يُعد اضطراب طيف التوحد من أكثر الإضطرابات انتشارًا، فقد ذكرت البيانات الصادرة عن مركز التحكم والوقاية من الأمراض في الولايات المتحدة (center for disease control - US) أن 1 من بين كل 68 طفل مصاب بالتوحد، وهو منتشر بين الأطفال الذكور أكثر من الإناث بحوالي خمس مرات، لذا فإن الوعي بالتوحد أصبح ضرورة لا بد منها، لأن الإكتشاف المبكر للمرض يساعد على نتائج أفضل في علاجه وتطوير سلوك مريض التوحد، وتحسين قدراته على التواصل مع الآخرين.
ما هو مرض التوحد؟
إن اضطراب التوحد أو كما يطلق عليه طيف التوحد، أوالطيف التوحديّ، أو الذواتية (بالإنجليزية:Autism spectrum disorder) هو عبارة عن اضطراب يحدث أثناء النمو العصبي للدماغ، ويؤثر بشكل كبير على طريقة تواصل الشخص المصاب مع الآخرين، وعلى قدرته على الإستيعاب والإدراك بصورة طبيعية مثل الأطفال الذين هم في نفس الفئة العمرية.
وبما أن نسبة ولادة طفل مصاب بالتوحد كبيرة فيجب نشر الوعي بالتوحد وأسبابه وكيفية التعامل مع الطفل التوحدي لكي نساعد على تطور تواصله مع المجتمع والآخرين.
ما هي أعراض مرض التوحد؟
إن نشر ثقافة الوعي بالتوحد ومعرفة أعراض الإصابة بالمرض يساعد الأهالي على استيعاب ما عاني منه أطفالهم، خاصة أن كثير من الآباء والأمهات يجهلون ماهية مرض طيف التوحد وأعراضه وأسباب الإصابه به، لذا فإن نشر الوعي بالتوحد من أهم التوعيات التي يجب على الأهالي معرفتها، خاصة أن كلما اكتشف المرض مبكرًا كلما كانت نتائج العلاج ملحوظة وفعالة.
تظهر بعض أعراض التوحد في الأطفال منذ ولادتهم مثل:
في التواصل الإجتماعي مع الآخرين:
- عدم الإستجابة لأسماءهم.
- عدم التواصل البصري مع أي شخص يتحدث.
- عدم الإكتثار بمقدمي الرعاية لهم.
- ينمو البعض بصورة طبيعية ولكنه يصبح انطوائي فجأة أو عدواني.
- عدم القدرة على الكلام أو التلفظ ببعض الألفاظ.
- افتقاد المهارات اللغوية التي أحيانا يكون بعضهم اكتسبهم.
- التحدث بصورة ونبرة غريبة تشبه الإنسان الآلي.
- يعاني الطفل التوحدي صعوبة في التكلم.
- مستوى ذكاء الطفل المصاب بالطيف التوحدي أقل من المعتاد.
- مشاكل في التواصل مع الآخرين.
- عدم القدرة على التعبير عن المشاعر والعواطف.
- يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من تطبيق ما يعرفونه في المواقف اليومية.
- يبدو أنه لا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
بالنسبة لأنماط سلوكه فهي أيضا تكون غربية ومتكررة ومحدودة ومنها:
- الحركات المتكررة مثل الدوران أو التلويح باليدين، أو المشي على أصابع القدمين.
- شدة الحساسية للصوت والضوء واللمس دون القدرة على التعبير عن الألم.
- يكون الطفل التوحدي دائم الحركة.
- لدى طفل التوحد لغة جسد غريبة أو متصلبة أحيانا.
- إصرار الطفل المصاب بالتوحد على أذية نفسه بالعض أو ضرب رأسه.
- لا يهتم بألعاب التقليد.
- يتناول طفل التوحد القليل من الأطعمة ويرفض بعضها.
- يهتم بملمس بعض الأطعمة ويفضلها عن غيرها.
متى يبدأ ظهور أعراض مرض التوحد على الطفل؟
يبدأ ظهور اضطراب طيف التوحد في مرحلة مبكرة جدًا من الطفولة ويتسبب في حدوث الكثير من المشكلات في التواصل الإجتماعي مع الآخرين، لذا فإنه من الضروري نشر ثقافة الوعي بالتوحد لكي لا يتجاهل الآباء والأمهات ظهور الأعراض على أطفالهم، ويبادروا بالعلاج لأن العلاج المبكر له آثر كبير في تحسين سلوك الطفل التوحدي وتطوير مهاراته.
تظهر أعراض التوحد على الأطفال في الغالب في السنة الأولى، وبعض الأطفال يحدث لهم نمو طبيعي في السنة الأولى ثم يمرون بفترة من الإرتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين وتظهر عليهم أعراض طيف التوحد.
وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج لإضطراب طيف التوحد إلا أن الوعي بالتوحد والعلاج المبكر المكثف يساهم في إحداث فارق كبير وتطور ملحوظ في حياة مريض التوحد.
كيف يمكن تطوير المهارات اللغوية لمريض التوحد؟
إن الوعي بالتوحد ومحاولة تطوير المهارات اللغوية للطفل ومساندته ودعمه يوفر الكثير في رحلته العلاجيه ويساعده على الإنخراط في المجتمع بشكل أسرع ومن أهم الطرق التي تساعده على تطوير مهاراته اللغوية هي:
- استخدام الصور والرسومات لفهم الكثير من المفردات الجديدة.
- تكرار الكلمات البسيطة لكي يستطيع الطفل استيعابها.
- تعلم اللغة الجسدية للإشارة إلى الأشياء.
- استخدام أبسط قواعد اللغة عند تدريب الطفل التوحدي.
- البعد عن المواضيع المعقدة والكلمات الصعبة.
- تشجيع الطفل على أي انجاز صغير يقوم به.
- طلب المساعدة من الخبراء والمختصين لنتيجة أفضل.
- استخدام الكلمات الأساسية البسيطة في الحوار.
- استخدام ردود الفعل الإيجابية مهم جدا.
دور المجتمع في التشجيع للوعي بالتوحد
إن الوعي بالتوحد يساهم بشكل كبير جدًا في التخفيف عن أطفال التوحد ما يعانون منه، خاصة أن معظم الأطفال المصابون بالتوحد يعانون من انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء الذهني ويصحبه انخفاض في التكيف وبطء في التعلم خاصة أن معدلات ذكاءهم أقل من المعتاد، لذا فإن الطريقة التي يتعامل بها الأهالي والجيران والأصدقاء والمجتمع تساهم في شعور هؤلاء الأطفال بأنهم غير منبوذين وأن لهم قيمتهم في المجتمع، فالحب والأمن والأمان والتحرر من أي ضغوط عند التعامل مع هؤلاء الأطفال يساهم بشكل إيجابي في تطوير علاجهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم.
فالطفل المصاب بالتوحد يحتاج إلى رعاية بالغة وتدريب على مهارات النطق والتواصل بالإضافة إلى بعض المهارات الحسية والمعرفية والإجتماعية.
ولكن للأسف الوعي بالتوحد كان قليل جدًا في المجتمعات ويتسم المصابون بالتوحد بالعزل والوصم والإستبعاد من المجتمع، وقديمًا لم يكن هناك سبيل من سبل الوعي بالتوحد بل كان مرضى التوحد يهمشون وأحيانا يقتلون، أو يشار إليهم بالمجانين أوالأغبياء وهذا الأمر يساعد على عزلهم عن المجتمع وأنشطته وتعقيد مرضهم أكثر وأكثر.
ولكن لحسن الحظ فقد عملت العديد من الدول في العقود الأخيرة على زيادة الوعي بالتوحد والإهتمام بهولاء الأطفال وادماجهم في المجتمع وأنشطته للمساهمه في علاجهم وتطوير حياتهم وسلوكهم وأنماطهم المعرفية والإجتماعية.
العلاقات الاجتماعية ودورها في الوعي بالتوحد
إن للعلاقات الاجتماعية الصحية دور كبير وفعال ومؤثر في الوعي بالتوحد حيث أن معاملات الأفراد والمجتمع والعائلات والأصدقاء والأشقياء مع مريض التوحد تساهم في زيادة ثقته بنفسه وشعوره بالأمان والإطمئنان، فإدراك أنه يختلف في معدل ذكاءه عن الآخرين ويحتاج إلى تبسيط المعلومات أكثر من الشخص العادي لكي يفهم يساعده على عدم الشعور بالحرج أو الإنعزال عن الناس.
كما أن قراءة المعلومات الخاصة بموضوع الوعي بالتوحد ومعرفة أفضل الطرق التي يجب أن تتعامل بها مع مريض التوحد يساهم في تطوير سلوكه ومهاراته.
الحرص على معاملة مريض التوحد معاملة خاصة تبعد عن الحزن والإكتئاب والضغط فهو لن يفهم هذه المشاعر السلبية بل قد تؤثر عليه سلبا دون أن تدري.
إن الوعي بالتوحد وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول هذا النوع من الإضطراب واكتشاف الإصابة مبكرًا بمرض التوحد له دور أساسي في تطور حالة مريض التوحد، وتعرض لنا منصة المدرسة دوت كوم العديد من المقالات التي تساعدنا على معرفة أسباب مرض التوحد وأعراضه، كما أن المنصة تقدم العديد من الدورات التدريبية للأطفال المصابون بمرض التوحد لتدريبهم على أيدي متخصصين ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم ويستطيعوا الإندماج في المجتمع، وتتسم هذه الدورات بمرونة المواعيد والسرية التامة للحفاظ على خصوصية المريض، بالإضافة إلى دورات للجميع للتحدث عن حالة الطفل مع مختص ومعرفة أهم أساليب الوعي بالتوحد وكيفية التعامل السليم مع مريض التوحد.
اترك تعليقًا الآن
0 تعليقات