جلس الفتى ذو الست سنوات أمام أمه وخالته يدنن في مرح أغنيته الإنجليزية المفضلة وهو يلعب بألعابه، وبعدما ملّ من الغناء، ردد الأبجدية الفرنسية وكأنه درس اللغة الفرنسية وتلقاها كلغته الأم، لم تتعجب الأم، فقد أعتادت على طريقته في اللعب والغناء، بينما تسائلت الخالة في عجب، متى تعلم الطفل تلك اللغات؟ وماذا فعلت أختها لكي يتلفى الأبن هذا التعليم المميز؟ وما هي المدرسة التي استطاعت أن تجعل الطفل قادر على استيعات تلك اللغات ودندنتها ونطقها بكل سهولة؟
أستمعت الأم إلى تلك الأسئلة التي ألقتها عليها الخالة وهي مبتسمة وكأنها تغني كما يغني أبنها، وردت عليها في هدوء أنها لم تفعل أي شئ سوا إرشاد الطفل وتوجيه نحو القنوات والسًبل التعليمية الصحيحة، وأنها لم تكتفي بالتعليم المدرسي التقليدي ليتعلم الطفل اللغات، فهي لم تقتنع قط بالتعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين والحفظ، وكانت ترى أن التعليم أساسه المتعة، فبحثت مطولًا عن أماكن تتدعم التعليم البديل وغير المؤسسي، والذي يبني مهارات الطفل لا يقتلها.
استمعت إلبها الخالة في ولع واهتمام، فكثيرًا ما عانت مع أطفالها الصغار وهي تلقنهم وتحفظهم أبجديات اللغة الإنجلزية، أو أثناء شرحها للقواعد النحوية للغة الفرنسية أو حتى اللغة العربية، وأدركت أنها كانت تتعامل مع أطفالها بشكل مناقض لطبيعتهم المرحة والمفعهمة بالطاقة والشغف لاكتشاف العالم من حوله، وإن هناك طرق مختلف لـ تعليم اللغات للطفل تحفز وتعزز من طاقتهم وشغفهم وتعلمهم اللغة بشكل سهل وممتع. وها هي الطريقة والكيفية التي سردتها الأم للخالة.
كيف تعلم طفلك اللغات؟
جاوبت الأم هذا السؤال العام والهام من بمجموعة من النقاط رسمتها للخالة في خطوط عريضة، فقالت لها:
عليك أن تجاوبي على بعض من الأسئلة المبدأية التي تخطط لمسيرة الطفل في تعلم اللغات قبل التفكير في التنفيذ وتلك الخطوات هي:
- تحديد لما إنتِ مهتمة بتعليم الطفل للغات؟
- إلى أي شئ ينجذب طفلك أكثر.. هل هو ينجذب للصوت أكثر؟ للصور؟ للرسومات المتحركة؟ للكلمات المكتوبة؟
- ما هو أنسب وقت ليتعلم فيه الطفل شئ جديد؟ في الصباح أم الظهر أم الليل؟
- كيف تهيئ الطفل لتعلم لغة جديدة؟
- كيف تحفزي الطفل على تعلم لغات أجنبية جديدة؟
- ما هي تجارب الأمهات السابقة في رحلتهم لتعليم أطفالهم اللغات الأجنبية من إنجليزية أو فرنسية أو أي لغة أخرى؟
- ما هي مميزات أطفالك وهوايتهم؟
بعد الإجابة على تلك الاسئلة سوف يرسم لك بالتباعية خارطة الطريق التي سوف تساعدك على أخذ الخطوات الأولى لتدريس اللغات لطفلك.
متى تبدأ في تعليم طفلك اللغات؟
وفقًا للعديد من الدراسات البحثية في مجال التربية والتعليم للأطفال، فأن الوقت الأنسب لتعليم الطفل لغة جديدة هو من أول شهور في حياته، لا بعد سنة أو 5 أو 7 سنوات، ولكن لو لم تأخذي الخطوة من البداية فأبدأي في تعليم طفلك اللغة من الآن، وأبدأي في تنمية مهارات اللغة الأم والثانية لدى طفلك.
ماذا نعني بمهارات اللغة؟
نعني بمهارات اللغة هو مهارات الاستماع والتحدث والكتابة والقراءة، أي كيف يتناول ويتفاعل مع اللغة، وتلك المهارات تحتاج إلى متابعة وتطوير، والتفكير في كيفية تعزيزها، ويحدث ذلك بالكثير من الطرق التي ذكرتها الأم في تقسيميات شيقة وممتعة.
خطوات تعليم المهارات اللغوية:
ذكرت الأم كيفية تطوير مهارات الطفل اللغوية من خلال خطوات محددة أهمها:
- الغناء باللغة الأجنبية مع طفلك، ودندنت الاغنيات البسيطة التي تشجع على حفظ الكلمات والنطق.
- أحكي قصص باللغة الاجنبية
- تحدثي باللغة الإنجليزية أو الفرنسية او أي لغة مهتمة أن يتعلمها الطفل
- شجعيهم على التدوين باللغة الأجنبية
- شاهدي معهم أفلام الرسومات المتحركة باللغة الإنجليزية والمسحوبة بالترجمة الإنجليزية
- خذي أطفالك في رحلات تعليمية وجولات استكشافية مع مرشد يتحدث باللغة الاجنبية
- اشتري لهم دمى وألعاب تعليمية
- حملي لهم تطبيقات تعليم اللغة للاطفال على الهاتف.
- أطلبي من مدرسين أو مراكز تعليمية يتبنى طريقة التعليم الحديثة
- حفزي طفلك على البحث باللغة الأجنبية والقراءة المقالات المصغرة
الخطوات الأولى في تدريس اللغة لطفل
لا تيأسي! تلك أهم خطوة، الأطفال قادرين ومتحفزين دائمًا على التعلم، ولكن يحتاجون إلى توجيهات وأفكار مبتكرة تدفعهم إلى فهم واستيعاب اللغة، ومن ثم تبدأي في تطوير مهارتهم اللغوية التي تتمثل في المهارات السمعية والمكتوبة والمقروءة.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات