التاريخ Wed, Apr 05, 2023

كيف يتعامل المجتمع مع الأطفال المختلفين وكيف يستطيع الطفل التعامل معهم

يعتبر المجتمع الذي نعيش فيه هو مرآة لثقافتنا الخاصة، التي تتميز بسمات وخصائص معينة، وهذه الخصائص هي التي تميز مجتمعنا عن غيره، فتجد أن هناك بعض الصفات الشائعة المقبولة وأخري غير مقبولة. والمجتمعات هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص يعيشون في منطقة واحدة يشتركون في الثقافة الفكرية والمعتقدات التي يؤمنون بها ونادرا ما تطرأ أي تغييرات عليها. ويتم تعليم وتربية الأبناء والأجيال التالية على هذه الأساسات، وبالطبع بالتوجيه من الأباء يبدأ الأطفال في إكتشاف ما حولهم مع الوعي بالمعتقدات المجتمعية. ولكن ما هي أشكال هذه المعتقدات المجتمعية؟ هل هي مفيدة أم لا؟ وكيف من الممكن أن تؤثر هذه المعتقدات المجتمعية على الأطفال؟ سنتعرف على كل هذا في مقالنا الحالي.   

ما هي المعايير المجتمعية؟(أسبابها وأشكالها)

تعتبر المعايير أو المعتقدات المجتمعية مجموعة من الخصائص التي يشترك فيها عدد غير قليل من الناس، الذين بدورهم يطبقون هذه المعتقدات سواء أكانت تحمل هدف منطقيا أم لا، ويتم تنشئة الأجيال التالية على أساسها. وغالبا ما تنشأ هذه المعايير عن طريق التربية، أو تكون مرتبطة بالعادات والتقاليد للمجتمع والثقافة، سواء أكانت مرتبطة بمكان النشأة، الدين، الأعراف، اللغة في بعض الأحيان، أوحتى الشكل ومن أشكال هذه المعايير:

المعايير المجتمعية الأخلاقية:

والتي فيها يجب الإلتزام بمجموعة معينة من الأخلاقيات التي من غير المسموح تخطيها أو تجاوزها، وعادة ما تكون هناك بعض الأخلاقيات الثابتة في كل المجتمعات إلا أنها تتفاوت في النسب وفي طريقة تطبيقها وتعليمها.

معايير مجتمعية الشكلية:

والتي فيها يكون من المتعارف في المجتمع تواجد سمات شخصية معينة في الشكل والملامح، والتي تكون ملحوظة من المجتمع عند خروجها عن الطور المألوف.

 أو حتى في بعض الأحيان، الزي الذي يتم ارتدائه غالبا في مجتمع معين أو طبقا لثقافة معينة، هو ليس بالضرورة فرضا إلا أنه المتعارف عليه في هذه الثقافة، ومن الممكن معرفة إذا ما كان الشخص أجنبيا من ملابسه. 

المعايير المجتمعية اللغوية:

والتي فيها يتم إستخدام اللغة بشكل معين مثل إدراج مصطلحات معينة لهذا المجتمع أو حتى النطق أو اللهجة التي تختلف من منطقة لأخرى او من مجتمع لأخر، وأي تغير في اللهجة أيضا يتم ملاحظته أو إدراك أنه أجنبي.

المعايير المجتمعية الفكرية:

والتي غالبا ما تكون فيها الرواسخ أو الأساسات، حيث أن لكل مجتمع معتقداته الفكرية التي ليست من الضرورة أن تصنف منطقية، كتثبيت فكرة أهمية ارتياد كليات معينة بغض النظر عن الميول الأخرى للطفل، وأنه ربما لا يريد أيا منهما.

ومع ذلك فإن تطبيق هذه المعايير المجتمعية ليس نفسه في كل الحالات، وتتفاوت درجات المعاملة مع هذه المغايرات علي حسب نوعها وعلى حسب الجيل.

فمثلا في الأجيال الحالية أصبح الأمر أكثر مرونة وأصبح هناك تقبل أكثر للثقافات المختلفة، وذلك نظرا للانفتاح الذي نعيش فيه في عصرنا الحالي.

 وتتفاوت درجات تقبل بعض المعايير عن غيرها مثل:

  • فالمعايير الشكلية واللغوية، قد يسمح بها بشكل طبيعي ولا بأس بها، حيث أنه لا يمكن التحكم بها في كثير من الأحيان، وحتى الملبس فليس من الضروري أنه الإلتزام بملابس أو طريقة كلام معينة طالما أنها لا تتخطى إطار الثقافة والأدب أو لا تتسبب في أي ضرر.
  • المعايير الفكرية، والتي أصبح من الممكن أن يتم السماح بها جزئيا طالما أنها تعتمد بشكل أساسي على رأي الطفل الشخصي، سواء أكانت حياته الشخصية أو الأكاديمية، ففي النهاية هي قراره، وقد أصبحنا في عصر يعطي حرية التعبير بشكل أفضل.
  • المعايير الأخلاقية، والتي تعتبر من المحرمات المساس بها خاصة تلك المرتبطة بالأعراف والدين، وغالبا ما لا يتم التساهل فيها ومن المهم توعية الأطفال وتوجيهم في هذه النقطة بالذات من سن صغيرة، وعدم الإستهانة بها.  

اقرأ المزيد عن: معايير يجب اتباعها لضمان صحة وسلامة الأطفال

تعامل المجتمع مع الطفل المختلف وكيف يتعامل الطفل معه 

ذكرنا سابقا أن هناك بعض التغييرات التي قد تدخل على المجتمع، ومنها المسموح به والمسموح به جزئيا وغير مسموح بتاتا، وقد تكونت هذه المرونة نتيجة عصر التطور الذي نعيش فيه حاليا. ولكن كيف يكون تعامل المجتمع مع المختلفين وخاصة الأطفال؟ 

قديمًا كان من الصعب التأقلم مع المختلف، ومن الصعب تقبله أو التعامل معه بطبيعية خاصة إذا كانت حالته غير مسبوقة، وحتى لو كانت وعكة صحية لا ذنب له فيها وهي سبب اختلافه.

فمثلاً الأمراض النمائية دالمرتبطة بالصحة العقلية أو كيفية تعامل الأطفال مع غيرهم في المجتمع، ونظرا لقلة الخبرة والعلم سابقا، فمن النادر أن يتم إعتبار مثل هذا المشاكل أو الاضطرابات المصاحبة لخلل في بعض الوظائف العقلية وأنها بحاجة إلى علاج خاص. ومع الأسف أنه حتى في وقتنا الحالي كثير من الموجودين في عصرنا الحالي يفتقرون أيضا إلى معرفة هذه النقاط بالرغم من الإنفتاح الذي نعيش فيه وإمكانية الحصول على المعلومات من أي مكان وفي اي وقت.

 التعامل مع الأطفال خاصة في مراحلهم الأولى حساس جدا، فأى تجربة قاسية أو مؤلمة تحدث لدى الطفل من الممكن أن تسبب له جراح تستمر معه طول حياته والأفعال التي يتلقاها من سن صغير إذا ما كانت سلبية؛ كالتنمر، الانتقاد، الإهمال الدائم، سيؤثر عليه سلبا، وتلقائيا سيتعامل بنفس الطريقة وقد يكون أسوأ.

أما إذا ما تعامل الطفل بإيجابية وتعلم المهارات الأساسية للصحة النفسية؛ كالتقبل، الإحترام، إيجاد حلول للمشاكل، فإنه سينشأ على هذا الأساس أيضا وسيطبقه مع مجتمعه في حين أن الأطفال في سن صغيرة يفتقرون إلى القابلية لتحليل المواقف بالطريقة التي من المفتروض أن تتبع عادة من قبل المجتمع، والتي لا يملك أي خبرة فيها، وفي هذه الحالة يكون من المهم أن يتم متابعته من قبل الوالدين.

 مدى تأثيرها على الأطفال 

تتفاوت تأثيرات المجتمع على الأطفال بإختلاف المؤثرات نفسها أو التغييرات التي طرأت، مع العلم أننا نعيش في عصر متغير بإستمرار والأشياء التي كانت تعتبر غير مقبولة أو غير معتادة سابقا، أصبحت من الأمور التي من الممكن التعامل معها بعد دراستها بحرص.

والفضل يرجع للتطور الحالي في المجالات التعليمية والتربوية لإعطاء إمكانية الوصول إلى كافة المعلومات والبيانات عن هذه المجالات، والتعامل معها بالطريقة السليمة بدون التسبب في أذي نفسي أو جسدي للطفل فيما بعد ولذلك نرشح المدرسة دوت كوم، منصة التعليم عن بعد الأولى في الإمارات للمساعدة على تقليل هذه الفجوة بين الطفل والمجتمع عن طريق:

  • إتاحة الوصول إلى مستشارين في المجال التربوي والتعليمي، لدعم الأطفال نفسيا في مراحلهم الأولى وتوجيهم بالطريقة المناسبة.
  • الأخصائيين أيضا يقومون بتقديم التوجيه للأباء عن كيفية التعامل مع الأطفال من مختلف المراحل ومختلف الشخصيات.
  • تحليل الطفل بشكل شامل لمعرفة البرنامج الذي يناسبه.
  • معرفة ما إذا كان يعاني من أي من الإضطرابات المتعلقة بالنمو العقلي من سن مبكر، وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها.
  • مساعدة الأطفال في معرفة ميولهم والمجالات التي قد يرغبون في الإلتحاق بها مستقبلا.
  • تقديم محتوى الدورة بشكل شيق وممتع، يعمل على إستفادة الطفل في نفس الوقت تسليته بطريقة مفيدة، مما يسمح للطفل بأن يكون أكثر تفاعلا وقادرا على التعبير عن نفسه بطريقة أكثر تلقائية.
  •    تعتبر الدورات عبر الإنترنت بالكامل مما يجعل حضورها سهل على الأباء والأطفال.
  • تعزيز مهاراتهم عن طريق إستخدام الطرق والوسائل الحديثة التي بوسعها إستهداف نقاط القوة عند الطفل وتنميتها.
المقال السابق المقال التالي

اترك تعليقًا الآن

تعليقات

يتم مراجعة التعليقات قبل نشرها