التاريخ Tue, Apr 04, 2023

banner

من المعروف أن الأبناء هم انعكاس حي لآبائهم، وخاصة في المراحل الأولى من حياتهم، والتي فيها يبدأ الطفل بالتعرف على العالم من حوله وتقليد والديه كفطرة طبيعية لأي طفل.

 وهذا ما لا يدركه البعض، فعندما نقول أن الطفل يقوم بتقليد كل ما يقوم به أبويه، فهذا بالمعني الحرفي يشمل كل شئ، سواء أكانت تلك العادات صحيحة أو لا، وقد يكون ذلك مصدر جدال دائم بين الأباء والأبناء على المدى البعيد، وكلا الطرفين له أسبابه المقنعة.

بالتالي فعندما نتحدث عن التربية وكيفية تنشئة جيل سليم ومتزن نفسيا، فمن المهم أن نعرف أن أساس هذا الإتزان لابد أن يأتى من الأسرة أولا وخاصة الوالدين، وأن علاقتهما بأطفالهم تعتبر الأساس التي يتمركز عليه الأبناء خلال علاقاتهم في حياتهم مع أنفسهم ومع الأخرين.

لذلك سنتعرف في هذا المقال على أهم العناصر التي من المهم السعي لتحقيقها لتربية الأبناء، وأهم النصائح التي يجب على الأباء الوعي بها.  

اقرأ المزيد عن: تعرف على 4 أنواع مختلفة من الأطفال؟ كيف اتعامل مع انواع شخصية الاطفال المختلفة؟

علاقة الأباء بالأبناء

ذكرنا سابقا أن علاقة الوالدين بالطفل تعتبر المركز الأساسي لعلاقات الطفل على مدار حياته سواء أكان مع نفسه أو مع الأخرين.

فيبدأ الطفل في تكوين صورته المتفردة الشخصية له وللعالم معًا، في هذه المرحلة يبدأ الطفل في اكتشاف كيفية سير كل شئ من حوله سواء أكان النظام المجتمعي أو العلاقات وغيرها.

في هذا المرحلة يكون الطفل غالبا فضوليا، مما يجعل دور الأباء في التوجيه في هذه المرحلة ضروريا جدا، حيث يجب عليهم متابعة تطور الطفل بحرص بإنتظام للتأكد من عدم تعرضه لما قد يؤثر على أساساته.

ومن هنا يبدأ دور الأباء في توجيه وتوعية الأبناء طوال حياتهم، وفي هذه المرحلة لابد أن يتكون لدى الطفل القدرة على الثقة بوالديه ليستطيع فيما بعد الثقة في نفسه وفيمن حوله.

ولأن الثقة هي التي تبدأ في بناء العلاقات أولاً ثم بعض العناصر الأخرى والإحترام المتبادل والتقدير وغيرها، فالثقة هي من تسمح للطفل بمشاركة أباءه تفاصيل حياته بدون خوف أو قلق، وإذا ما تأثرت هذه الثقة فإنه من الصعب استرجاعها، وتكون العلاقة غالبًا غير مترابطة.

ولكن كيف من  الممكن على الأباء أن يحظوا بثقة أبناءهم وألا يفقدوها؟ لأن الثقة تعتبر أمر حساس وخاصة على الأطفال فهناك بعض النصائح التي من المهم اتباعها لتعزيز هذه الصفة مثلا:

  • أولاً وقبل أي شئ، من المهم على الوالدين أن يتفهموا فكرة أن الأجيال تختلف في كثير من الأمور، وأن طرق التربية التي نشأوا عليها ليست بالضرورة أن تنفع مع أبناءهم.
  • بالتالي عدم فرض طريقة تربية معينة على الطفل إلا بعد تحليل ومعرفة شخصية الطفل بالكامل، ومعرفة إذا ما كانت هذه الطريقة ملائمة له.
  • الحرص وكل الحرص من أن يخفي الطفل تفاصيله، أو يتوقف عن المشاركة نتيجة لخوفه من رد فعل الأبوين أو العقاب بدون الإستماع له، لذلك من المهم ألا يخاف الطفل من المشاركة، أو تكون العلاقة مع والديه مبنية على أساس الخوف.
  • وهذا ينقلنا للنقطة التالية وهي عدم الإستماع للطفل، فحتى لو كان سن الطفل صغيرًا، أو أن خبرته في الحياة قليلة هذا لا يبرر عدم الإنصات له أو تجاهله، والذي فيما بعد يجعله إما غير قادر على التعبير عن رأيه بصراحة، أو يفتقر إلى أهمية نفسه، أو عدم الإستماع لآراء الأخرين أيضا.
  • من المهم أيضا أنه عند مشاركة الطفل لرأيه ألا يتم إنتقاده أو التنمر عليه حتى لو كانت على شكل مزحة، فهذه من أكثر العوارض التي تتسبب فيما بعد أن يتوقف الطفل عن مشاركة أهله أفكاره، نظرا للأذى النفسي الغير متعمد التي تنتج عنه.
  • الحكم على الطفل من الأفعال التي قام بها في الماضي والتي لم يكن لديه خبرة بها، فيتم إنتقاده عليها المرة تلو الأخرى، إلا أن يكون الطفل دفاعيا بشكل عدائي وتلقائي.
  • المحاولة قدر الإمكان مشاركة الأطفال في تفاصيل حياتهم بطريقة ودودة.
  • تعزيز العلاقة بين الأباء الأطفال بشكل يومي عن طريق القيام بشئ سويا حتى لو كان بسيطا كمحادثة ودية بطريقة لطيفة تجذب الطفل للحديث.
  • السعي قدر الإمكان ألا تخرج المشاكل عن إطار المتحدث والمخاطب، فيجب مراعاة خصوصية الطفل في كل ما يقوله، وعدم الإفصاح عن شئ لا يريد هو الإفصاح به، حتى لا يفقد الطفل ذلك الثقة بمن يتحدث معه.    
  • من المهم أن يشعر الطفل أيضا أنه متقبل بكل ما مميزاته وعيوبه وخاصة من قبل أهله، ولذلك دور مهم على رفع ثقته بنفسه، وعلى العكس إذا لم يشعر بذلك فإنه سيبدأ في الانعزال عن من حوله.

اقرأ المزيد عن:معايير يجب اتباعها لضمان صحة وسلامة الأطفال

الصعوبات التي تواجه الأباء خاصة في عصرنا الحالي

الأيام غير الأيام والأجيال تختلف، ومن المهم الوعي بذلك وتقبله، والعمل على أساسه، وهذه هي نقطة البداية لتدارك المرحلة الحياتية التي يمر بها أطفالنا كل يوم جراء التغييرات والتطورات السريعة التي نعيشها في عصرنا الحالي ولم نشدها من قبل.

ويعتبر دور الأباء حيوي وحساس جدا خاصة في البدايات، فأن تقوم برعاية طفل وأن تكون المسؤول عنه، إنه لمسؤولية صعبة وكبيرة منذ قديم الأزل، ولكن كيف أصبحت الأن أصعب على الرغم من العصر الذي تنتشر فيه كل وسائل المعرفة والراحة الذي نعيش فيه.

تختلف طرق تربية الأبناء من جيل لآخر ومن عصر لأخر، وحتى بالرغم من أن العصر الذي نعيش فيه يعتبر عصرا لم يشهد قبله التاريخ مثل هذا التطور إلا أن له الكثير من العيوب مقارنة بما كان قديما، ونسرد بعض تلك العيوب:

  • قديما كان الأباء والأبناء يشتركون في القيام بالأنشطة سويًا، سواء أكانت الألعاب والتسالي، فأما الأن فإن لكل جواله أو التلفاز الخاص به، والذي جعل من القيام بأمور مشتركة بين أفراد العائلة أمرا نادرا.
  • أصبح من الممكن التخلي عن العلاقات الإجتماعية الواقعية في المجمل والتعويض عنها بتلك الموجودة في الواقع الإفتراضي، ومشاركة كل تفاصيل حياتهم على صفحات التواصل الإجتماعي بدلا من مشاركتها مع من هم بالفعل أقرباء لهم.
  • وذلك دعم فكرة الانفصال عن الواقع أو المجتمع والإستعاضة عنه بأشكال وهمية من العلاقات.
  •   ونتج عنه ضعف في العلاقات الإجتماعية عامة والأسرية خاصة وأصبح من الصعب القيام بأي تواصل حقيقي لو حتى بسيط مع أفراد العائلة كتجاذب أطراف الحديث.
  • أصبحت مهارات التواصل الإجتماعي فقيرة في مجتمعنا الحالي، وبدأ الأطفال والأباء أيضا في كثير من الأحيان في الإنعزال عن من حولهم.
  • بالإضافة إلى أن هذا العالم الإفتراضي سمح بدخول كم هائل من الثقافات والعادات المغايرة لمجتمعاتنا العربية، والتي من الخطر جدا ترك الأطفال مع هواتفهم بدون رقابة وتوعية من الأهل لما يجب ولا يجب مشاهدته أو متابعته.
  • وعدم الإنجراف وراء التيار بدون دراية عن ماهيته.

يمر على الجميع فترات لا يشعرون فيها كأنهم بخير فنحن بشر كذلك الأباء، مع ذلك لا يجب على الأطفال أن يشتركوا في هذه المشاعر، او على الأقل في بداية حياتهم، لذلك الحرص كل الحرص على حالتهم النفسية أولا، وهم من سيكونون الدعم لنا عندما يكبرون ونصبح نحن عاجزين.  

وبعد أن فهمنا ما هي النصائح التي من المهم إتباعها والنقاط المهمة التي يجب أن نكون على دراية بها و القيام بالاحتياطات منها، فما هي النتائج التي من الممكن أن تحدث للأطفال إذا ما تم إهمالها؟ 

اقرأ المزيد عن:نصائح هامة لتعزيز علاقة الأباء بالأبناء مع المدرسة دوت كوم

كيف لعلاقتك بطفلك أن تؤثر عليه طوال حياته ؟

تعتبر الصحة النفسية للطفل هي أهم الموارد التي يجب بذل كل الجهد في الحفاظ عليها خاصة في المراحل الصغيرة من العمر، وكل ما ذكر سابقا يدعم هذه الفكرة، لكن كيف يمكن أن تؤثر غياب العلاقة السليمة بين الأباء والأطفال على الأطفال على المدى البعيد؟ لنلقي نظرة أقرب.

يعتبر غياب علاقة صحية بين الأباء والأبناء إلى فقدان الدعم الأساسي والمركز الذي تبني على أساسه أساسات الإتزان النفسي والعقلي، وبالتالي ينتج عنها عدد من العوامل:

  • عدم قدرة الطفل على الثقة بنفسه ومن حوله، مما ينشأ عنده شعور بالخوف الدائم والقلق المستمر.
  • عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية سليمة عامة وأسرية خاصة، وخصوصا مع أطفاله، نظرا لعدم وجود خلفية له عما يجب فعله.
  • الميل إلى الإنعزال عن المجتمع من حوله، فيكون من الصعب عليه القيام بأبسط الأنشطة، كالتواصل مع زملاء دراسته أو الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
  • إنفصاله عن أسرته بشكل نفسي أولا ثم جسدي، وفقدان الشعور بالإنتماء.
  • الانجراف وراء التيارات التي قد لا تتلائم معه.
  • لن يستمع فيما بعد إلى والديه وسيكون من الصعب عليهم السيطرة عليه فيما بعد.

وكل ما ينتج عن ذلك من تمرد وعصيان وضياع لنفسية الطفل، وعدم القدرة على الإتزان النفسي والعقلي والتي سيكون من الصعب علاجها كل ما تقدم به العمر مع هذه الإضطرابات بدون الحاجة إلى مختص.

ولهذا نحن نحثك على البدء بالبحث والتعلم عن كيفية توجيه أطفالك والتعامل معهم بالطريقة المناسبة، وننصحك أيضا بالاستشارات التربوية للمدرسة دوت كوم والتي فيها:

  • تقدم التوجيه المناسب للأباء عن كيفية التعامل السليم مع أبناءهم على مختلف مراحل حياتهم، وذلك ليس فقط على الصعيد التربوي وإنما الأكاديمي أيضا.
  • وذلك نظرا للاستشاريين المختصين في التعديل السلوكي والتربوي للأطفال.
  • وايضا باقة من المعلمين ذوي الخبرة والكفاءة لتوجيه الطفل أكاديميا أيضا.
  • بناء خطة فردية لدعم الطفل سواء وبناء منهج تعديل وتوجيه شامل ملائم للطفل، بعد تحليل شخصيته ومعرفة أفضل الطرق التي بوسعها تقديم أفضل استفادة له.
  • المزج بين التعليم والتسلية، حيث يتم إستخدام الوسائل التعليمية والتربوية المتطورة التي تساعد الطفل وتسلية في نفس الوقت بعيدا عن الوسائل التقليدية المملة.
  • لن تحتاج أن تخرج أنت وطفلك من المنزل لأنها بالكامل عبر الأنترنت.
  • توفير بيئة صحية للطفل يستطيع فيها التعبير عنه نفسه بطريقة تلقائية.
  • التواصل بشكل مباشر ودائم مع الوالدين في أي وقت.
  • وكل ذلك يتوفر بسعر رمزي.
المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها