تعتبر مادة الحساب من المواد التراكمية التي تعتمد على التأسيس منذ مراحل صغيرة، أي أن كل مرحلة تعتمد على سابقتها وتبني تاليتها.
لذلك يحاول الأباء تأسيس أطفالهم من سن صغيرة ليستطيعوا مجاراة التقدم في المادة، ولأن صعوبات الحساب تعتبر شيئا شائعا خاصة عند الأطفال الذين لا يتعلمونها من سن صغيرة، سنحاول التحدث عن هذه المعضلة وكيفية التعامل معها.
ما هي صعوبات الحساب؟
أصبح من الشائع مؤخرا ظهور مصطلح صعوبات الحساب، والتي يعاني منها من 3 إلى 7 بالمائة من الأطفال، ويصبح من الصعب تعلم مادة الحساب للأطفال خاصة الذين لم يتأسسوا جيدا في سن صغيرة.
إن مادة الحساب مادة منطقية وتبنى على أسس وقواعد محددة، وليس من السهل تعلمها خاصة عند الأطفال والكبار الذين لم يتأسسوا جيدا في هذه المادة.
ويطلق العديد على صعوبة الحساب مصطلح ديسكالكوليا؛ أو عسر الحساب، وفيه يعاني الأطفال من مشاكل في العد أو جعل الحساب مادة أكثر منطقية في دماغهم.
وبعض المشاكل التي يعاني منها الأطفال هي:
صعوبة العد المنطقيوفيها يكون الطفل غير قادر أو يواجه صعوبة في العد، سواء أكان شفهيا أو رمزيا؛ أي غير قادر على التعرف على الرموز أو قراءتها.
مشاكل كتابيةإذا كان الطالب غير قادر على التعرف على الرموز الشفهية وقراءتها، فهذا يعني أنه لن يكون قادر على كتابتها.
صعوبة التعامل مع المعادلات الحسابية الأساسية
إذا كان الطالب غير قادر على التعامل مع الرموز الرياضية شفهيا وكتابيا، فلن يستطيع التعامل مع المعادلات الحسابية بداية من الأساسية التي هي الجمع والطرح.
وبناء على ذلك فإنه لن يستطيع فهم الضرب والقسمة، وسيترتب على ذلك عدم فهم للمادة ككل، مما يجعل الطالب يستغرق وقتا أطول ومجهودا أكبر في حل أبسط المسائل.
صعوبات التعلم الرياضية
يعتقد أغلب الأباء أنه لا يمكن تعلم مادة الحساب إلا عن طريق المذاكرة واستخدام قلم وورقة، وهذا ما يجعلها غير متناولة، حيث أنه من أهم أسباب صعوبات الحساب، هو عدم ممارستها بالشكل الصحيح.
تعتبر المادة عملية بحتة لذلك الجلوس واستخدام ورقة وقلم، حفظ القواعد، والتدرب على حل المسائل بالطريقة التقليدية في الحفظ والحل التي قد لا تناسب بعض الأطفال.
مادة الحساب مادة رياضية منطقية وهي مرنة لذلك ليس من الطبيعي أن يتعلم الأطفال كلهم بنفس الطريقة، وفكرة تعميم طريقة الشرح على كل الأطفال بمختلف نسب الذكاء والميول، قد يسبب للأطفال عقدة نفسية.
حيث يبدأ الأطفال بظن أنهم مختلفون عن غيرهم أو أن قدراتهم العقلية أقل من غيرهم، نظرا لعدم قدرتهم لفهم المادة بالطريقة التي يتم استخدامها عادة، لذلك ننصح بعدم تعميم طرق الشرح والحي، لأن لكل طفل طريقة تفكير ونسبة ذكاء معينة، وليس من العدل وصف الطفل بأن قدراته ضعيفة فقط لأنه غير قادر على استيعاب العمليات بالطريقة المتبعة.
أقرأ المزيد :
- هل طفلي شخصية قوية ام شخصية انهزامية؟ أنماط شخصية الأطفال وكيفية التعامل معها
- كل مايهم عن التعلم النشط.. استراتجياته.. أهدافه ..طرق تدريسه
كيفية التعامل مع صعوبات الحساب
تحدثنا سابقا عن صعوبات الحساب، وأهم الأسباب التي تؤدي إلى حصول صعوبات الحساب، والآن وبعد أن فهمنا الأساسيات كيف يمكننا التعامل مع صعوبات الحساب.
إن الحساب مادة عملية منطقية، يتم استخدامها حولنا تقريبا في كل شئ، لذلك من المهم تعلمها، ولكن من صعوبات الحساب، كونها مادة تكثر فيها القوانين والقواعد.
وبما أن هذه المادة تحتوي على عدد لا بأس به من القواعد وتوجد بصورة يومية في حياتنا لذلك من المهم إتقانها، فالممارسة هي خير حل لهذه المعادلة.
فالممارسة تقوي قدرة الذهن على إستيعاب الأنماط المختلفة، وإسترجاع القوانين بطريقة أكثر سهولة وتلقائية، مما يرسخ هذه القوانين أكثر في رأسنا.
ذكرنا أيضا أن مادة الحساب مادة تراكمية، أي أنها تعتمد بدرجة كبيرة على بنية المعلومات والقوانين الأساسية، والتي بدورها تسهل عملية فهم ما تليها من معادلات وتفسير سابقتها، وجعل المادة أكثر منطقية.
وهنا سنتحدث عن دور المدرسة دوت كوم لمساعدتك على اجتياز صعوبات الحساب، وتعليم اطفالك:
- يتم تعليم الأطفال بطرق مبتكرة وحديثة تناسب كل طفل على اختلاف مراحلهم العمرية وميولهم وقدراتهم الفكرية.
- باقة من المدربين المؤهلين والخبراء في أسس ومبادئ التعليم الحديثة التي تواكب العصر.
- استخدام وسائل تعليمية مسلية وفي نفس الوقت موجهة لمساعدة الأطفال على حدى.
- المادة الدراسية مرنة، لتستوعب كافة الأطفال ذوي الميول الفكرية المختلفة.
- الدورة أونلاين 100% ويمكن اختيار مواعيد الدورة المناسبة، وبذلك تكون مرنة وسلسة على الطفل.
العوامل التي تسبب صعوبات الحساب
- من أهم صعوبات الحساب التي يواجهها الأطفال منذ المراحل الأولى، هي صعوبة تطبيق المعادلات والمهارات التي تعلموها على أرض الواقع.
- نحن نعيش الآن في عصر تكنولوجي سريع، تكثر فيه وسائل التعليم والترفيه، مما جعل الأطفال أكثر تشتيتا، وأصبح التركيز في شيء واحد لفترة زمنية محددة أمر صعب.
- الإعتماد على طريقة شرح ثابتة لكل الأطفال لشرح الدروس، بدون تقييم مستوى وقدرات وميول كل طفل التي تتطلب تنوع في أساليب الشرح حتى يتقن يستطيع الأطفال إدراك المعلومة من أكثر من جهة.
- الاعتماد على الطرق التقليدية في الشرح، نحن الآن في عالم مختلف وله متطلباته، ومن المهم للمعلمين محاولة تطوير أنفسهم والطرق التعليمية التي يستخدمونها لتسهيل المعلومة لأطفال هذا العصر.
- من أهم صعوبات الحساب التعامل مع المادة ورقيا فحسب، فهذه المادة عملية أكثر من كونها نظرية، ولا ينتهي الأمر بمجرد حفظ القوانين والقواعد الأساسية لها، فلابد من تطبيقها واستخدامها في حياتنا الواقعية.
- مادة الحساب صعبة نسبيا وخاصة على الكبار الذين لم يحصلوا على التأسيس المناسب.
- من الممكن أن تسبب ردود فعل الأباء والمعلمين للأطفال الذين لم يتقنوا هذه المادة شديدة، كتشككيهم في قدراتهم العقلية، ودمج مشاعر العجز من الإحباط مما قد يؤدي بالطفل إلى أن يصاب بعقدة من المادة ومقتها بشكل غير واعي.
أسباب صعوبات الحساب لدى الأطفال
- الإلتزام بقوالب ثابتة في الشرح لكل الأطفال.
- التمسك بالطرق التقليدية القديمة في الشرح والتي لا تتناسب مع العصر.
- عدم الاهتمام بتثقيف المعلمين لمواكبة الوسائل التعليمية الحديثة.
- وبسبب التغير الحالي في العالم الذي نعيش فيه عن قبلنا من العصور، تسببت هذه التغييرات في عدد من الإختلافات ونتجت عنها ، أهمها التكنولوجيا، فبسبب انتشارها الهائل أصبح الأطفال أكثر تشتيتا.
- وبالتالي صعوبة القدرة على التركيز لفترات زمنية طويلة، أو قصيرة.
- عدم ممارسة قوانين الحساب بشكل مستمر في حياتنا اليومية لتطبيقها وجعلها أكثر منطقية.
الطرق الفعالة للتغلب على صعوبات الحساب
كما ذكرنا سابقا، إن مادة الحساب تعتبر مادة عملية بحتة وحتى لو كان الطالب ماهرا في التعامل مع المعاملات الحسابية كتابيا، فالأمر مختلف قليلا على أرض الواقع.
لذلك من المهم جدا إدخال بعض الأنشطة العملية؛ التي تتناسب مع عمر الطفل، ولنذكر بعض هذه الأنشطة التي قد تساعد الأطفال في تخفيف أو حتى التخلص من صعوبات الحساب.
من المهم توعية الأطفال أن الحساب موجود في كل شئ حولنا، ويمكن استخدامه في كل شئ في حياتنا، لذلك من المهم جعل الأطفال يشاركون في أنشطة رياضية يومية لتدعم النظريات في رؤسهم وفهمها بطريقة أعمق وأكثر إتقانا.
والآن لنتحدث عن بعض هذه الأنشطة اليومية التي من الممكن إدخالها في يومنا، لتكون مسلية وفي نفس الوقت مفيدة؛ مع العلم أنه لابد لتلك الألعاب أن تتناسب مع المرحلة العمرية الحالية:
- الألعاب التي تحتوى على الأرقام أو الرموز
كألعاب الدومينو والنرد، والتي بدورها يمكن أن تعلم الأطفال العد عن طريقها.
- استخدام العد في ممارسة الألعاب
فمثلا عند القيام ببعض التمارين الرياضية أو الألعاب الحركية، يمكن عد الخطوات، عد عدد القفزات، إلخ.
- التدرب على عد النقود
من الممكن تعليم الأطفال العد عن طريق إشراكهم في المعاملات المالية، مثل عد النقود قبل الذهاب إلى المتجر، وعدها مجددا بعد العودة، ليتعرف على المعادلات الحسابية الأساسية كالجمع ،الطرح، الضرب، والقسمة بطريقة عملية أكثر.
- عد الأشياء من حولنا
محاولة جعل الأطفال يطبقون ما تعلموه في كل شئ حولهم، مثل عد الأشياء حولهم، واستخدام الألعاب والأشكال.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات