ماذا يأكل وكيف يأكل الأطفال ؟ وما هي التغذية السليمة للاطفال ؟ فكل هذه الأسئلة تشغل بال العديد من الآباء والأمهات، لما يحتاجون أن يعرفوه عن التغذية الصحية السليمة للنمو والتطور بشكل صحيح لدى أطفالهم.
أن ما يأكله الأطفال في مراحلهم الأولى سوف يؤثر على صحتهم لسنوات قادمة، ويحتاج الأطفال إلى نظام غذائي صحي متوازن يحتوي على أطعمة من كل مجموعة غذائية حتى يحصلوا على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم والبروتينات الخالية من الدهون لمساعدتهم على البقاء بصحة جيدة.
هذا ما سوف نتناوله في هذا المقال عن أهمية التغذية السليمة للاطفال وما دور التغذية في صحة الطفل والتعليم.
اسس التغذية السليمة للاطفال
اسس التغذية السليمة للطفل تبدأ من الحمل لما تقدمه له الأم وهو جنين يؤثر بشكل كبير في تطوره العقلي مما يؤثر على تحصيله الدراسي فيما بعد.
يحتاج الأطفال إلى الأطعمة المناسبة في الوقت المناسب للنمو والتطور إلى أقصى درجة، في الفترة الأولى من حياة الأطفال تمدهم الرضاعة الطبيعية بكل الغذاء المتكامل الضروري لنمو أجسادهم وعقولهم وقد توصي اليونسيف و WHO بأن يبدأوا الأطفال الرضاعة الطبيعية بعد ساعة واحدة من الولادة وأن يعتمدون في غذائهم خلال الستة أشهر الأولى على الرضاعة فقط ومواصلة الرضاعة حتى يتم الطفل عامه الثاني.
بعد عمر الستة أشهر يحتاج الأطفال إلى بدء التغذية بالطعام الخارجي بشكل منتظم وبكميات كافية لهم طوال اليوم ويجب أن تحتوي وجباتهم من عناصر غذائية متنوعة تغطي كافة احتياجات الطفل في هذه المرحلة.
تتوالى الاحتياجات الغذائية للأطفال بعد عمر السنة، فيصبح الطفل قادر على أكل جميع أنواع الأطعمة اللينة والصلبة إلى حد ما وفي هذه المرحلة يجب الحرص على تقديم كل العناصر الغذائية اللازمة للنمو وخاصة بعد الفطام حيث يصبح الطفل معتمدًا بالكامل على الطعام الخارجي.
تلبية احتياجات الأطفال الغذائية في وقت مبكر من الحياة أمرًا صعبًا أحيانًا، ويواجه العديد من الآباء عوائق لتأمين ما يكفي من الغذاء المغذي و الآمن والمناسب لأعمارهم.
أهمية التغذية السليمة للاطفال
التغذية الصحية الجيدة هي أحد مفاتيح الطفولة الصحية، فهي تساعد الأطفال على النمو والتطور، وتمهد الطريق لحياة صحية جيدة.
التغذية أيضًا عنصرًا حيويًا في صحة الإنسان وحياته وتطور الدماغ وتعليمه طوال فترة حياته، لما يقدمه له الغذاء المتوازن من نشاط وتطور في جميع أجهزة الجسم وقد ينعكس هذا على الأطفال في تنمية مهارات التعليم وعلو نسبة الذكاء والكثير من التأثيرات الصحية وفيما يلي سوف نتعرف على بعض التحسينات التي تفعلها التغذية الصحية في جسم الإنسان:
نتيجة لتناول التغذية السليمة للاطفال وطعام متكامل يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والكوليسترول و يحتوي الكثير من الفاكهة والخضروات والكثير من منتجات الألبان والحبوب الكاملة والنشويات الغير معقدة، مما ينعكس على صحة القلب وكفاءته.
- صحة العقل
عند تناول طعام متوازن ملئ بالمكسرات والحبوب الكاملة والحرص على شرب الماء بكميات وافية هذه الأطعمة تعمل على زيادة تدفق الدم إلى المخ وبالتالي العمل بشكل أحسن وأسرع.
- صحة الأسنان والعظام
تناول العديد من الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل الزبادي والحليب والجبن، مما قد ينعكس على صحة عظامك وأسنانك وتصبح أقوى.
تناول وجبات متوازنة خالية من الكثير من الكربوهيدرات والدهون والسكريات تعطيك إحساس بالانتعاش وتمنحك مزيد من الطاقة والخفة في الحركة، لأنها تعمل على الحفاظ على مستوى السكر في الدم وتعمل على عدم شعورك بالتعب والإرهاق.
يساعد الأطفال تناول طعام صحي يحتوي على سعرات حرارية أقل مليء بالحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة، فهذه الوجبات الخفيفة تعمل على إشباع جوعك والحصول على سعرات حرارية قليلة وعدم الشعور بالجوع.
يحتاج الأطفال إلى التغذية الصحية للنمو، والحماية من أمراض سوء التغذية ومن أهمها الحديد يعتمد الأطفال على أخذ الحديد من خلال الطعام مما يحميهم من الإصابة بالأنيميا ويساعدهم ذلك في تطوير مهاراتهم وذاكرتهم وتحصيلهم الدراسي.
يعتمد الإنسان في غذائه على كلاً من العناصر الغذائية البروتين والنشويات والدهون والفيتامينات والمعادن داخل نظام غذائي متكامل يمنح جسم الإنسان نظام مناعة قوي يحميه من الأمراض.
- الصحة النفسية
عند تناول العديد من الأكلات والأطعمة الصحية، فإنها تؤثر بشكل كبير على طاقة وشعور الإنسان بالارتياح وأيضًا صحته النفسية ومعدل النوم، من خلال إنتاج السيروتونين الذي يساعد في تنظيم النوم والشهية والحالة المزاجية.
فكل هذه التأثيرات تنتج من الإهتمام بالتغذية السليمة، فيجب الحرص على الاهتمام بالأطفال وغذائهم والتمتع بصحة أفضل.
تعرفي على أفضل أنشطة تعليمية للأطفال في الإجازة الصيفية.
عناصر التغذية السليمة اللازمة للاطفال
يحتاج الأطفال إلى التغذية الصحية المكونة من مجموعة متنوعة من المجموعات الغذائية للبقاء بصحة جيدة، وتشمل هذه الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم والبروتينات الخالية من الدهون الصحية.
يمكن لنظام غذائي يتضمن كل هذه المجموعات الغذائية أن يساعد الأطفال في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجونها للنمو والتطور بشكل صحيح.
بعض العناصر الغذائية لها أهمية خاصة للدماغ، وتشمل هذه المعادن مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم واليود، فيتامين د فيتامينات ب وأحماض أوميغا 3 الدهنية، بالإضافة إلى ذلك، الألياف الغذائية من الأطعمة النباتية مهمة أيضًا.
تنقسم عناصر التغذية السليمة للاطفال إلى:
العناصر الأساسية لبناء الجسم أو فيما تعرف بالمغذيات الكبرى
تلعب البروتينات دورًا مهمًا في نمو الدماغ وتحسينه، إنها ضرورية لتكوين خلايا عصبية جديدة وتطور نقاط الاشتباك العصبي، وتساعد البروتينات أيضًا على حماية الخلايا العصبية الموجودة من التلف.
- الدهون
الدهون جزءًا أساسيًا من نظامنا الغذائي وتلعب دورًا مهمًا في نمو الدماغ وتحسينه، بينما نحتاج إلى جميع أنواع الدهون، فإن بعض الدهون مفيدة بشكل خاص للدماغ.
أحماض أوميغا 3 الدهنية هي أحد أنواع الدهون المفيدة للدماغ بشكل خاص، تساعد هذه الأحماض في تحسين الوظيفة الإدراكية وتقليل الالتهاب والحماية من التدهور العقلي المرتبط بالعمر.
نوع آخر من الدهون مهم للدماغ هو الدهون الأحادية غير المشبعة، يساعد هذا النوع من الدهون في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ والحماية من التدهور المعرفي.
أخيرًا، تعد أحماض أوميغا 6 الدهنية مهمة أيضًا للدماغ، تساعد هذه الأحماض في تقليل الالتهاب والحماية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
الكربوهيدرات ضرورية لنمو الدماغ وتحسينه، إنها تساعد على تحسين الوظيفة الإدراكية والذاكرة، وحماية الدماغ.
العناصر الغذائية الأخرى المغذيات الصغرى
- الفيتامينات والمعادن
فيتامين د وأوميغا 3، ضروريان لنمو وتحسين الدماغ، فإنهم يساعدون على تحسين الوظيفة المعرفية والذاكرة والتركيز، ويحموا الدماغ من الأضرار والأمراض المرتبطة بالعمر.
تحسن مكملات أوميغا 3 وفيتامين د الانتباه في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتهيج في التوحد.
أفضل الطرق للحصول على ما يكفي من فيتامين (د) هو تعريض الجلد لأشعة الشمس، الأسماك الزيتية مصدرًا جيدًا للأوميغا 3 بإدخال وجبتين أسماك في الأسبوع للحصول على مصدر ل أوميجا 3، بالنسبة للأطفال الذين لا يأكلون السمك، يمكن العثور على أوميغا 3 في الجوز وبذور الكتان وبذور الشيا والخضروات ذات الأوراق الخضراء وزيت بذور اللفت.
الحديد له دور فعال في نقل الأكسجين إلى داخل الجسم وعند نقص الحديد يصاب الطفل بالأنيميا مما ينتج عنه وهن وضعف في القدرات الحركية والتطورية للطفل.
اللحوم الحمراء مصدر جيد للحديد والزنك، يمكن أيضًا العثور على مصادر الحديد والزنك في البقول والمكسرات والفاصوليا والخضروات الخضراء والخبز وحبوب الإفطار.
من المعروف أن الألياف مهمة لصحة الأمعاء، فهي تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم، مما قد يساعد في المزاج والانتباه، وتوجد الألياف في الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات.
استكشفي أفضل طريقة لعطلة الصيف مع ٧ انشطة صيفية للاطفال في الامارات.
العلاقة بين التغذية السليمة والتعليم للاطفال
العقل السليم في الجسم السليم، التعليم والتغذية السليمة للاطفال يمثلان دورًا مهمًا في وقتنا الحالي لما يمثله التعليم الجيد من دورًا محوريًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
التغذية الصحية تؤثر بشكل كبير على التحصيل الدراسي والمعرفي، فيعتبر نقص التغذية من التحديات الكبرى التي تواجه الجميع.
يحتاج الدماغ إلى طاقة بنسبة 20% أكثر من استهلاك أي عضو داخل الجسم اليومي للطاقة، يستخدم الدماغ هذه الطاقة في الكثير من العمليات المعقدة مثل:
- التعلم.
- الانتباه.
- الحركة.
- الذاكرة.
- المهارات.
تتأثر كل هذه المهام بالطعام الصحي المتناول، بينما
يحتاج الأطفال الصغار، الذين تتطور أدمغتهم بسرعة، إلى نظام غذائي غني بالمغذيات لمساعدتهم في التعامل مع العالم من حولهم، دون وجود التغذية السليمة للاطفال، يعاني الأطفال الصغار والذين في مرحلة التعليم ما قبل المدرسة في تطوير المهارات اللازمة للحفاظ على التركيز، والتي تزداد أهميته مع تقدمهم في السن.
لديكِ الرغبة في تحسين قدرات أطفالك ؟ شاركي رحلة تطويرهم مع مدرسات تأسيس في الامارات من المدرسة دوت كوم.
ما هي العلاقة بين التغذية السليمة والصحة
توجد علاقة وطيدة بين التغذية السليمة للاطفال والصحة، بسبب توافر العديد من الأنظمة الغذائية غير الصحية وتكالب الأطفال لشراء العديد من المأكولات السريعة الضارة، مما ينعكس على صحتهم ويعانون من نقص المناعة وأمراض السمنة وفقر الدم، فيؤثر على مستوى التعليم والإدراك والتحصيل الأكاديمي وينعكس على المجتمع بأكمله.
الاهتمام بالأكل الصحي للأطفال تظهر آثاره على المستوى البعيد وتنعكس على صحتهم وعقولهم، يساعد نظام التغذية السليمة المتوازن والمتكامل الأطفال على:
- زيادة مستويات الطاقة في أجسادهم والتمتع بالمزيد من الحركة واللعب.
- تعزيز نظام المناعة الفعال، لحمايتهم من الأمراض.
- عدم التعرض لأمراض السمنة التي تجعل الطفل يعاني من الكثير من المشكلات الصحية التي تؤثر على جودة حياته والصحة والتعليم.
- تحسين قدرتهم على التعامل مع الإجهاد والضغط النفسي.
- زيادة التركيز والأداء في المدرسة وبالتالي زيادة التحصيل الدراسي والمعرفي.
يتأثر الطعام الصحي بمجموعة متنوعة من العوامل، تشمل العوامل التي تؤثر على العادات الغذائية:
- الوقت.
- توافر الخيارات الصحية.
- عادات الأكل.
- المعرفة الغذائية.
تعرفي على أسهل الطرق للتغلب على تحديات التغذية الصحية لأطفالك في رمضان.
اليونيسيف | التغذية السليمة للاطفال
قامت منظمة اليونيسيف بنشر تقرير لها حول النظام الغذائي الخاطئ عام 2019، وقد جاء في هذا التقرير ما يلي:
- طفلًا واحدًا على الأقل من بين كل ثلاثة أطفال دون سن الخامسة أو أكثر من 200 مليون يعانون من نقص التغذية الصحية أو زيادة الوزن.
- أن ما يقرب من 2 من كل 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين لا يتغذون بالطعام الذي يدعم أجسامهم وأدمغتهم سريعة النمو، مما يؤدي إلى تعرضهم لخطر ضعف نمو الدماغ، ضعف التعلم، وانخفاض المناعة والكثير من أمراض سوء التغذية.
- ما يقرب من 45 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين لا يتغذون على أي فواكه أو خضروات.
- ما يقرب من 60 % لا يأكلون أي بيض أو ألبان أو أسماك أو لحوم.
- 42% من الأطفال دون سن ستة أشهر يرضعون رضاعة طبيعية حصرية ويتزايد عدد الأطفال الذين يتغذون بحليب الأطفال.
- زادت نسبة مبيعات اللبن الصناعي بين عامي (2008 - 2013) 72%.
- 42 % من المراهقين الذين يدرسون يشربون المشروبات الغازية على الأقل مرة واحدة يوميًا وقد تصل النسبة إلى 62% في البلدان ذات المعيشة المرتفعة.
- 46 % من المراهقين يتناولون الوجبات السريعة مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
فهو التقرير الأشمل لمناقشة مشكلات سوء التغذية الصحية في جميع أنحاء العالم، ويحذر التقرير من النظام الغذائي الخاطئ و زيادة الوزن وما له من دلالات واضحة على الصحة والتعليم، وتضاعف نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة في الفترة ما بين عام 2000-2016.
إليكِ أفضل مشروبات لأطفالك تساعدهم على التركيز والنشاط.
المجهودات والبرامج التكميلية لمكافحة سوء التغذية
تقوم اليونسيف بالعديد من المشاركات لدعم أزمة سوء التغذية فهي تعمل على:
- تخاطب الحكومات لتحسين الثقافة الغذائية.
- توفير بيئة صحية بها غذاء متوازن للأطفال.
- تحفيز موردي المواد الغذائية على توفير العديد من الأطعمة الصحية بأسعار مناسبة.
- التأكيد على البيئة الصحية من خلال الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي.
- متابعة العمل وتتبع الجهود والتقدم.
الخلاصة
نريد جميعًا أن يشعر أطفالنا بالصحة والراحة، لينشطوا جسديا وعقليا، لذا وجب علينا معرفة أن ما يأكله طفلك اليوم سيكون له تأثير على صحته، سواء الآن أو في المستقبل.
أنت ما تأكله هو شعار شائع يبدو صحيحًا للجميع، خاصة في السنوات الخمس الأولى من الحياة عندما ينمو الأطفال بمعدل هائل.
من هذا المقال استنتجنا بعض النقاط التي تساعدك أنت وطفلك للحصول على التغذية السليمة للاطفال وتعليم قوي كالآتي:
- أن تكون الوجبات متوازنة تحتوي كل العناصر الغذائية الأساسية.
- الحفاظ على شرب الماء بكمية كافية.
- الوجبات يجب أن تكون منتظمة في أوقات اليوم.
- التقليل من السكر والمشروبات الغازية.
- التقليل من الوجبات السريعة والأطعمة التي بها نسبة دهون عالية.
- عدم الإفراط في الطعام ووضع كمية مناسبة للطفل وعمره ووزنه.
نظرة للمستقبل والتعرف على الفرق بين المسار العام والمتقدم لإلحاق أطفالك بواحد منهم واستكشاف أيضًا المدارس الجديدة المسماة بـ مدارس الأجيال الذي تم إنشاؤها حديثًا بالإمارات.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات