التاريخ Wed, Feb 14, 2024

أهمية رفع الوعي حول التوحد: فهم أعمق للتحديات والإمكانيات

شهدت المجتمعات في العقود الأخيرة اهتمامًا كبيرًا بمرضى التوحد وذوي الإحتياجات الخاصة بسبب احتياجهم لرعاية تفوق احتياج الخدمة المقدمة لأقرانهم من نفس الفئة العمرية، وهذا مؤشر يدل على ارتقاء الأمم، خاصة أن التركيز على أهمية رفع الوعي حول التوحد في هذه المجتمعات يساعد على توفير فرص النمو الشامل لمرضى التوحد والإنخراط في المجتمع، وكلما انتشرت الأفكار التوعوية عن أهمية رفع الوعي حول التوحد كلما تمكنا من التشخيص المبكر وتحسين سلوك الفرد ومهاراته وتطوير لغته.

ما هو مرض التوحد؟

مرض التوحد أو الذاتوية هو إحدى اضطرابات التطور التي تسمى بـ اضطرابات في الطيف الذاتويّ (Autism Spectrum Disorders - ASD)، وهي حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر بشكل كبير على تمييز المريض للأشخاص الآخرين وكيفية التعامل معهم، مما يؤدي إلى العديد من المشكلات في التواصل والتفاعل وتطوير العلاقات معهم، ومن ضمن الإضطراب يكون للمريض بعض الأنماط المحددة والمتكررة في سلوكه.

يظهر مرض التوحد في سن الرضاعة قبل أن يبلغ الطفل سن الثلاث سنوات في الغالب.

تُشير التقديرات إلى أن 6 أطفال من كل 1000 طفل في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من مرض التوحد وأن الحالات في ازدياد دائم، لذا يجب معرفة أهمية رفع الوعي حول التوحد للحد من المشكلات التي تواجه هؤلاء الأشخاص ومساعدتهم على الإندماج في المجتمع، خاصة أن العلاج المبكر له دور كبير في تغير حياة هؤلاء الأطفال للأفضل.

ما هي أعراض مرض التوحد؟

من أهم الأسباب التي تساعد على تطوير حياة مرضى التوحد هي نشر ثقافة أهمية رفع الوعي حول التوحد ودوره في تخفيف بعض الأعراض عنهم وهذه الأعراض هي:

اضطراب في المهارات الإجتماعية:

    • عدم الإستجابة لإسم الطفل عند مناداته.

    • لا يوجد اتصال بصري مباشر مع الآخرين.

    • غياب تعابير الوجه.

    • رفض العناق، ومحاولة الإنغلاق على نفسه.

    • يبدو وكأنه لا يسمع من يحدثه.

    • يرفض الطفل مشاعر الآخرين.

    • يعيش الطفل التوحدي في عالمه الخاص.

    • يبدو أنه يحب اللعب وحده.

    • عدم الكلام أو التأخر في الكلام أو في لفظ بعض الكلمات.

    • تفاعل اجتماعي غير ملائم فإما أن يكون مبتلد الإحساس أو عدائي أو مخرب.

    • صعوبة في التعرف على تعابير وجع الآخرين وحركة أجسامهم.

    • لا يفهم الأسئلة أو التعابير البسيطة.

    مشاكل في المهارات اللغوية:

      • يبدأ التحدث في وقت متأخر مقارنة بالأطفال في نفس عمره.

      • لا يستطيع قول جملة أو عبارة كان يعرفها سابقا.

      • يبدأ في الإتصال البصري عند احتياجه لشيء.

      • يتحدث بأصوات ونبرات غريبة مثل الإنسان الآلي.

      • لا يتمكن من بدء محادثة أو الإستمرار فيها.

      • تكرار بعض الكلمات أو المصطلحات دون فهم معناها.

      مشاكل في السلوك:

        • تكرار بعض الحركات مثل الهزاز أو الدوران أو رفرفة اليدين.

        • القيام بعض الأنشطة التي تسبب أذي له مثل العض وضرب الرأس.

        • تكرار بعض العادات.

        • الشعور بالذهول عند رؤية بعض الأشياء مثل دوران العجل في لعبة سيارة.

        • يكون الطفل شديد الحساسية للضوء والصوت واللمس ولكنه لا يستطيع أن يعبر عن إحساسه بالألم.

        • يشعر الطفل بفقدان في السكينة عند تغير أي عادات يعتاد عليها حتى لو كان تغير بسيط أو صغير.

        • أحيانا ينبهر انبهار كبير بجسم أو نشاط بحماس وتركيز غير طبيعي.

        • لا ينشغل بألعاب التقليد أو اللعب التخيلي.

        • يكون لديه تفضيلات معينة لبعض أنواع الطعام أو لملمس بعض منها.

        • لديه بعض الأنماط والسلوك ولغة الجسد الغريبة وغير المتزنة مثل المشي على أصابع القدمين.

        أسباب الإصابة بمرض التوحد

        من أهمية رفع الوعي حول التوحد معرفة أسباب المرض والتي هي كالتالي:

        • اعتلالات وراثية: اكتشف الباحثون وجود بعض الجينات هي في الغالب التي تتسبب في مرض التوحد، وبعض منها يجعل الطفل معرض للإصابة بالإضطراب، ويؤثر جزء منها على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلال الدماغ أيضا فيما بينها.

        فقد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته أو بمفرده هو المسؤول عن عدد من حالات التوحد، لكن الجينات هي التي تؤثر تأثيرًا أساسيًا وحاسمًا على اضطراب التوحد.

        • عوامل بيئية: تعتبر الإصابة بجزء كبير من المشاكل الصحية نتيجة لإجتماع العوامل الوراثية والبيئية معًا في حالات التوحد.

        ويحتمل بعض الباحثون أن سبب الإصابة بمرض التوحد قد يكون عدوى فيروسية أو تلوث بيئي محفز لنشأة وظهور هذا المرض، أو مضاعفات أثناء الحمل لذا مازال الباحثون يفحصون هذا الاحتمال.

        عوامل الخطر في الإصابة بالتوحد

        قد يصاب أي طفل من أي مكان بالتوحد ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، ومن وعينا بـ أهمية رفع الوعي حول التوحد سنعرض لكم في نقاط مفصلة ما هي هذه العوامل:

        • جنس الطفل: أوضحت الدراسات والأبحاث أن الذكور معرضين للإصابة بمرض التوحد أكثر بثلاث مرات من الإناث.
        • التاريخ العائلي: من المعروف أن الأسرة التي لديها طفل مصاب بالتوحد من المحتمل أن يصاب الطفل الثاني أيضا بالتوحد، وقد يعاني الوالدين أيضا من بعض الإضطرابات النمائية أو التطورية.
        • اضطرابات أخرى: بعض الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية معينة هم أكثر عرض للإصابة بطيف التوحد مثل

        o المصابون بمتلازمة الكروموسوم إكس الهَشّ (Fragile x syndrome) وهي متلازمة موروثة تُؤدي إلى اضطرابات فكرية وخلل ذهني.

        o التَصَلُّبٌ الحَدَبِيّ (Tuberous sclerosis) والذي يُؤدي إلى تكوّن وتطور أورام حميدة في الدماغ.

        o الاضطراب العصبي ويُعرف بإسم متلازمة توريت (Tourette syndrome) وهو عبارة عن تباطؤ في نمو الرأس، ويأتي غالبا للفتيات.

        o الصرع (Epilepsy) الذي يُسبب نوبات.

        • سن الوالد: أظهرت الأبحاث أن الأبوة في سن متأخر سبب في الإصابة بمرض طيف التوحد، وقد أظهرت الأبحاث أن الأطفال المولودين لآباء فوق سن الأربعين أكثر عرضة بحوالي 6 مرات من الأطفال المولودين لآباء في سن الثلاثين، ويظهر البحث أن سن الأم يُعد هامشيا.

        مضاعفات مرض التوحد

        كما ذكرنا مسبقا فإن أهمية رفع الوعي حول التوحد تزيد من السيطرة على المرض والتشخيص المبكر له فوائد جمة لمرضى التوحد، خاصة أن تجاهل الأعراض ممكن أن تؤدي لمضاعفات عديدة والتي منها:

        • مشاكل بالدراسة والتعلم.

        • مشاكل وظيفية.

        • عدم القدرة على العيش بإستقلالية.

        • التنمر.

        • الضغط النفسي الكبير.

        • الإنعزال الاجتماعي.

        علاج مرض التوحد

        للأسف لا يوجد حتى يومنا هذا علاج واحد لكل المصابين بمرض التوحد ولكن هناك بعض العلاجات التي يمكن الإعتماد عليها في المنزل والمدرسة وهي تساعد على تحسين السلوك والمهارات اللغوية للمريض ومن أهمية رفع الوعي حول التوحد معرفة هذه العلاجات فكلما بدأ العلاج مبكرًا كلما كان العلاج مفيدًا بشكل كبير. ومن هذه العلاجات:

        o العلاج السلوكي (Behavioral therapy).

        o علاجات أمراض النطق واللغة (Speech language pathology).

        o العلاج التربوي والتعليميّ.

        o العلاج الدوائي.

        التحديات التي تواجه مرض التوحد

        يوجه أهالي الأطفال المصابين بالتوحد العديد من التحديات والصعوبات عند معرفتهم بإصابة طفلهم بمرض التوحد ويشعرون بالصدمة والحزن، خاصة أن هذا المرض يجعل الطفل بحاجة دائمة إلى أبويه، في كل تعاملات حياته من أكل وشرب وقضاء الحاجة، ويسبب مريض التوحد العديد من المشاكل خارج المنزل وداخله مما يجعلهم يشعرون بالإحراج الدائم، والشعور بالذنب والتفكير الطويل في سبب الإصابة بهذا المرض، ويفكر بعضهم في انجاب طفلًا آخر طبيعيا، ولكنه مع الأسف احتمال ضعيف، بنسبة ولادة طفل ثاني مصاب بالتوحد كبيرة خاصة عندما يكون الأول مصاب بالتوحد.

        وهنا يجب على الأقارب والجيران والأصدقاء إدراك أهمية رفع الوعي حول التوحد ودعم الأشخاص ذوي التوحد لأن حياتهم تكون مليئة بالمشقة والصعاب.

        وعلى الرغم أن بعض الأهالي يصابون بالإكتئاب جراء معرفتهم بإصابة أبناءهم بمرض التوحد ألا أن هناك بعض الأهالي تواجه هذه التحديات والإمكانيات بإتباع بعض الخطوات التي تساهم في تقليل التوتر والضغط والتأقلم مع هذا المرض داخل المنزل وخارجه مثل:

        • تجهيز بيئة خاصة للطفل في منزله للعب والإسترخاء وأيضا لنوبات الغضب وتكون مساحة آمنة لكي لا يؤذي الطفل نفسه، ويمكن وضع شريط ملون حول هذه المنطقة.

        • التعود على ضبط رد الفعل عند تسبب الطفل المصاب بالتوحد في أي كارثة.

        • تعزيز السلوكيات الجيدة فهذا الأمر يساهم بشكل كبير في زيادة ثقتهم بأنفسهم.

        • طلب المساعدة من المختصين عند الحاجة إلى المساعدة.

        • مراقبة الطفل التوحدي والإستفادة من نقاط القوة لديه.

        • تشجيع الطفل على القيام بالأنشطة التفاعلية والتعليمية الهادفة.

        جهود منظمة الصحة العالمية في دعم التوحد

        تعترف منظمة الصحة العالمية بضرورة أهمية رفع الوعي حول التوحد، وتعزيز قدرة جميع البلاد على تحسين صحة الأطفال المصابين بالتوحد من خلال:

        • إلزام الحكومات بإتخاذ العديد من الإجراءات الرامية لتحسين جودة حياة الأطفال المصابين بمرض التوحد.

        • تقديم الإرشادات والسياسات والخطط التي تتناول موضوع مرض المرض.

        • تعزيز القوى العاملة الصحية لتقديم رعاية فائقة وفعالة للمصابين وتحسين مستويات الصحة والعافية لديهم.

        • تقديم الدعم الشامل لكل القائمين على رعاية الأشخاص المصابين بمرض التوحد.

        بعد أن تعرفنا سويا على اضطراب طيف التوحد وأهمية رفع الوعي حول التوحد لا يجب علينا إهمال هذا المرض أو تجاهل أي عرض من أعراضه، لأنه كلما كان الإكتشاف مبكرًا لمرض التوحد كلما كانت النتائج أفضل وأفضل.

        وهنا تقدم لنا منصة المدرسة دوت كوم العديد من الدورات التي تساعد على تنمية مهارات الأطفال المصابين بالتوحد وتعزيز ثقتهم بأنفسهم والتأقلم مع المجتمع برعاية وحب واهتمام وسرية تامة لما يمر به المريض من عقبات ومشاكل.

        وتعرض المدرسة دوت كوم هذه الدورات التدريبية التفاعلية بين الطفل والمتخصص وتعرض أيضا دورات تدريبية أونلاين للجميع تساعد على تحسين قدرة ومهارة الطفل على التفاعل والتعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى ميزة المواعيد المرنة والتي يختارها المريض صباحًا أو مساءا حسب ما يحلو له، ويقدم هذه الدورات مدربين متخصصين تساعده على تطوير مهارته لإدراكنا أهمية رفع الوعي حول التوحد.

        المقال السابق المقال التالية

        اترك تعليقًا الآن

        0 تعليقات

        يرجى ملاحظة أنه يجب الموافقة على التعليقات قبل نشرها