الفرق بين صعوبات التعلم وكلاً من التأخر الدراسي وبطء التعلم

سبق ان تعرفنا في مقال صعوبات التعلم الخاص بنا ان صعوبات التعلم هي انخفاض في التحصيل الدراسي للطالب عن زملائه في نفس الصف الدراسي بسبب مجموعة من الاضطرابات تؤثر على قدرة الطالب في تفسير ما يراه وما يسمعه من معلومات لفظية وغير لفظية كما أنها تؤثر أيضا على ربط المعلومات القادمة من أجزاء مختلفة من المخ 

ولا تعود صعوبة التعلم الى أي اعاقة من الإعاقات  أو الحرمان البيئي من فرص التعلم وغالبا ما تظهر صعوبات التعلم بصور متعددة مثل اضطرابات في الاستماع، التفكير، الكلام، القراءة، الكتابة مثل (الإملاء، التعبير، الخط) الرياضيات، صعوبات في التنسيق والتحكم الذاتي أو الانتباه 

وصعوبات التعلم ليست قاصره على الدراسة فقط ولكن تمتد إلى الحياة الفردية في تقدير الذات، التربية، المهنة والتكيف الاجتماعي في أنشطة الحياة اليومية 

وفقا لهذا التعريف نجد أن بعض الاشخاص قد تخلط بين التعريف السابق لصعوبات التعلم والتأخر الدراسي وكذلك بطئ التعلم. أيضا يتبادر الي الذهن السؤال التالي، هل صعوبات التعلم تعبر عن التأخر الدراسي  او بطئ التعليم؟ في الحقيقة هذا غير صحيح 

الفرق بين صعوبات التعلم وكل من التأخر الدراسي وبطئ التعلم

هناك اختلاف بين الثلاثه مفاهيم، صعوبة التعلم، التأخر الدراسي، بطئ التعليم  وفي الجزء الأول من هذا المقال  سوف نقوم باستعراض التأخر الدراسي بشكل تفصيلي وستعرف علي 

 1- تعريف التأخر الدراسي  

2-   أسباب التأخر الدراسي 

3- أنواع التأخر الدراسي 

4- خصائص الطالب المتأخر دراسيا 

5- الفرق بين خصائص  التأخر الدراسي وخصائص صعوبات التعليم 

ما هو التأخر الدراسي؟

التأخر الدراسي هو انخفاض أو نقص  في مستوى التحصيل الدراسي عن المستوى المتوقع  أو المستوى السابق في اختبارات التحصيل  فغالبا طلاب التأخر الدراسي يكون المستوي تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى زملائهم الآخرين في العمر أو الصف الدراسي لأسباب قد تكون عقلية، جسمية، اجتماعية، اسرية وشخصية

 أسباب التأخر الدراسي 

تعود أسباب التأخر الدراسي إلى مجموعة من العوامل منها :

1- العوامل العقلية:

انخفاض نسبة الذكاء، عدم القدرة علي التركيز، الشرود والسرحان، بطئ القراءة، صعوبة التعامل مع الأرقام، العجز عن التذكر والربط بين الأشياء

 2- العوامل الاجتماعية:

انخفاض مستوى دخل الأسرة، ضعف إمكانات الأسرة، عدم توفر الجو المناسب للمذاكرة، انشغال الطالب بالعمل، انخفاض المستوى الثقافي للأسرة، فقدان التشجيع، تواضع آمال وطموحات الأسرة، خلافات أسرية، الحرمان من أحد الوالدين، سلبية المعاملة، اضطراب العلاقة مع الوالدين والصحبة السيئة للرفاق.

3- العوامل النفسية: 

 اضطراب الانفعالات (القلق، الخوف، الخجل)، ضعف الثقة بالنفس، كراهية تجاه المادة الدراسية، كراهية تجاه المدرس أو المدرسة، الشعور باليأس والتخيلات.

4- عوامل الشخصية:

سوء استخدام الوقت وتنظيمه، انخفاض الدافعية للتعلم، الجهل بطرق الاستذكار، غياب متكرر، عدم اهتمام بالواجب، تأجيل الدراسة أو الاستذكار إلى نهاية العام.

5 - عوامل مدرسية: 

أسلوب معاملة المدرسين، موقف إدارة المدرسة السلبي، عدم توفر الكتب، عدم كفاية المدرسين، عدم اهتمام المدرس بمشاكل الطلاب، عدم القدرة على التكيف مع المدرسة، صعوبة وكثرة الواجبات.

طبيعة الاختبارات، عدم اهتمام المدرس بالطالب، عدم اهتمام المدرس بالمادة.

مظاهر التأخر الدراسي

تتمثل مظاهر التأخر الدراسي لدى الطلاب في الآتي

• يكون ذكاء الطلاب اقل واضعف من المتوسط.
• نقص القدرة على التركيز وتشتت الانتباه.
• قلة مستوى التحصيل الدراسي.
• غالبا ما يصاحب الطلاب المتاخرين دراسيا الاجهاد، التوتر، الكسل والحركات العصبية.

أنواع التأخر الدراسي

:للتأخر الدراسي أنواع متعددة منها 7 أنواع تتمثل في الآتي 

1- تأخر دراسي عام 

يعبر هذا النوع عن تأخر الطالب في جميع المواد الدراسية وتتراوح نسبة ذكاء هذا النوع من المتاخرين دراسيا منا بين  85- 70.

2- التأخر الدراسي الخاص

هو يعبر عن تأخر الطالب في مادة معينة مثل الرياضيات  أو مواد بعينها ويرتبط بنقص القدرة العقلية الخاصة مثل القدرة الرياضية، القدرة اللفظية، القدرة الفنية، القدرة على الحفظ والتذكر.

3- تأخر دراسي موقفي

يرتبط بمواقف معينة، بحيث يقل تحصيل الطالب عن مستوى قدرته نتيجة مروره بخبرات سيئة مثل وفاة احد افراد الاسرة، تكرر مرات الرسوب، المرور بخبرات انفعالية مؤلمة، نقل الطالب من مدرسة الى اخرى أو المرور بحالة انفعالية ما.

4- التأخر الفردي 

تأخر الطالب أو مجموعة من الطلاب في قسم دراسي معين.

5- التأخر الجماعي 

هو الضعف العام للتلاميذ في قسم دراسي معين أو مجموعة من الاقسام او في مدرسة معينة أو منظمة معينة وينشأ بسبب أسباب مدرسية أو ظروف البيئة المحيطة.

6- التأخر الدراسي الدائم

هو تأخر يقل فيه المستوى التحصيلي للطالب لفترة زمنية طويلة.

7- التأخر الدراسي الظاهري

ويطلق عليه التاخر الدراسي الزائف ويرجع لاسباب غير عقلية ويمكن علاجها بسهولة ويتميز الطالب المتاخر دراسيا بمجموعة من الخصائص.

خصائص التاخر الدراسي

الخصائص الجسمية :

• أقل نمو في المتوسط من الطلاب العاديين من حيث النمو الجسمي والعقلي .
• أقل حيوية ونشاط من زملائهم في نفس العمر فغالبا ما يعاني المتأخرين دراسيا من ضعف الصحة العامة، الكسل والأنيميا الحادة بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الإعاقة السمعية والبصرية بينهم . 

الخصائص العقلية: 

•  عف القدرة على التفكير الاستنتاجي وحل المشاكل.
• ضعف الذاكرة وعدم القدرة علي الاحتفاظ بالمعلومات لفترة طويلة.
•  ضعف القدرة على الحفظ او الفهم العميق.

الخصائص الانفعالية

انخفاض المستوى الدراسي يسبب للطالب ذو التأخر الدراسي الشعور بالفشل بالاضافه انه يصاحبه الشعور بالحساسية المفرطة من المدرسة أو المنزل مما يزيد الشعور بالإحباط لدى الطالب المتأخر دراسيا، كل هذه العوامل تجعل الطالب

1. عدائيا نحو زملائه، نحو المدرسة، المدرسة بصفة عامة.
2. انطوائيا يهرب من المدرسة أو المجتمع.
3. لديه اتجاهات سلبية نحو نفسه، نحو المدرسة، نحو المجتمع.
4. لديهم الشعوب باليأس وتقبل الذات و يعتبروا أنفسهم انهم فاشلون.
5. دافع التحصيل الدراسي لدي طلاب التأخر الدراسي يكون منخفض بالمقارنة. بزملائه العاديين وذلك نتيجة للشعور بالإحباط وسلبية في الاتجاهات.

الخصائص الاجتماعية

نظرا لتاخر الدراسي غير مقصور على بيئة اجتماعية او اقتصادية او ثقافية معينة وعادة يميل السلوك الاجتماعي للطلاب المتأخرين دراسيا إلى السلبية، الانطواء، عدم الرغبة في تكوين صداقات والاحتفاظ بها، سهولة الانقياد إلى المنحرفين والخارجين علي القانون.

ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد علاقة مباشرة بين التأخر الدراسي والانحراف والجريمة ولكن نظرا لوجود مشاعر الاحباط والنقص والسلبية دراسيا وسلبية الاتجاه نحو الذات لدى المتاخرين. فكل هذه العوامل تسهل الانجذاب هؤلاء الطلاب الي  المنحرفين فهم يعتبرونهم تعويض عن ما يشعرون به من آلام نفسية ونبذه اجتماعية

الفرق ما بين خصائص الطلاب التأخر الدراسي وخصائص طلاب صعوبات التعلم : 

 (بطئ التعلم) الفرق بين صعوبات التعلم وبطء التعلم

من هو بطئ التعلم ؟

بطئ التعلم هو طفل غير قادر على مجاراة الطلاب الآخرين في التحصيل العلمي والدراسي نتيجة لصعوبة فهم المعلومات التي يستقبلها والبطء في اكتساب المهارات الأكاديمية التي يتسم بها الطلاب في نفس عمره وفي نفس الصف الدراسي ولا يعاني طلاب بطء التعلم من أي اعاقة ذهنية.

أعراض بطء التعليم

1. التأخر في النطق بسبب وجود مشاكل لغوية وأساليب نطق غير مفهومة مما يؤدي الى التأخر في التطور اللغوي
2. عدم مرافقة الأطفال في نفس العمر والميل إلى مرافقة الأطفال الأصغر سنا وغالبا ما يتم تصنيف أطفال بطئ التعلم بالانطوائية
3. عدم القدرة على التعامل مع المشاكل فعادة ما يظهر عليه القلق والتوتر في أبسط المشاكل وغالبا ما يواجه الأطفال بطئ التعلم مشاكل في احترام الذات والثقة بالنفس
4. صعوبة تلقي المعلومات الدراسية فهو يستغرق وقت أطول لفهم المعلومات الدراسية 

أسباب بطء التعلم

قد ترجع أسباب بطء التعلم إلى عدة أسباب رئيسية منها:

1. البيئة المحيطة بالطفل حيث يجب اختيار الأشخاص الذي يقضي الطفل معهم أوقاتهم بشكل فعال من حيث تناسبهم مع المستوى الفكري وطريقة التعامل معه.
2. توفير فرص تعلم متنوعه للاطفال يساعد بشكل فعال في تطوير القدرات على أن تكون مدعمة بأساليب وأنشطة لعب بسيطة وذكية قادرة على تطوير وتحسين قدرة الأطفال في التعلم  وتعزيز المهارات الفكرية لديهم.
3. انشغال الأسر عن الأطفال لظروف العمل.
4. العنف في المدرسة يؤثر على قدرات التعلم عند الطفل بالاضافة الى تاثيره علي حالته النفسية.
5. عدد أفراد الأسرة، فالأسرة التي لديها عدد أطفال كثيرة يجعل الاهتمام أقل بين الأطفال.
6. طريقة التعلم، يجب استخدام أساليب تعلم حديثه ومختلفه حتى يتم تعزيز قدرة الأطفال وتحفيزهم على التعلم. 

أنواع صعوبات التعلم

• صعوبات التعلم اللغوية: وهي تتعلق بالقراءة، الكتابة، الإملاء، النطق، الفهم والتواصل. ويمكن أن تكون ناتجة عن خلل في معالجة الأصوات أو الرموز اللغوية في الدماغ. 
• صعوبات التعلم الحسابية: وهي تتعلق بالرياضيات، الحساب، المنطق والتفكير المجرد. ويمكن أن تكون ناتجة عن خلل في معالجة الأرقام أو الكميات أو العلاقات المكانية في الدماغ. 
• صعوبات التعلم الحركية: وهي تتعلق بالحركة، التنسيق، التوازن، الإدراك السمعي والبصري. ويمكن أن تكون ناتجة عن خلل في معالجة المعلومات الحسية أو الحركية في الدماغ. 
• صعوبات التعلم الانتباهية: وهي تتعلق بالانتباه، التركيز، التنظيم، التخطيط، الذاكرة والتحكم في الانفعالات. ويمكن أن تكون ناتجة عن خلل في معالجة المعلومات الانتباهية أو التنفيذية في الدماغ. 

الفرق بين صعوبات التعلم وبطء التعلم:

التمييز بين التأخر الدراسي وصعوبات التعلم 

يتطلب كلاً منهما تدخلات مختلفة بالاضافة إلى الحاجة لموارد مختلفة. ويمكن تشخيص الحالتين بإجراء اختبارات نفسية وتعليمية وطبية للطالب. ويجب على الآباء والمعلمين التعاون مع الخبراء لوضع خطة تعليمية فردية تناسب احتياجات الطالب وتساعده على تحقيق إمكاناته.