استنادًا لما نشرته منظمة الصحة العالمية فإنه من بين كل 100 طفل يوجد طفل مصاب بالتوحد، وهذه النسبة تُعد كبيرة جدًا وللأسف أعداد المصابين بمرض طيف التوحد في مجتمعنا في إزدياد، ويعتبر مرض طيف التوحد مرضًا خطيرًا؛ فالإصابة به تؤثر على نمو الطفل خاصة أن أعراضه تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، ومن الصعب على المصابين بالتوحد إقامة علاقات طبيعية أو الإنخراط في المجتمع والمدارس والعمل ولكن هم بشر ويحتاجون إلى بعض الدعم لكي يتمكنوا من عيش حياة أقرب إلى الطبيعية فالتعامل مع التوحد في مجتمعنا يحتاج إلى دعم وعناية فائقة.
ما هو مرض التوحد؟
مرض التوحد أو الذاتوية (بالإنجليزية: Autism) ويسمى أيضًا اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism Spectrum Disorders or ASD) وهو واحد من الاضطرابات العصبية التي تتصف بمشاكل في التواصل الإجتماعي والسلوك، وتبدأ أعراض الإصابة بالتوحد غالبًا في سن الثلاثة.
يعاني الأطفال ذوي التوحد في مجتمعنا من اضطراب في النمو العصبي يؤثر بشكل كبير على معالجة البيانات في الدماغ ويتسبب في عدم القدرة على التفاعل الإجتماعي والتواصل البصري واللفظي وغير اللفظي بالإضافة إلى بعض الأنماط السلوكية المقيدة والمتكررة
ما هي أسباب الإصابة بالتوحد؟
على الرغم من انتشار مرض طيف التوحد في مجتمعنا في الأونة الأخيرة ومنذ عقود من الزمن ألا أن السبب الأساسي وراء الإصابة بمرض التوحد غير معروف حتى الآن، وقد أشارت بعض الأبحاث أنه لا يوجد سبب واحد للإصابة بالتوحد ولكنها عدة عوامل تشمل بعض عوامل الخطر والتي منها:
- إصابة فرد من أفراد العائلة بالتوحد.
- أن يولد الطفل لأب فوق سن الأربعين.
- بعض الطفرات الجينية.
- التعرض للمعادن الثقيلة والسموم.
- تعرض الجنين أثناء الحمل إلى أدوية حمض الفالبرويك أو الثاليدومايد.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- تكرار تعرض الأم للإصابة ببعض الأمراض الفيروسية .
درجات الإصابة بمرض طيف التوحد
تتنوع درجات الإصابة بمرض طيف التوحد في مجتمعنا ولكل درجة خصائص معينة وهم كالتالي:
- متلازمة اسبرجر: هي واحدة من الإضطرابات النمائية الشاملة والتي تعتبر من أعلى اضطرابات طيف التوحد والتي من الممكن أن يتأخر اكتشافها حتى سن البلوغ، على الرغم من بدايتها في مراحل مبكرة منذ فترة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، ويعاني فيها الطفل من التواصل البصري مع الآخرين وصعوبة في التفاعل الإجتماعي وتكرار للحركات والسلوك ويكون مستوى طفل متلازمة اسبرجر طبيعيًا.
- التوحد الكلاسيكي:
- متلازمة هيلر:
- التوحد غير النمطي: ويسمى هذا النوع اضطراب النمو الشامل وهو درجة من التوحد في مجتمعنا تصيب الأطفال قبل سن الثالثة، وتتشابه أعراضه مع متلازمة اسبرجر ولكنه أكثر شدة، فيعاني الطفل فيه من المشاكل الإجتماعية وعدم القدرة على التواصل مع أقرانه في نفس الفئة العمرية، مع بعض المشاكل في المهارات اللغوية والنطق وفهم حديث الآخرين، كما أنه يعاني من حركات نمطية متكررة وسلوك غير معتاد وغير طبيعي.
دور الشركات وأصحاب العمل في تعزيز التوظيف المدمج لذوي التوحد
إزداد الطلب في الأونة الأخيرة على توظيف بعض الأشخاص المصابين بمرض طيف التوحد في مجتمعنا لأنهم يسعون إلى الحصول على ميزة تنافسية من هؤلاء الأشخاص، خاصة أن أصحاب العمل ينظرون إلى أوجه التشابه التي تجعل من شخصًا ما مبرمج حاسوب جيد وتتوفر هذه الميزة في مصابي التوحد في مجتمعنا في المصابين بدرجة متلازمة اسبرجر لأنها تجعل أداء أصحابها عالي خاصة أن اهتمامهم وشغفهم بالأرقام والأنماط يكون عالي جدًا وأداءهم الوظيفي يكون متميز لأنهم يحبون المهام المتكررة.
فقد بدأت مؤخرًا بعض الشركات التي تُقدر أهمية استغلال الإمكانيات غير المستغلة خاصة لأصحاب طيف التوحد في مجتمعنا في توظيف المصابين بالتوحد بنسبة كبيرة مقارنة بما سبق، وهنا نجد أن بعض الشركات قد أطلقت حملات توظيف تستهدف الأشخاص المصابين بطيف التوحد للعمل كمستشارين لإختبار البرمجيات، وقامت العديد من الشركات بعدها بنفس الشيء نظرًا لمعرفتهم قدرة هؤلاء الأشخاص المصابين بالتوحد على الأداء الوظيفي العالي والذي ليس له مثيل، وخاصة أنهم يرون أن مرضى طيف التوحد في مجتمعنا يطلقون شرارة الإبتكار.
وتهدف هذه الشركات التي تقدر قيمة التوحد في مجتمعنا الإستفادة الكبيرة من المواهب المميزة والنادرة للأشخاص المصابين بالتوحد ومنح هذه القوى العاملة المجهولة في المجتمع فرصتها للنجاح في العمل الوظيفي والإنخراط في المجتمع.
الوظائف المناسبة لمرضى التوحد في مجتمعنا
تختلف الوظائف التي تتناسب مع الأشخاص الذين يُعانون من التوحد في مجتمعنا وفقًا لمستوى الإعاقة والقدرات الفردية التي يتميز بها كل شخص عن الآخر، وبعض هذه الوظائف هي:
- البرمجة والتصميم الرقمي:
- مجال العلوم:
- مجال الرسوم المتحركة والتصوير الفوتوغرافي:
- مجال الزراعة والحيوانات:
- مجال الإدارة:
ويتم اختيار الوظيفة المناسبة لكل شخص من مصابي التوحد في مجتمعنا حسب الميزة التي يتميز بها.
كيف يمكن للأفراد دعم الاشخاص ذوي التوحد
إن فكرة دعم الأشخاص ذوي التوحد في مجتمعنا من الأفكار الرائعة التي تساعدهم على القدرة من العيش وسط المجتمع دون خوف أو شعور بالخجل، فكلما نشرنا ثقافة دعم مرضى التوحد في مجتمعنا وتمكنا من معاملاتهم بطريقة لطيفة سنساعدهم بشكل كبير على كسر حالة العزلة التي يعيشون فيها ومن أفضل طرق دعم الأشخاص ذوي التوحد في مجتمعنا:
- العلاج النفسي: يساعد العلاج النفسي على التخفيف من القلق والتوتر وضغط العمل عند مرضى التوحد فهو يساهم بصورة كبيرة في العلاج السلوكي المعرفي ، فهو يساعد مرضى طيف التوحد في مجتمعنا على مواجهة تحديات الحياة وتغيير طريقة تفكيرهم وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم على التواصل مع الآخرين.
- التأهيل المهني: يساعد التأهيل المهني مرضى التوحد في مجتمعنا على تغلبهم على أي صعوبات تواجههم في بيئة العمل، مثل شعورهم بعدم الراحة لوجود ازدحام أو ضوضاء، كما يساعدهم على العثور على وظيفى مناسبة تتوافق مع مهاراتهم واهتماماتهم.
- مجموعات الدعم: انضمام مصابي التوحد في مجتمعنا إلى مجموعات الدعم يساهم في تسهيل قدراتهم على التواصل مع الآخرين الذين يعانون أيضا من التوحد وتعلم العديد من المهارات الجديدة واكتساب الخبرات وتعلم الأفكار للتعامل مع كل الأمور.
- العلاج الدوائي: على الرغم من عدم وجود علاج دوائي محدد لعلاج التوحد ألا أن بعض الأطباء يصفون أدوية تخفف من أعراض الإكتئاب أو القلق التي تصاحب بعض مرضى التوحد في مجتمعنا.
تعتبر حياة مرضى التوحد في مجتمعنا حياة صعبة وشاقة وتحتاج إلى عناية ورعاية مكثفة، فإذا كنت تعرف مصاب بالتوحد أو كنت والد طفل مصاب بالتوحد فلا تتردد بطلب المساعدة فهناك الكثير من الطرق التي تساعدك وتساعدهم على التقدم والتطور وتساعدك على التمكن من مراعاته بصورة صحيحة، وهنا تقدم لنا منصة المدرسة دوت كوم الكثير من الدورات التدريبية التي تُساعد أطفال التوحد على تطوير مهاراتهم وسلوكهم وتدريبهم على كل ما يحتجون إليه للقدرة على الإنخراط في المجتمع، كما تقدم دورات خاصة بأي شخص يرغب في التعامل معهم وهي دورات على أيدي متخصصين تساعدكم بشكل كبير على التعامل مع مرضى التوحد دون الشعور بضغط أو اكتئاب، فطلب المساعدة والدعم حق من حقوقك وحقوقهم عليك.
اترك تعليقًا الآن
0 تعليقات