
صعوبات اللغة الاستقبالية والتعبيرية: الأسباب، الأعراض، وطرق الدعم
مقدمة
اللغة هي الأداة الأساسية للتواصل والتعلم، لكن بعض الأطفال يواجهون تحديات في فهم اللغة أو التعبير بها. تُعرف هذه التحديات باسم صعوبات اللغة الاستقبالية والتعبيرية، وهي من أبرز صعوبات التعلم النمائية التي تؤثر على التحصيل الدراسي والتفاعل الاجتماعي. فهم هذه الصعوبات يساعد الأهل والمعلمين على تقديم الدعم المناسب، مما يساهم في تحسين مهارات الطفل اللغوية وقدرته على التعلم.
ما هي صعوبات اللغة الاستقبالية؟
صعوبات اللغة الاستقبالية تعني أن الطفل يواجه مشكلة في فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة. على سبيل المثال:
-
صعوبة فهم التعليمات الموجهة.
-
الحاجة إلى تكرار الكلام أكثر من مرة ليستوعبه.
-
عدم القدرة على متابعة القصص أو المحادثات.
-
خلط معاني الكلمات أو عدم تمييز المرادفات.
هذه الصعوبة قد تجعل الطفل يبدو غير منتبه أو غير مهتم، بينما السبب الحقيقي هو عدم استيعابه للغة.
ما هي صعوبات اللغة التعبيرية؟
أما صعوبات اللغة التعبيرية فهي تتعلق بقدرة الطفل على التعبير عن نفسه بالكلمات والجمل. ومن أبرز مظاهرها:
-
استخدام كلمات محدودة أو متكررة.
-
صعوبة تكوين جمل صحيحة نحويًا.
-
التوقف المتكرر أثناء الكلام بحثًا عن الكلمة المناسبة.
-
عدم القدرة على سرد قصة أو وصف موقف بوضوح.
هذه التحديات تجعل الطفل يواجه صعوبة في التواصل مع الآخرين أو التعبير عن أفكاره ومشاعره.
الفرق بين الصعوبتين
-
الاستقبالية: مشكلة في استقبال وفهم اللغة.
-
التعبيرية: مشكلة في إنتاج اللغة واستخدامها.
-
بعض الأطفال قد يعانون من النوعين معًا، مما يزيد من تأثيرها على التعلم والتفاعل الاجتماعي.
أسباب صعوبات اللغة الاستقبالية والتعبيرية
تتنوع الأسباب، ومن أبرزها:
-
عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي لصعوبات التعلم.
-
اضطرابات النمو العصبي مثل: التوحد أو فرط الحركة وتشتت الانتباه.
-
ضعف السمع أو مشاكل في معالجة الأصوات.
-
البيئة الفقيرة لغويًا: قلة التفاعل اللغوي أو القراءة مع الطفل.
-
تأخر النمو اللغوي غير المرتبط بأسباب عضوية.
أثر هذه الصعوبات على التعلم
-
صعوبة متابعة الشرح داخل الفصل.
-
ضعف في القراءة والكتابة والإملاء.
-
قلة المشاركة في الأنشطة الصفية.
-
تراجع الثقة بالنفس بسبب صعوبة التواصل.
-
احتمالية تكوين فجوات معرفية تؤثر على الأداء الأكاديمي طويل المدى.
طرق التشخيص
يتم التشخيص من خلال:
-
أخصائي التخاطب: لتقييم القدرات اللغوية الاستقبالية والتعبيرية.
-
الاختبارات المعيارية لقياس الفهم اللغوي ومهارات التعبير.
-
الملاحظات المدرسية وتقارير الأهل حول سلوك الطفل اللغوي اليومي.
استراتيجيات الدعم والعلاج
-
العلاج التخاطبي الفردي: جلسات مع الأخصائي لتحفيز مهارات الفهم والتعبير.
-
استخدام الوسائل البصرية: الصور، الجداول، الإشارات.
-
تقسيم التعليمات إلى خطوات قصيرة وواضحة.
-
تشجيع الحوار عبر طرح أسئلة مفتوحة وإتاحة وقت للرد.
-
القراءة اليومية بصوت مرتفع ومناقشة النصوص مع الطفل.
-
الألعاب اللغوية التي تنمي المفردات والقدرة على تكوين الجمل.
دور الأسرة والمدرسة
-
على الأسرة توفير بيئة غنية بالمفردات والقراءة والحديث المستمر مع الطفل.
-
على المدرسة استخدام استراتيجيات تدريس مرنة وتقديم خطط تعليم فردية.
-
التعاون بين الأهل والمعلمين والأخصائيين يضمن أفضل نتائج للطفل.
خاتمة
صعوبات اللغة الاستقبالية والتعبيرية من التحديات المهمة التي قد تؤثر على مسيرة الطفل التعليمية والاجتماعية إذا لم يتم التعامل معها مبكرًا. التشخيص المبكر، والتدخل العلاجي المناسب، والدعم المستمر من الأسرة والمدرسة، هي مفاتيح أساسية لمساعدة الأطفال على تجاوز هذه العقبات وبناء مهارات لغوية قوية تمكّنهم من التعلم والاندماج بثقة.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات