تعد صعوبات الإدراك من المشكلات النفسية التي تؤثر على العديد من الأطفال والناشئة، حيث تؤثر على القدرة على توضيح وتفسير المثيرات الحسية المختلفة، وقد تتسبب في عدم التمييز والشعور بالاضطراب، ولكن، هل تعرف ما هي أسباب هذه الصعوبات وكيف يمكن العلاج منها؟ سوف نشارك في هذه المقالة بعض المعلومات والنصائح المهمة حول علاج صعوبات الإدراك.
تعريف صعوبات الإدراك
تعريف صعوبات الإدراك هو عدم القدرة على تحليل وتفسير المعلومات بشكل صحيح، وهو اضطراب في القدرات الذهنية يؤثر على القدرة على الانتباه والتركيز واستقبال المعلومات من الخارج وتفسيرها بطريقة صحيحة.
كما تتعدد أنواع الصعوبات الإدراكية فهي تستطيع أن تكون بصرية أو سمعية أو حركية وغيرها، وتتفاوت في الدرجة والنوع وأسباب صعوبات الإدراك.
والتعامل مع هذه الصعوبات من خلال العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي والعلاج الدوائي ودورات المدرسة دوت كوم التي تقدم علاجات تربوية مناسبة للأطفال والمراهقين الذين يواجهون صعوبات إدراكية.
أسباب صعوبات الإدراك
الصعوبات الإدراكية يمكن أن تؤثر على حياة الأفراد بطريقة كبيرة، فقد تجعلهم يواجهون صعوبة في التواصل مع الآخرين، وفي التعلم وفي القيام بمهامهم اليومية بشكل صحيح، ومن أهم أسبابها:
-
العوامل الوراثية
تعدّ العوامل الوراثية من العوامل المهمة التي تؤثر في أسباب صعوبات الإدراك، حيث تلعب الجينات دورًا كبيرًا فيما إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات التعلم.
فعندما يوجد خلل وظيفي في الجهاز المركزي يؤدي ذلك إلى صعوبات في الانتباه، الذاكرة والإدراك، وتؤثر هذه الأمور سلبًا على قدرة الطفل على تعلم المهارات الخاصة بالمواد الدراسية.
ومن المهم الإشارة إلى أن العوامل الوراثية مثل الإصابة بأمراض الكُلية التي تؤثر على النمو والتطور الجسدي والعقلي للأطفال، يمكن أن تزيد من احتمالية تعرضهم لصعوبات في التعلم.
ولتفادي هذه المشكلة، يجب أن يقوم الأهل والأطباء بإجراء فحص طبي وراثي للطفل لأي جينات مرتبطة بالأمراض المذكورة، ومن ثم وضع خطة علاجية مناسبة لهم.
-
العوامل البيئية
من العوامل المساعدة في موضوع أسباب صعوبات التعلـّم العوامل البيئية، والتي تشمل عدة جوانب، فقد يؤدي نقص الخبرات التعليمية وسوء التغذية إلى تقليل قدرة الأطفال على الانتباه والتركيز والتعلُم.
كما يمكن أن تؤثر الحالة الطبية السيئة أو قلة الرعاية الصحية على صعوبات الإدراك والتعلُم، وتشير الدراسات إلى أن تقوية البيئة التعليمية المحيطة بالأطفال يمكن أن تساعد في تحسين قدراتهم الإدراكية.
ولذلك، يجب الاهتمام بالجوانب البيئية المختلفة، وتوفير ظروف مناسبة للتعلم وتطوير القدرات الإدراكية للأطفال، على سبيل المثال، يمكن عمل أنشطة تفاعلية في المدرسة أو في المنزل، وتوفير الغذاء الصحي والمتوازن، وتشجيع النشاط البدني والحركي، وإعطاء الأطفال فرصة الاستكشاف والتجربة في بيئة آمنة وداعمة.
-
العوامل التعليمية
العوامل التعليمية هي عوامل هامة جداً في أسباب صعوبات الإدراك، لأنها تؤثر على جودة التعليم وطريقة تقديم المادة الدراسية.
يمكن أن تساهم تقنيات التعليم الحديثة في تخفيف صعوبات الإدراك، مثل الألعاب التعليمية التفاعلية التي تعمل على تحفيز الذاكرة والانتباه والتركيز لدى الطلاب، كما يمكن لتلك التقنيات أن تساعد في تعزيز التفكير المنطقي وتطوير المهارات الحركية الدقيقة لدى الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الجو الدراسي وطريقة تفاعل المعلم مع الطلاب يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرتهم على الإدراك والتعلم.
لذلك، يجب على المعلمين تعلم كيفية التفاعل مع الطلاب بطريقة تحثهم على التفكير والتعلم وتعمل على تنمية مهاراتهم سواء في المواد الدراسية الأساسية أو حتى في التحليل والاستنتاج.
ومن المهم جداً أن يتلقى الأطفال دعمًا وتشجيعًا من قبل العائلة والمعلمين والأصدقاء من أجل تجاوز الصعوبات التي يواجهونها والتحسن في أدائهم الدراسي.
-
العوامل النفسية
تُعد العوامل النفسية من بين العوامل المؤثرة في صعوبات الإدراك التي يتعرض لها الأشخاص.
فالتوتر الزائد، والضغوط النفسية، والقلق، والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وغيرها من العوامل يمكن أن تؤثر سلباً على الإدراك وتؤدي إلى مشاكل في التفكير والتركيز والتذكر.
ويجب أن يحرص الأشخاص على تفادي هذه العوامل أو التعامل معها بطريقة صحيحة لتفادي تأثيرها السلبي على الإدراك.
ومن أهم الطرق التي يمكن استخدامها للتعامل مع هذه العوامل النفسية هو الاسترخاء وممارسة التمارين الرياضية والتغذية الصحيحة والتواصل الاجتماعي مع الآخرين.
كما يمكن اللجوء إلى استشارة الأطباء النفسيين والمتخصصين في هذا المجال للحصول على العلاج النفسي المناسب والمساعدة في التغلب على هذه العوامل النفسية.
طرق تشخيص صعوبات الإدراك
يعتبر التشخيص المبكر لصعوبات الإدراك والبحث عن الأسباب المختلفة لها أمراً مهماً جداً، حيث يتضمن:
-
الفحص الطبي
يعتبر الفحص الطبي بمثابة أحد الخطوات الأساسية والضرورية لتشخيص و علاج أسباب صعوبات الإدراك.
وهناك العديد من العوامل التي يتم فحصها في هذا النوع من الفحوصات، بما في ذلك الوراثة والعوامل البيئية والتعليمية والنفسية.
يتم أيضًا استخدام الفحوصات التعليمية والاختبارات النفسية لتحديد قدرات الطالب ومستويات التعلم وما إذا كان مصابًا بعسر القراءة أو أي نوع آخر من صعوبات التعلم.
يمكن لطبيب العلاج السلوكي المعرفي والطبيب النفسي والطبيب المتخصص في الصعوبات الإدراكية استخدام الفحوصات الطبية لتحديد العلاج المناسب وإعداد خطة العلاج.
لذلك، فإن الفحص الطبي بمثابة خطوة مهمة في تشخيص وعلاج صعوبات الإدراك.
-
الفحص النفسي
يُعد الفحص النفسي من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لعلاج صعوبات الإدراك، وهو مصطلح عام لعلاج مشاكل الصحة العقلية عن طريق التحدث مع طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو غيره من مقدمي خدمات الصحة العقلية.
ويعتمد هذا الفحص على الحديث معك حول أغراضك وأفكارك ومشاعرك وأنماطك السلوكية والعوامل البيئية والوراثية المؤثرة على تطوير الصعوبات الإدراكية لديك.
كما يُمكن للطبيب تقديم طرق جديدة للاستعانة بها في التحكم في هذه الصعوبات، ومن ضمنها العلاج النفسي أو الدوائي أو السلوكي المعرفي.
ويُحاول الفحص النفسي أيضًا استبعاد المشاكل الجسدية أو المواد التي من شأنها أن تتسبب في الأعراض الخاصة بك.
لذا، إذا كنت تعاني من أسباب صعوبات الإدراك، فلا تتردد في الاتصال بطبيب نفسي والبحث عن العلاج المناسب لحالتك.
-
الفحص التعليمي
الفحص التعليمي هو أحد الفحوصات التي تقوم بها المدارس كجزء من عملية تقييم الطلاب، يتم في هذا النوع من الفحوصات تحليل مدى قدرة الطالب على التعلم والتقدم في المادة الدراسية، وتحديد أي صعوبات في التعلم يمكن أن يواجهها الطالب، وبالتالي تحديد العلاج اللازم لتلك الصعوبات.
تساعد هذه الفحوصات على تنمية مهارات الطلاب وتحسين أدائهم في المدرسة، وتوفير الدعم اللازم لمن يحتاجونه. ويشمل الفحص التعليمي عدة جوانب منها:
-
تحديد مستوى القدرة على القراءة والكتابة.
-
مهارات الحساب و الفهم السمعي والبصري.
-
تحديد قدرة الطالب على التعلم وتحمل الضغط الدراسي.
إن آليات الفحص التعليمي تعتمد على الدائرة التعليمية المحددة، وقد يتطلب الفحص بعض المهارات والخبرات الخاصة.
أشكال علاج لصعوبات الإدراك
تصبح العلاجات اللازمة لعلاج أسباب صعوبات الإدراك ضرورية لتحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعانون من تلك الصعوبات، وتساعدهم على الخروج من حالة العزلة والإحباط، وتؤثر بشكل إيجابي على اعتمادهم على أنفسهم.
ويتم تحقيق ذلك عن طريق:
-
العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي هو نهج أكثر مرونة للعلاج النفسي يتركز على تغيير الأنماط السلوكية والتفكيرية التي تؤدي إلى الصعوبات النفسية والإدراكية.
يعتمد العلاج المعرفي السلوكي على الحديث مع المريض وإرشاده لتعلم طرق تفكير وتفاعل أكثر فائدة.
يساعد هذا النوع من العلاج في تحديد آليات التفكير الخاطئة واستبدالها بطرق صحيحة وفعالة.
يوفر العلاج المعرفي السلوكي للمرضى الفرصة للتعلم من خلال التجارب السابقة وتدريبهم على التفاعل بشكل أفضل مع البيئة المحيطة بهم.
هذا العلاج يستخدم على نطاق واسع لمجموعة متنوعة من الصعوبات النفسية والإدراكية ويمكن أن يساعد في تحسين الجودة الحياتية للأفراد.
دورات المدرسة دوت كوم لعلاج أسباب صعوبات الإدراك تعطي فرصة للراغبين في تعلم المزيد على كيفية تطبيق نهج العلاج التفاعلي المعرفي لعلاج الصعوبات النفسية المختلفة.
-
العلاج النفسي
بالنسبة لصعوبات الإدراك النفسية، العلاج النفسي هو خيار علاجي فعال ومجدٍ، حيث يستخدم مختلف التقنيات لمساعدة المريض على تخطي تلك الصعوبات.
ففي حالات صعوبات الإدراك الناتجة عن القلق والاكتئاب، يمكن أن يساعد العلاج النفسي في تعلم مهارات الاسترخاء والتأمل، وتغيير السلوكيات السلبية، وتعزيز الثقة بالنفس.
أما في حالات صعوبات الإدراك الناتجة عن اضطرابات نفسية، مثل فرط الحركة وانتباهه، فيمكن استخدام تقنيات مثل التحفيز الماغنيتي الحثي، والعلاج الجماعي، و علم نفس الطفولة السلوكية.
وعلاوة على ذلك، يمكن تقديم الدعم النفسي للعائلات المتأثرة بصعوبات الإدراك لتحسين جودة حياتهم والتأقلم مع تلك الصعوبات، حيث يعد العلاج النفسي خيارًا آمنًا وفعّالًا لمساعدة الأفراد على تخطي صعوبات الإدراك و التحسين من جودة حياتهم.
-
العلاج الدوائي
يُعد العلاج الدوائي من بين العلاجات الشائعة لصعوبات الإدراك، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتنظيم الانتباه وتقليل فرط الحركة.
ويتم استخدام أدوية منشطة للأطفال ذوي صعوبات التعلم بهدف تحسين المظاهر المرتبطة بالمشكلة.
بينما يتم علاج الأطفال المصابين بالاضطرابات النفسية والسلوكية الأكثر تعقيدا بمجموعة الأدوية المكونة من مضادات الذهان.
ويُساعد العلاج الدوائي الأطفال المصابين بصعوبات التعلم على تركيز انتباههم، ومراقبة فرط الحركة والاندفاع إلى حد ما، وزيادة فرصهم في الانتهاء من المهام في وقت أقصر، والسماح لهم لإنتاج عمل مكتوب بإتقان، والحد من السلوك خارج المهمة.
ومن الجدير بالذكر أن بعض الدراسات تشير إلى تأثير الأطعمة الجاهزة والإضافات الكيميائية الموجودة في العديد من الأطعمة والمشروبات على فرط الحركة، لذلك يجب تجنب تناول هذه الأطعمة والمحافظة على برنامج غذائي صحي.
دورات المدرسة دوت كوم لعلاج صعوبات الإدراك
تتعدد وسائل العلاج المتاحة لمعالجة صعوبات الإدراك التي تؤثر على قدرة الطلاب في المراحل المدرسية على تلقي وفهم المعلومات بشكل صحيح.
من بين تلك الوسائل هي دورات المدرسة دوت كوم التي تعد منصة تعليمية إلكترونية متخصصة في تقديم الدورات التدريبية اللازمة لتعليم الأطفال والمعلمين كيفية التشخيص وسبل العلاج المختلفة لصعوبات الإدراك.
فهي تقدم العديد من الدورات التدريبية التي تشمل الاستراتيجيات التعليمية، وكيفية التعامل مع الأطفال المصابين بصعوبات الإدراك، والعلاج النفسي والسلوكي، وتحليل الأداء التعليمي للأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الموقع يوفر خصومات كبيرة تصل إلى 60٪ على كافة الدورات، ويتيح الدراسة عن بعد عبر الإنترنت، مما يجعلها اختياراً مثالياً للعديد من الأفراد والمدارس.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات