يلاحظ أن العديد من الطلاب يتعرضون لنوبات من الخوف من الامتحانات في كل مرة. وهذا الشعور بالخوف لا يقتصر على الطلاب الغير مجتهدين درسياً بل ينتشر أيضاً بين الأشخاص المجتهدين. ربما يكون الطالب قد درس بجد مجهزاً نفسه للاختبارات، حتى أنه قام بمراجعة المنهج كله عدة مرات، وفي لجنة الامتحان عندما يبدأ توزيع الورق يصبح الطلاب قلقين وفي مزاج عصبي. هنا تحديداً يتوقف العقل عن التفكير تماماً وكأنه حدث له حالة من شلل التفكير المؤقت، ويصبح من الصعب عليه تذكر الإجابات.
ويضاف إلى ذلك، أنه يوجد أعراض أخرى فسيولوجية تبدأ في الظهور مثل تعرق اليدين والقدمين والشعور بالبرودة، خفقان القلب بشكل زائد عن الطبيعي. الجميع قد راودتهم هذه الأحاسيس في مرحلة ما في حياتهم. ولكن ما هو الخوف من الامتحانات وما السبب وراءه؟
ما هو الخوف من الامتحانات؟
الخوف من الامتحانات أو بما يسمى رهاب الامتحانات هو شعور حقيقي وليس من نسج الخيال. علمياً، يطلق على شعور الخوف من الامتحانات اسم (Examinophobia). وهو يعد اضطراب عقلي يواجهه معظم الطلاب ولكن يتم تجاهله في كثير من الأحيان من قبل الآباء والمعلمين.
لماذا تجاهل شعور الخوف يؤدي بالطالب إلى الفشل الحتمي
يرجع ذلك لاعتقاد الكثير الأباء والأمهات وحتى المعلمين أن الخوف من الامتحانات هو ضعف وتقصير من الطالب ويتغاضون عن فكرة أن الطالب اجتهد بالفعل في المذاكرة وأن خوفه ها نابع عن عدم الدراسة الجيدة للمادة، كما يزعمون أن الطالب يرفض مواجه الواقع الناتج عن ضعف قدراته.
على الرغم من أن الخوف من الامتحانات يمكن أن يحدث في أي عمر ولا يشترط أن يكون في سن معين عن غيره، إلا أنه في الغالب يبدأ هذا الشعور خلال مرحلة الطفولة المبكرة ومرحلة المراهقة - وهي المراحل التي يتشكل فيها العقل والعاطفة، كما يتم فيها اختبار امكانيات الطالب الفعلية من خلال الاختبارات والتحديات.
وعلى الرغم من وجود عدة أسباب للخوف من الامتحانات، إلا أن السبب الرئيسي الذي يتربع عرش جميع الأسباب الأخرى وهو الخوف من الفشل في حد ذاته من الامتحان.
أهم أسباب الخوف من الإمتحانات
هناك العديد من الناس ما يختلط عليهم أسباب الخوف من الدراسة من ناحية وأسباب الخوف من الإمتحانات من ناحية أخرى. هنا سيتم عرض الأسباب الخاصة للخوف من الإمتحانات بشكل وافي، بينما يمكنك مراجعة مقال أسباب الخوف من الدراسة لمعرفة الفرق.
يمثل الخوف من الامتحانات في اعتقاد الكثيرين عدم الاستعداد الجيد للامتحان، هذا الخوف هو ما يؤدي إلى الشعور بالتوتر الذي يواجهه أغلب الطلاب. ومع ذلك، هذه النظرية قد تم تجاهلها من قبل الأخصائيين و أوضحوا أنه ليس من الضروري أن الذي يصاب بالتوتر والخوف هم الطلاب الأقل استعداداً بل على العكس فالأشخاص المستعدين للاختبار بشكل كلي يشعرون أيضاً بالتوتر والخوف من الامتحانات بصورة أكبر من غيرهم.
إذا كنت عزيزي القارئ من اللذين يواجهون مشاعر الخوف تلك، فأنت على علم أن هذا ليس بالشئ الهين. قد تشعر أنك الشخص الوحيد الذي يجابه هذه المشكلة، ولكن رهاب الامتحانات هو أمر شائع للغاية. كما تعد العصبية والقلق ردود فعل طبيعية جداً للتوتر حتى أنه يصل لدرجة التأثير على قدرات الطلاب وأدائهم في الامتحانات.
- أسباب بيولوجية
في المواقف العصيبة مثل قبل وأثناء الامتحان، يقوم الجسم بإفراز هرمون يسمى الأدرينالين. يساعد هذا الهرمون في إعداد الجسم للتعامل مع ما هو على وشك الحدوث ويشار إليه عادة باسم (المواجهة أو الهروب). هذه الاستجابة بشكل أساسي تعدك إما أن تواجه وتتعامل مع التوتر أو الهروب من الموقف بالكامل. في كثير من الحالات، يعد هذا الاندفاع للأدرينالين شئ جيد في الواقع، وذلك لأنه يساعدك في إعدادك للتعامل بفعالية مع مثل هذه التحديات.
بالنسبة للبعض الآخر من الناس، يمكن أن تصبح أعراض القلق التي يشعرون بها مفرطة لدرجة تجعلهم من الصعب أو حتى من المستحيل التركيز على الاختبار. يمكن لأعراض مثل الغثيان والتعرق ورعشة اليد أن تجعل الأشخاص يشعرون بالتوتر أكثر، خاصة إذا كان تركيزهم ينصب على أعراض قلق الإمتحان.
- أسباب عقلية
بالإضافة إلى الأسباب البيولوجية الكامنة وراء القلق، هناك العديد من العوامل العقلية التي يمكن أن تلعب دوراً في الخوف من الإمتحانات. توقعات الطلاب هي أحد الأسباب العقلية الرئيسية. على سبيل المثال، إذا اعتقدت الطالبة أنها ستؤدي أداءً سيئاً في الامتحان، فمن الأرجح أن تشعر بالقلق قبل الاختبار وأثناءه. بعد التعرض المتكرر لقلق الامتحان، يبدأ الطالب في الشعور بأنه في حلقة مفرغة، قد يبدأ الطلاب في الشعور بالعجز أمام ذلك الشعور وتغيير إحساسهم بشكل إيجابي. بعد الشعور بالقلق خلال أحد الاختبارات، قد يصبح الطلاب خائفين للغاية من حدوثه مرة أخرى بحيث يصبحون في الواقع أكثر قلقًا خلال الامتحان التالي.
كيفية تقليل الخوف من الامتحانات؟
- تأكد من استعدادك
وهذا يعني الدراسة الجيدة للامتحان حتى تشعر بالراحة و الإنجاز في إنهاء مذاكرة المادة بفهم كامل. لا تنتظر حتى الليلة السابقة للامتحان حتى تبدأ مذاكرة. إذا لم تكن متأكدًا من كيفية الدراسة، فاطلب المساعدة من معلمك أو والدك أو حتى زميلك. التأهب سيعزز ثقتك بنفسك، مما يقلل من قلقك أثناء الاختبار.
- إبعاد الأفكار السلبية
إذا بدأت تفكر في أفكار قلقة أو مهزومة، مثل (أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية) أو (أنا لم أدرس بجد بما فيه الكفاية) أو (لا أستطيع القيام بذلك)، ادفع تلك الأفكار بعيدًا واستبدلها بأفكار إيجابية مثل (يمكنني أن أفعل هذا)، (اعرف كل شئ عن المادة)، و (لقد درست بجد)، هذه الأفكار الإيجابية يمكن أن تساعد في تقليل معدل التوتر والخوف أثناء وقبل الامتحان.
- الحصول على قسط كاف من النوم
إن النوم الجيد ليلاً سوف يساعدك على التركيز والتذكر. تعرف على فوائد النوم للجسم والصحة
- خذ نفسا عميقاً
إذا بدأت تشعر بالقلق أثناء إجراء الاختبار، فتنفس بعمق بحيث يكون الشهيق من الأنف والزفير من الفم. تعامل مع كل سؤال بشكل منفصل وقم بإعطائه وقت تقديري حسب حاجته. قم بذلك مع أخذ نفس عميق بين كل سؤال حسب الحاجة. التأكد من أنك تعطي رئتيك الكثير من الأكسجين، حيث يساعد في التركيز والشعور بالهدوء.
- تجنب فخ الكمال
لا تتوقع أن تكون مثاليًا. نحن جميعنا نرتكب أخطاء وهذا شئ طبيعي. إن معرفة أنك قد بذلت قصارى جهدك وعملت بجد هو في الحقيقة كل ما يهم، وليس أن تكون مثالي.
وعلى نحو آخر يتعرض الطلاب لنوع لآخر من القلق وهو الخوف من الدراسة نفسه ويتحتار الكثيرين في كيفية التخلص من هذا الشعور. يمكنك من خلال مقالة (8 طرق فعالة للتخلص من الخوف الدراسي) التوصل لحل نهائي لهذه المشكلة
اترك تعليقًا الآن
تعليقات