من بين الأنواع العديدة لصعوبات التعلم النمائية، والأكاديمية عند الأطفال، والتي تؤثر على أداء الطفل في الدراسة لاحقًا، فضلًا عن ظهورها في مرحلة مبكرة من نمو الطفل خلال سنواته الأولى، والتي تجعله متأخرًا في بعض الأمور مقارنةً بنظرائه من نفس السن. ما يعرف بـ اضطراب الكلام، أو عمه النطق الحركي، أو عسر الكلام عند الأطفال.
وخلال هذا المقال سنتناول بالشرح اضطراب الكلام الحركي عن الأطفال، ولماذا يعد أحد أنواع صعوبات التعلم؟ وكيف يمكن أن نلاحظه بوقت مبكر من سنوات الطفل الأولى.
ما هو اضطراب النطق الحركي Dysarthria ؟
اضطراب النطق الحركي هو حالة عصبية غير مفهومة في الغالب؛ حيث يعاني الشخص فيها من صعوبة في القيام بحركات معينة أو العجز عنها تمامًا على الرغم من كون العضلات بحالة طبيعية، وتحديدًا يجد الشخص صعوبة في تحريك فمه. ويعاني المصاب بعمه النطق الحركي بعدم تناسق الحركات المسؤولة عن تكوين الكلام بسبب وجود عدم تآزر عضلي عصبي.
ولاضطراب النطق الحركي أنواع وهي:
-عمه النطق الحركي Dysarthria في مرحلة الطفولة.
قد يكون الطفل في سنوات طفولته المبكرة لديه مشكلة أو ضعف في عضلات الفكين بما لا يساعده على التلفظ بالكلمات. وهناك تفاوت بحالات عسر النطق في هذه السن فبعض الأطفال قد تكون لديهم مشكلة عدم القدرة على إصدار أصوات، وهو ما يعرف بالاضطرابات الصوتية، والبعض الآخر منهم قد تكون لديه مشكلة عدم القدرة على التلفظ بالكلمات. ويكون هذا بدرجات متفاوتة فبعض حالات عسر النطق تختفي عند بلوغ الطفل السادسة من العمر لأن عضلاته تصبح أقوى، والبعض الآخر يتطلب تدخل علاجي.
-عمه النطق المكتسب:
وهو إصابة أحد البالغين بعسر النطق، أو التأتأة المكتسبة بسبب مروره بصدمة عصبية، أو تعرضه لإصابة، أو مرض.
-عمه النطق المركزي:
وهو يحدث سيان للأطفال، أو الكبار بسبب حدوث ورم في الدماغ، أو تلف في خلايا المخ مؤديًا لتعسر النطق، أو فقده.
-اضطراب الصياغة: وهو العجز عن تكوين جمل صحيحة، أو نطق كلمة بشكل متقطع.
-اضطراب الأداء الصوتي: وهو الغمغمة، أو عدم القدرة على إخراج أصوات صحيحة للكلمات.
-اضطراب النطق: وهو موجود مشكلة التلفظ بالكلمات.
أعراض عسر النطق Dysarthria المبكرة عند الأطفال.
- أن يجد الطفل صعوبة في تكوين صوت لكلمات معينة.
- أن يجد الطفل صعوبة في تجميع المقاطع الصوتية بالترتيب المناسب لتكوين الكلمات معينة.
- أن يجد الطفل صعوبة في نطق الكلمات الطويلة بينما ينطقها أقرانه.
- عدم قدرة الطفل على ترتيب كلمات الجملة بشكل صحيح.
- أن يكون الطفل نادر الكلام طوال الوقت.
- التأتأة في الكلمات.
- وجود صوت أجش أو أنفي بشكل واضح.
- إدغام الكلمات في بعضها البعض.
- قول الكلمة بشكل متقطع وغير واضح.
- التحدث بسرعة شديدة غير مقصودة.
- التحدث ببطء شديد.
اسباب اضطراب النطق Dysarthria عند الأطفال.
- وجود ضعف في عضلات الأعضاء المسؤولة عن الكلام، اللسان، الشفتين، والفكين...
- وجود انسداد بالأنف.
- سيلان اللعاب بشكل كبير يعيق الكلام.
- وجود مشكلة في التنفس.
- وجود مشكلة بمراكز النطق في الدماغ.
- وجود مشكلة في السمع.
- التعرض لسكتة دماغية.
- التعرض لصدمة عصبية.
- الصرع.
- الاكتئاب.
- التوتر والقلق.
- الخوف الشديد المتكرر.
- التهابات الحنجرة.
- مشاكل الأحبال الصوتية.
- الضغط النفسي.
- تشوهات الفم.
- التشوهات الجينية.
كيف يتم التعامل مع الطفل المصاب بمشاكل في النطق؟
تذكري أنه يجب عليك إذا ما شككتِ أن طفلكِ يعاني من اضطرابات النطق فعليك طلب المساعدة من أخصائي لتحديد إذا ما كانت المشكلة موجودة أم لا وما درجتها، والحل الأمثل للتعامل معها. وفي العموم هناك مشاكل تأتأة طبيعية مرتبطة بالنمو في بداية تعلم الطفل للكلام.
وبشكل عام هناك بعض الطرق التي يمكن لك من خلالها أن تساعدي طفلك في تجاوز مشكلة عسر النطق المبكر وهي:
- استمعي للطفل بعناية وتركيز وهو يتكلم وانظري في عينيه لأن ذلك يشجعه على الكلام.
- ساعدي طفلك في تجنب الصراخ أو الغناء لوقت طويل أو الصياح لعدم اجهاد الأحبال الصوتية أو خدشها.
- ساعديه في تصويب الأصوات أو الكلمات الخاطئة بتكرارها من حين لآخر.
- استخدمي بطاقات التعلم.
- اجعليه يستمع للكلام بكثرة وتفاعلي معه.
- تكملي عنه بصيغة تجعله يتكلم عن نفسه مثل: عمر يبكي، عمر ولد جميل وهكذا.. بحيث يستخدمها لاحقًا مع تكرارها.
- إذا كانت لديه مشكلة بالأسنان تابعي مع طبيب الأسنان.
- إذا لاحظتي أن صوته أنفي خذيه لطبيب أنف، وأذن، وحنجرة؛ لفحص مشكلة الأنف وعلاجها مبكرًا.
- انتبهي إذا ما كان سيلان اللعاب لديه كثير، وتابعي مع طبيب لعلاجه.
- احكي له قصص، وناقشيه فيها أو اطلبي منه أن يحيكها.
- أخبري الطفل بالأجزاء المفهومة من كلامه وأخبريه عن التي تحتاج إلى توضيح أكثر.
أشهر الأساليب العلاجية لعسر النطق الحركي Dysarthria:
يتم علاج عسر النطق الحركي بطريقة تختلف من طفل لآخر؛ فبعض الحالات قد تتطلب العلاج بأدوية أو حتى تدخل جراحي؛ لأنها تكون ناتجة عن تشوه أو عن مرض يستلزم رعاية طبية شديدة.
والبعض منها يحتاج للعلاج مع أخصائي عبر جلسات يحدد عددها الأسبوعي حسب كل حالة فقد تكون جلستين أو ثلاث أو خمس جلسات أسبوعية أو أكثر أو أقل حسب حالة الطفل. وبعض الأطفال يحتاجون متابعة من المنزل والمعلم أو المعلمة الخاصة فقط.
وهناك طريقتين للعلاج وهما.
أسلوب العلاج بالجلسات المباشرة:
حيث يقوم الأخصائي بعمل جلسات علاج مباشرة مع الطفل إمّا بشكل فردي، أو ضمن مجموعات صغيرة يقوم فيها بعمل استراتيجيات معينة لتسهيل نطق الكلمات، أو لتقليل حدّة التوتر عند الطفل حتى يتكلم الطفل دون التأتأة التي يسببها التوتر.
وفي الغالب قلّما تنتهي مشكلة التأتأة إذا استمرت بعد السابعة من العمر إلا أن العلاج يبقى فعالاً حتّى بعد هذا العمر، وعلى الأقل فهو يُحسّن قدرة الطفل على الكلام، والمشاركة الاجتماعية، وتخفيف أعراض التوتر.
أسلوب العلاج بالجلسات غير المباشرة:
وفي هذه الجلسات يساعد الأخصائي الأهل في تحديد وتعديل طرق التواصل الأنسب مع الطفل بشكل توجيهي، وإرشادي، وهي أيضًا طريقة تعتبر من العلاجات الفعّالة لتقليل التأتأة، وعسر النطق، أو حتّى علاجها بالكامل عند كثير من الأطفال؛ فهنا يكون الهدف الأساسي من العلاج خلق بيئة هادئة، ومريحة قدر الإمكان للطفل لتُساعده على النطق، وتخفيف حدة التوتر والضغط لديه بشكل غير مباشر كأنما هو جزء من الحياة اليومية، ويكون ذلك بالتحدّث مع الطفل بشكل هادئ، وببطء، وتبادل الحديث معه بالإنصات إليه، وأيضًا الإكثار من الأنشطة الجماعية التي تُشجّع الطفل على التكلّم مثل، اللعب معه أو جعله يساعد في المطبخ أو المشي معه إلى المدرسة وتبادل الحديث أو أن تطلبي منه أن يحكي لك قصة، ومراعاة عدم مُقاطعة الطفل أثناء كلامه، وعدم انتقاده، أو السخرية منه، أو إشعاره أن به مشكلة.
مخاطر إهمال علاج عسر النطق الحركي Dysarthria مبكرًا.
- يكون علاجها لاحقًا أصعب بالكثير.
- لا يحقق العلاج المتأخر الشفاء بنسبة 100%.
- يواجه الطفل مشاكل بالتحصيل الدراسي من كل الجوانب القراءة، والكتابة، وغيرها.
- ضعف قدرة الطفل على التواصل الاجتماعي.
- ضعف القدرة على التآزر والتناسق الحركي لدى الطفل.
- قد يكون عسر النطق عرضًا لمرضٍ خطير يستدعي علاجًا مبكرًا.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات