الفرق بين صعوبة الانتباه عند الاطفال وال ADHD

يواجه كثير من الآباء مشكلات تتعلق بتحصيل أبناؤهم الدراسي وقدرتهم على استيعاب الدروس بشكل جيد، قد يكون سببها قلة التركيز أو صعوبة الانتباه عند الاطفال وغيرها، وتؤثر تلك المشكلات ليس فقط على الأداء والتحصيل الدراسي فحسب، وإنما يكون لها تأثير على الحياة الاجتماعية للطفل، وعلاقته بأصدقائه وأقرانه في المدرسة و العائلة، نناقش في هذا المقال مشكلات صعوبات الانتباه عند الأطفال والفرق بينها وبين ال ADHD.

ما هي صعوبة الانتباه عند الاطفال؟ وما ما هو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)؟

صعوبة الانتباه عند الاطفال تُعرف بقلة وصعوبة التركيز، وعدم القدرة على التنظيم، وعدم القدرة على إنهاء النشاطات المطلوبة بشكل فعال، وعدم الانتباه للمهام المطلوبة منه بشكل مباشر، وكذلك كثرة النسيان، وعدم الانتباه للتفاصيل.

يُعرف اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، بأنه اضطراب يحدث في الأطفال يتسبب في قلة وصعوبة التركيز، وعدم القدرة على السيطرة على بعض الأفعال، وعدم الانتباه لبعض التصرفات، كما يتميز أيضاً بظهور حالات فرط الحركة في بعض الأطفال الذين يعانون من تلك المشكلة وليس كلهم، وبذلك تكون أعراض هذه المشكلة إما فرط الحركة أو قلة الانتباه أو كليهما.

ما الفرق بين صعوبة الانتباه عند الاطفال واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)؟ 

يتم تصنيف مشكلات صعوبة الانتباه عند الاطفال كأحد أنواع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وذلك منذ عام ١٩٩٤، ويتم تقسيم أنواع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة كالتالي:

• تشتت الانتباه، ويتميز هذا النوع بظهور أعراض صعوبات الانتباه المختلفة، وهي كالتالي:
• قلة التركيز، وعدم القدرة على إنجاز الأعمال المطلوبة بشكل صحيح.
• كثرة النسيان.
• عدم الانتباه والاستماع للأوامر المطلوبة منه.
• عدم القدرة على التركيز على النشاطات المطلوبة منه.
• سهولة التشتت، وعدم القدرة على إنجاز المهام التي تتطلب جهد عقلي عالي.
• فرط الحركة، والذي يتميز بظهور الأعراض التالية:
• كثرة الحركة، وعدم القدرة على البقاء ساكناً لوقت طويل.
• كثرة الكلام، وكثرة مقاطعة الآخرين عند الحديث، وعدم القدرة على السماع بشكل جيد.
• عدم القدرة على الصبر في انتظار الأشياء لوقت طويل، مثل انتظار الدور في طابور أو ما شابه.
• لا يستطيع مشاركة الآخرين في الأنشطة التي يقومون بها.
• النوع الثالث من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يجمع بين صفات النوعين السابقين.

قد يمتلك الطفل المصاب صفات أحد هذه الأنواع، أو قد يمتلك صفات النوعين السابقين ليكون مصاب بكل أعراض تلك المتلازمة.

تشخيص صعوبات الانتباه ( النوع الأول من متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه)

يتم تشخيص صعوبات الانتباه والنوع الخاص بها في هذه المتلازمة عن طريق فحص بعض السلوكيات التي حددها مركز مكافحة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم تشخيص الطفل بهذه المتلازمة إذا كان عمر الطفل أقل من ١٦ سنة ويمتلك ٦ أو أكثر من هذه السلوكيات، أو إذا كان عمره ١٦ عام أو أكثر ويمتلك ٥ أو أكثر من هذه السلوكيات، لمدة ٦ أشهر متتالية، وهذه السلوكيات كما يلي:

• صعوبات الانتباه، وسهولة تشتت الانتباه، كما يواجه الطفل صعوبات الانتباه في الفصل وفي المنزل خاصة عند توجيه أوامر له.
• عدم الرغبة في ممارسة الأنشطة العقلية التي تتطلب بذل جهد عقلي لوقت طويل مثل حل الواجبات المدرسية أو القيام بالواجبات المنزلية المطلوبة.
• عدم القدرة على البقاء في ممارسة نفس النشاط لوقت طويل.
• عدم التنظيم في نواحي حياته المختلفة.
• كثرة النسيان وكثرة فقدان متعلقاته الشخصية المختلفة.
• لا يعطي اهتمام وتركيز للتفاصيل خاصة التفاصيل الدقيقة.
• عادة ما يرتكب الكثير من الأخطاء الناتجة عن قلة التركيز وكثرة النسيان.
• لا يستطيع سماع حديث الآخرين له لفترات طويلة، وقد يقاطع الآخرين ويبدأ بالحديث.
• لا يبدي الكثير من التعاون والاستماع للتعليمات الموجهة له، كما أنه قد لا يبدي استجابة للأوامر بسهولة ويرغب دائماً في عدم إطاعة الأوامر الموجهة له.

كيفية تشخيص النوع الثاني من متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه (فرط الحركة)

كما ذكرنا سابقاً، فإنه يتم تشخيص النوع الثاني من متلازمة فرط الحركة ونقص الانتباه بنفس الطريقة التي تم بها تشخيص النوع الأول، وذلك طبقاً لوجود الأعراض السلوكية، وذلك في حالة وجود ٦ أو أكثر من السلوكيات المذكورة في الطفل أقل من ١٦ سنة، أو وجود ٥ أو أكثر من السلوكيات المذكورة في الطفل الذي يبلغ ١٦ سنة أو أكثر، مع وجود هذه السلوكيات لمدة ٦ أشهر متواصلة، وهذه السلوكيات كما يلي:

• كثرة الحديث، وكثرة مقاطعة الآخرين عند حديثهم.
• سرعة نفاد الصبر، وعدم القدرة على الانتظار.
• عدم القدرة على اللعب بشكل هادئ، يرغب فقط في اللعب كثير الحركات.
• لديه استعداد دائم للحركة ومغادرة المكان في أوقات غير مناسبة.
• لا يستطيع الجلوس ساكناً لفترات طويلة، يظهر ذلك بشكل واضح في الفصل الدراسي، وعند أداء الواجبات.
• كثرة الحركات المختلفة مثل الركض والتسلق حتى في الأوقات الغير مناسبة.
• الشعور بنفاد الصبر عند الجلوس لفترة طويلة، يظهر ذلك على الطفل في التململ، وكثرة الارتباك والحركة.

علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)

يكون علاج صعوبة الانتباه عند الاطفال واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) عن طريق وسيلتين للعلاج، وهما العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، حيث قد يصف الطبيب بعض أنواع العلاج في بعض الحالات بجرعات مختلفة حسب الحالة، كما يعطي الطبيب بعض جلسات العلاج السلوكي والتي من شأنها استبدال السلوكيات الخاطئة عند الطفل بسلوكيات صحيحة، واستغلال نقاط القوة لديه ومساعدته على تنميتها.

إن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، بنوعيه صعوبة الانتباه عند الأطفال وفرط الحركة هي اضطرابات سلوكية كثيرة الانتشار في الأطفال في الوقت الحالي، إلا إنها تحتاج للتشخيص المبكر، وما يتبعه من تلقي العلاج السلوكي والعلاج الدوائي بشكل مبكر للوصول بالطفل إلى أفضل مستوى تعليمي واجتماعي يمكنه الوصول إليه.