاوز أي مشكلة يواجهها.
لذا يمكن تشجيع الطفل على تحقيق الأهداف والنجاحات، وعدم الانتقاد والنقد السلبي، بل الاهتمام بجوانب السلوك الإيجابية عند الطفل، وتيسير الطريق لإحراز التقدم والتحسن في سلوكياته وأدائه في الدراسة، وذلك بتطبيق أساليب الإيجابية في التحدث معه.
- تحديد الأهداف والمساعدة في الوصول إليها
تعتبر تحديد الأهداف ومساعدة الأطفال في الوصول إليها من الأمور المهمة لمساعدتهم على تجاوز صعوبات الانتباه عند الاطفال والتركيز.
وبالطبع يجب أن تكون هذه الأهداف واقعية وقابلة للتحقيق ومتناسبة مع القدرات والميول الفردية للطفل، كما يمكن تحديد هذه الأهداف بالتعاون مع الطفل واعطائه الفرصة للتعبير عن آرائه وتفضيلاته، ومن ثم مساعدته في وضع خطة تحقيق هذه الأهداف، كما يمكن تحفيزه بإعطائه مكافأة بسيطة عند تحقيق أهدافه.
- إرشاد الأطفال للاستفادة من النوم الجيد والنظام الغذائي الصحي لتحسين الصحة العامة
تحسين النظام الغذائي والنوم لتحسين الصحة العامة يساعد في تخفيف صعوبات الانتباه عند الاطفال، وبما أن الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه قد يواجهون صعوبات في التركيز، فإن تناول الطعام المتوازن والغني بالبروتينات والعناصر الغذائية الأخرى يمكن أن يؤثر إيجاباً على قدرة الطفل على التحصيل الدراسي وتنظيم الانفعالات.
كما يعتبر النوم الجيد أمراً أساسياً للصحة العامة، فعلى الأمهات مساعدة الطفل على إنشاء الروتين اليومي للنوم والحرص على توفير جو من الهدوء والراحة قبل الذهاب إلى السرير.
من الأمور المهمة في ادارة صعوبات الانتباه التي يجب على الأمهات أن تأخذها بعين الاعتبار هي التحدث مع أطفالهم حول صعوباتهم في التركيز والانتباه والسلوك.
يساعد هذا الحديث في إدراك الطفل لمشاعره ومشاكله، ويمكن للأم أن توفر الدعم اللازم للطفل ومساعدته في التغلب على تلك الصعوبات.
كما يمكن للحديث أن يعزز علاقة الثقة والاحترام بين الأم والطفل، ويعزز الثقة بالنفس لدى الطفل ويشجعه على الاستمرار في الجهود لتحسين قدرته على التركيز والانتباه.
يمكن للأم تبادل أفكار واستراتيجيات مع الطفل لمواجهة تلك الصعوبات، وهذا يمكن أن يكون مفيداً لكليهما في إدارة تلك الحالة.
العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الطفل في السيطرة على فرط الحركة ونقص الانتباه
يُعد العلاج السلوكي المعرفي طريقة فعالة في ادارة صعوبات الانتباه عند الاطفال لمساعدة الطفل على التحكم في فرط الحركة ونقص الانتباه، ويتميز بأنه يساعد الطفل على تعلم كيفية التركيز والتحكم في النفس.
كما أن العلاج السلوكي يوفر دعمًا لمقدمي الرعاية للأطفال ويعتبر من أشكال العلاج التي تساعد في السيطرة على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ومن الجدير بالذكر أن العلاج السلوكي لا يعوض العلاج الدوائي، بل يكمل دوره في علاج الاضطراب، وينبغي اللجوء إليه بشكل متكامل مع العلاج الدوائي في بعض الأوقات، بالإضافة إلى ما تقدمه الأمهات من دعم كما تحدثنا في الفقرات السابقة، عن تطوير مهارات التركيز لدى الأطفال التي تساعدهم على التفاعل بطريقة إيجابية مع العالم الخارجي وزيادة قدراتهم على التعلم والتفوق في حياتهم.
اترك تعليقًا الآن
0 تعليقات