من المعروف أن المذاكرة من العمليات الذهنية الصعبة والتي تستغرق وقتا، لذلك تتطلب تركيزا عميقا أثناء القيام بها، وهنا نجد أن العديد من الطلاب يواجهون مشكلة في التركيز أثناء المذاكرة، وهي مشكلة شائعة جدا.
كما ذكرنا سابقا أننا نعيش في عصر ملئ بالمشتتات وأنه من الصعب أن يتمكن أحد من التركيز بدون أن يقطع حبل أفكاره شئ طرأ، ومع زيادة الحركة والسرعة التي نعيش فيها أصبح أغلبنا يعاني مما يطلق عليه (عقل القرد) والذي يقفز من مكان لأخر بدون القدرة على الثبات في مكان واحد.
وبما أن المذاكرة من الأعمال الروتينية الطويلة وكثيرون من يعتبرونها مملة، خاصة إن لم تكن المواد الدراسية تناسبهم أو تستهويهم، فإنها تعتبر كمضيعة للوقت عندهم، بالإضافة إلى أن توفر الانترنت عند أغلب الناس جعل منهم كتلة مستثارة ولا يمكن تعويض هذه الاستثارة إلى عن طريق شئ ممتع جدا ولا يمكننا ضمان أن المذاكرة ستعوض هذه النقطة.
لكن لنعطي كل شئ حقه، تغيرت الظروف حاليا عن مما كانت من قبل، فإن طرق التدريس أختلفت عن سابقتها، وتغيرت أساليب المذاكرة أيضا بدورها، فقد أصبحت طريقة شرح المعلومة مختلفة، مما جعل طريقة المذاكرة تتغير ومنها من أصبح أكثر إمتاعا.
أهمية التركيز أثناء المذاكرة
يعتبر التركيز من أهم الوظائف الحيوية التي أعطاها الله لأغلب الكائنات الحية، وهي من أقوى الوظائف الذهنية سواء أكانت في الدراسة أو في الحياة العملية أو حتى الشخصية وتستخدم في:
- معالجة بعض المسائل والمعضلات التي من الصعب حلها.
- تحليل المواقف بشكل تفصيلي وإيجاد الحلول المناسبة.
- المساعدة على الفهم والحفظ والاستيعاب بشكل أسرع.
- زيادة الانتباه مما يجعلك قادر على استيعاب المادة بشكل أسهل.
- التخلص من المشتتات، حيث يبدأ رأسك بالتركيز على المادة، والتخلص من أي أفكار أخرى.
- يعمل على تنظيم أو جدولة أفكارك وترتيبها بشكل صحيح، والبحث عن تقنيات المذاكرة الفعالة وتطبيقها.
- يساعدك على الحضور الذهني بشكل أفضل، وجعل عقلك أكثر استعدادا لإستقبال المعلومات.
للتركيز عموما العديد من الفوائد التي بدورها قادرة على تحقيق النجاح لك في كل مجالات الحياة ليس فقط النجاح الأكاديمي، فهي مهارة ذهنية تساعدك على حل المشكلات وفهم ما عليك فعله وكيفية التصرف معه.
لذلك ننصحك بأن تبدأ التفكير في كيفية تحسين مهارة التركيز لديك، خاصة التركيز أثناء المذاكرة، ومع استخدام تقنيات المذاكرة الفعالة مع تحقيق بيئة ملائمة للمذاكرة وللتركيز أيضا.
تعرف على صعوبات التعلم الأكاديمي
ما هي تقنيات المذاكرة والتطبيقات التعليمية الفعالة
لا شك أن المذاكرة من أكثر المهام التي تتطلب وقتا ومجهودا وتركيز بشكل كبير لتحصيل كم كبير من المعلومات وتتطلب جهدا أكبر لتثبيتها في العقل، وخاصة عند استخدام الأساليب التقليدية للمذاكرة كالقراءة المتكررة والحفظ عن طريق التكرار إلخ، وقد تكون هذه الوسائل فعالة مع بعض الأشخاص.
لكن أغلب هذه الوسائل لا تتعمق بالمستوى الكافي إلى الذاكرة الطويلة الأمد فقط الذاكرة القصيرة، لذلك بدأ التوجه إلى طرق أخرى لتساعد على دعم عملية التعلم بشكل أعمق وأكثر تركيزا على الأهداف المراد تحقيقها.
والأن لنذكر بعض تقنيات المذاكرة الفعالة التي بدورها قد تساهم على تعزيز عملية التركيز أثناء المذاكرة وتسهيلها:
عمل جدول منظم
قبل البدء بأي شئ من المفضل أن يتم بناء خطة مذاكرة أو جدول منظم بما عليك مذاكرته، وسواء أكان هناك مادة تفضلها عن الأخرى، وكم تستغرق مدة كل مادة أو كل درس من المادة، وما مستواك بها.
الملاحظات
من المعروف أن الملاحظات السريعة والمرتبة هي من أفضل تقنيات المذاكرة الفعالة، حيث تتيح لك الفرصة لتذكر ما مضى خاصة إذا كنت تكتبها بطريقتك أنت، ستكون أسهل عليك في التذكر.
الملخصات
وهي ببساطة أن تقوم بتلخيص الدرس أو المادة إلى أهم النقاط الرئيسية التي يحتويها والتي من المهم الدراية بها، وهي بمثابة حصر للمعلومات الجوهرية في أجزاء صغيرة لكن ذات أهمية، تكون أسهل في الحفظ والاسترجاع ويسهل تثبيتها أيضا في العقل.
الخرائط الذهنية
تعتبر الخرائط الذهنية من أفضل الطرق وتقنيات المذاكرة الفعالة الحديثة، والتي لها علاقة مباشرة بترتيب المعلومات بحيث لا يحدث تراكم في العقل ويكون من الصعب استيعابها جميعا وتذكرها، لذلك يتم استخدام الخرائط الذهنية وهي تنظيم الدرس طبقا لأهم النقاط الأساسية والبدء بها بتسلسل.
المراجعة الدورية
والتي يتم فيها إستخدام جدول زمني وتقويم لتحديد ما يجب مراجعته من مواد ودروس بطريقة دورية، وهذه التقنية تساعد بشكل كبير تثبيت المعلومات في الذاكرة طويلة الأمد.
التعلم الجماعي
والتي تعتمد بشكل كبير على المشاركة والمناقشة الجماعية بين زملائك في الدراسة مثلا، وتساعدك في تعزيز التفاعل وتبادل الأراء والأفكار، ومن الممكن تنظيم مجموعات دراسية مشتركة للممارسة والتعاون فيها.
الإسترجاع الفعال
والتي فيها يتم مراجعة ما تمت مذاكرته من قبل عن طريق محاولة إسترجاع ما تتذكره من المادة ثم مقارنته بالإجابة الصحيحة، ومن الممكن أيضا محاولة وضع مقارنات بسيطة بين الدروس حتى لا يحدث إختلاط، أو تكرير عرض الأحداث التي تمت مذاكرتها لتذكرها بشكل أفضل.
استخدام التطبيقات التعليمية
هناك العديد من التطبيقات التي يستخدمها العديد من الأشخاص لمساعدتهم على المذاكرة، سواء أكانت تطبيقات حل إختبارات تفاعلية، وتطبيقات أخرى لإدارة الوقت وتنظيم المذاكرة مثل Anki، Quizlet، Forest.
تنظيم الوقت أثناء المذاكرة
يعتبر تنظيم الوقت أثناء المذاكرة أحد أهم تقنيات المذاكرة الفعالة لزيادة الإنتاجية وتحقيق نتائج أفضل، ومن الممكن فعل ذلك عن طريق:
تنظيم جدول زمني
قم بتحديد ميعاد ثابت أو جدول زمني بأوقات المذاكرة لديك، ما الذي عليك مذاكرته، وحدد الفترات الزمنية والكم المناسب لك.
تقسيم أوقات المذاكرة لفترات أقصر
فقط لأنك تدرس لأوقات طويلة هذا لا يجعل من مستواك الدراسي أفضل وليس من الحكمة إمضاء ساعات طويلة في المذاكرة فمن الممكن ان يسبب ذلك لك الإجهاد ومن المرجح أنه سيكون بلا فائدة.
فمن الممكن أن تقضي وقتا قصيرا في المذاكرة واخذ فترات استراحة قصيرة في الوسط حتى يستطيع عقلك المواصلة، ومن أكثر هذه التقنيات شيوعا هي تقنية Pomodoro والتي تنقسم إلى 25 دقيقة مذاكرة و 5 إلى 10 دقائق راحة مما يحافظ على التركيز والانتباه ويقلل من الإجهاد العقلي.
تحديد الأولويات أو الأهداف
عند البدء بالمذاكرة عليك تحديد ما عليك فعله أولا، ما هي الأولويات أو ما عليك البدء به والنقاط الهامة، بالإضافة إلى تخصيص وقت أكبر لحل أو مذاكرة الأجزاء الأكثر صعوبة بالنسبة لك.
استخدام تقنيات التنظيم
وهي التقنيات أو الأساليب التي تساعد على تنظيم الوقت وإدارته، بجانب تنظيم المهام أيضا، مثل المفكرة والتقويم وتحديد ما يجب الانتهاء منه بسرعة، وتسجيل الأشياء والمواضيع الهامة التي تحتاج مراجعة وتقسيمها لأجزاء أصغر.
الابتعاد عن المشتتات
قبل البدء بالمذاكرة عليك العثور على مكان هادئ خال من المشتتات بشكل كامل، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية كاملة مثل الهاتف والتلفاز وبالتأكيد محاولة غلق الانترنت عند المذاكرة وأي وسيلة تواصل إجتماعي.
تحديد فترات راحة
بعد جلسات طويلة من المذاكرة لا تنسى تذكير نفسك أيضا بأخذ فترات راحة بإنتظام، والتي يمكنك القيام فيها بالعديد من الأشياء مثل تناول وجبة خفيفة، القيام ببعض التمارين الرياضية، أو حتى القيام ببعض تمارين الاسترخاء والتنفس حتى تستعيد حيويتك مجددا.
تقييم نفسك وتقدمك
حاول قدر الإمكان متابعة تقدمك في ما تفعله بإستمرار وتقييم نفسك، ومن الممكن القيام بذلك عن طريق تتبع الجدول الذي وضعته لنفسك ومدى التزامك به، وما هي الطرق التي قد تساعد على تحسين الأداء.
استخدام الأساليب التي تناسبك
إن المذاكرة عملية شاقة وفي نفس الوقت ممتعة إذا ما استطعت أن تستخدم الطرق التي تفضلها أنت في المذاكرة حيث أننا جميعا لدينا تفضيلات كنمط معين للمذاكرة أو الشرح وهذا يعتمد عليك أنت، لذا يمكنك إستخدام تقنيات المذاكرة الممتعة بالنسبة لك حتى تسهل عليك.
وإذا أردت من يساعدك على التعلم بأفضل الطرق والتقنيات الحديثة والفعالة بلا شك، فعليك بالمدرسة دوت كوم وفيها:
- ستجد فيها مدربين كفؤ يعرفون كيف يختارون لك تقنية المذاكرة الأنسب.
- استخدام أحدث طرق التدريس وأكثرها فعالية.
- الإعتماد على أساليب تدريس التفاعلي بين الطلاب والمدربين.
- بيئة محفزة ومتعاونة لمساعدتك على عدم الخوف من إرتكاب الأخطاء.
- إختيار الأوقات المناسبة للطالب.
ومن هنا نكون قد تحدثنا عن تقنيات المذاكرة الفعالة والفرق بينها وأهميتها وأهمية تنظيم الوقت أثناء المذاكرة، وتذكر أن لكل منا الطريقة التي تناسبه وقد تناسبك أكثر من طريقة، المهم أن تعرف كيف تطبقها بالطريقة الصحيحة.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات