تعتبر علاقة الأباء بالأبناء أحد أهم المناقشات التي تجري في مجتمعاتنا المعاصرة، وكثيرا ما تسمح مصطلح في أيامنا كنا نفعل هذا وذاك. وكيف أننا نشأنا في أجيال مختلفة جعلت من الأساسيات بالنسبة للأباء تختلف كل الاختلاف عن الأجيال المعاصرة.
بدأ انتشار عدد من الثقافات والسلوكيات والمعتقدات التي لا تتشابه أو في بعض الأحيان تتناقض مع الثقافات القديمة. وكل ذلك يعتبر طبيعيا في عصرنا الحالي، نظرا لأننا نعيش في حقبة زمنية مختلفة تماما، وطرأ عليها عدد هائل من التطورات في كافة المجالات.
هذا التطور قد شمل المجالات التربوية، وبدأنا ندخل في إطار العلاقات الإجتماعية، كيف نفهمها ونتعامل معها. ومن هنا بدأت المجالات التربوية في الظهور بدءا من المجالات التربوية السلوكية للأطفال، فهم علاقة الأباء بالأبناء، وحتى التعامل في العلاقات الرسمية، والوعي بالعلاقات المجتمعية بوجه عام.
ونظرا لأهمية علاقة الأباء بالأبناء والتي بدأت مؤخرا في الإضطراب، وبدأ هناك فجوة تظهر في التواصل بين الأباء والأبناء.
ولذلك سنتحدث في مقالنا الحالي عن علاقة الأباء والأبناء منذ البداية، ما هي أسباب ظهور فجوة بين الأباء والأبناء، وكيفية تحقيق تواصل بناء بينهم.
تأثير العلاقة الأبوية على نمو الأطفال
تعتبر علاقة الأباء بالأبناء هي العلاقة الأولى التي يحظى عليها الطفل منذ ولادته، فلا يكون قادرا على التمييز بين الأشخاص غير والديه.
وهنا تبدأ رحلة الطفل في إكتشاف العالم من حوله ومعرفة الأشياء، ويحدث ذلك بمساعدة أساسية من الوالدين وتبدأ معاها علاقة الأباء بالأبناء في التطور، وفي المراحل الأولى يصعب على الأطفال التعبير عن احتياجاتهم الأساسية اليومية.
فيبدأون بالقيام بعدد من السلوكيات التي يفهمها الأباء مع مرور الوقت، وبالتالي هما يعتبران للطفل مصدر الأمان الأول الرئيسي، ويبدأ التواصل بينهما ويكون التواصل الفعال في هذه المراحل الأولى من حياة الطفل ضروريا لفهم ما يريده الطفل، بدون الحاجة للكلام.
وكلما نضج الطفل بدأ في الإعتماد على نفسه أكثر، وبدأ يقوم بأشياءه الخاصة بنفسه، ولكنه يفتقر إلى شئ مهم.
وهو الخبرة، حيث أن بلوغ الأبناء سن الكافي يعتمدوا على أنفسهم جسديا قد استغرق عدد من السنين، فإن التوعية والتربية تقع على عاتق الأباء طوال الحياة.
وهي مهمة أصعب بكثير، فمن غير المجدي التركيز فقط على تلبية رغبات الأبناء الأساسية التي لا يستطيعون تنفيذها بأنفسهم، والتي غالبا ما تشمل الاحتياجات الأساسية للبشر من مأكل ومشرب وما إلى ذلك.
وهم ليسوا بالأمر الهين بالتأكيد، إلا أنه لا يمكنك اعتبار أن التربية أساسها إشباع الإحتياجات البشرية الأساسية، أو أن علاقة الأباء بالأبناء تحصر فقط على تلبية طلباتهم أو إحتياجاتهم الأساسية.
ولكن هناك جانب فيه يحتاج الأبناء إلى التوعية، الإحساس بالأمان، تفهم مشاعرهم، أو حتى طلب النصيحة والإرشاد.
ولكن في كثير من الأحيان لا يستطيع الأباء التواصل بشكل سلس مع الأبناء لأسباب مثل:
- في بعض الأحيان يتم ضغط الأباء من قبل متطلبات الحياة الأساسية لذلك يهملون هذه الجوانب النفسية ويعتبرونها من الكماليات.
- الاختلافات التي تنشأ نتيجة اختلاف الأجيال وطرق التربية.
- بالإضافة إلى الإختلافات التي طرأت على عصرنا الحالي، والتي جعلت الفجوة تزداد في علاقة الأباء بالأبناء وذلك نتيجة الثقافات المختلفة التي بدأت تدخل علينا في أي وقت ومكان، والمعتقدات المستحدثة التي تميل إلى التخلص من العادات والتقاليد السابقة.
- تعامل الأباء مع الأبناء في كثير من الأحيان بصيغة قليلي الخبرة الذين لا يعرفون شيئا عن الحياة، ويجعلهم ذلك غير قادرين على سماع أبناءهم حقا.
- تصلب كلا الطرفين على رأيه بدون محاولة سماع الطرف الأخر.
بالتالي يشعر الأبناء بوجود فجوة بينهم وبين أباءهم، تجعلهم غير قادرين على التواصل بشكل صحي وسليم معهم.
وينشأ عن ذلك عدد من النتائج:
- عدم القدرة على التواصل بين الأباء والأبناء بطريقة طبيعية، وذلك لعدم وجود لغة حوار بينهما.
- عدم القدرة على التعبير عن ما يجول في خاطر كل منهما للأخر.
- تحامل الطرفين على بعضهما، متهمين بعضهما أحد بالعقوق واللامبالاة، والأخر بعدم فهم أفكاره ومشاعره، وعدم إحتواءه.
- غياب فكرة قدوة الأباء عند الأبناء.
- التعاملات السطحية بدون محاولة فهم بعضهم البعض.
- قد يؤدي ذلك في كثير الأحيان إلى تجمد مشاعر الأبناء تجاه الأباء وظهور اللامبالاة فعليا.
- من الممكن أن يتسبب ذلك في نقاشات محتدمة بين الأباء والأبناء.
إقرأ المزيد :
التواصل الفعال بين الأباء والأبناء
من الضروري في هذه المرحلة ألا يتم انتقاد الأبناء، لأن أغلب الأباء يقومون بذلك في هذه المرحلة، وغالبا ما يتم توليد فجوة أكبر بهذه الطريقة.
لذلك من المهم المحاولة للسعي وراء خطوات فعالة نحو تواصل ناجح بناء بين الأباء والأبناء.
وذلك لن يحدث إلى عندما يتخلى كلا الطرفين عن الحمل واللوم الذي يحمله كلاهما للأخر وأن يحاولا تفهم بعضهما البعض.
تحديات التربية في العصر الحديث
كما ذكرنا سابقا أن من أهم أسباب الفجوة في علاقة الأباء بالأبناء ناتج عن الأجيال المختلفة التي نشأ بها.وذلك من حيث النشأة والتربية المختلفة في العادات والتقاليد.
فما بالك بتغيير جذري في مختلف البيئة المجتمعية، والتي نشأت عن الأفكار والمعتقدات التي دخلت حديثا نتيجة للتطور الذي نشهده الأن في عصرنا الحديث.
ولنذكر بعض مظاهر الاختلاف التي ولدت بعض التحديات في عصرنا الحالي:
- التعرض كل يوم وثانية إلى ثقافات مختلفة، من مختلف أنحاء العالم.
- تنوع الطرق التي كانت غالبا تتبع للقيام بأي شئ قديما أصبحت الأن أكثر سهولة.
- اختلاف الأساليب التي كانت تتبع سواء أكان للتربية أو للتعليم من الأباء عن الطريقة المتطورة الحديثة للأبناء.
- ونتيجة للتعرض للثقافات الأخرى تم زرع ثقافة السؤال والنقاش في العصر الحديث عن كل شئ.
- كنتيجة لذلك أصبح من الصعب تكوين المسلمات عن الأبناء من العصر الحالي، عن تلك المسلمات الغير قابلة للهدم.
- إمكانية وصول الأبناء للوصول لكافة المعلومات التي يريدون الوصول إليها، مما جعلهم بشكل تدريجي يستغنون عن دور الأباء.
- الإنفتاح الزائد على الثقافات المغايرة قد يجعل ذلك من الصعب تعليم الأبناء التعامل طبقا لعاداتهم وتقاليد ثقافتهم.
- من العيوب القاتلة لهذا العصر أنه من الصعب التحكم في الأبناء، وفي وضع الرقابة على ما يشاهدونه أو ما يتم عرضه عليهم، بالتالي يجب إبقاء التواصل بشكل مستمر معهم.
- بالإضافة إلى ثقافة العالم الإفتراضي الذي وضع حائط سد في علاقة الأباء بالأبناء، نظرا لأن التكنولوجيا أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا وبيوتنا، فتجد أغلب الأبناء وكثير من الأباء يحملون جوالاتهم متجاهلين التواصل الفعلي مع أهلهم.
مما جعل علاقة الأباء بالأبناء، بل أغلب العلاقات المجتمعية تتفكك تدريجيا.
إقرأ أيضاً :
الأساليب الفعالة لتحسين علاقة الأباء بالأبناء
من المهم السعي وراء بناء تواصل فعلي بين الأباء والأبناء بعيدا عن محاولة فرض التعامل إجبارا أو بالقوة.
ولكي نستطيع توطيد علاقة الأباء بالأبناء، علينا القيام ببعض الخطوات:
- التخلص من عادة إلقاء اللوم على الطرف الأخر، سواء أكان الأباء أو الأبناء.
- عدم التقليل من حجم مشاكل الأبناء، فهذه الطريقة كفيلة بأن تبني حاجزا يصعب اختراقه فيما بعد.
- محاولة فهم الطرف الأخر، وأن يضع كلا منهما نفسه مكان الأخر، ويحاول أن يتفهم مشاعر الأخر ومشاكله.
- التفهم بدل الانتقاد، أن يستمع كلا منهما للأخر ويتفهم ما يجول بخاطره لا أن ينتقده أو يحكم عليه.
- بناء لغة حوار، عن طريق خلق أمور مشتركة، فمحاولة القيام بأنشطة مشتركة من شأنها دعم العلاقة بينهما.
- بالإضافة إلى التشجيع على النقاش بدلا من العدوانية السلبية التي تصيب الأبناء نتيجة لتصلب آراءهم.
- تخطي العثرات والزلات، فمن منا لا يخطئ، لا بأس بالخطأ طالما أن صاحبه قد اعتذر، ومراعاة ما يمر به الطرف الثاني من فترات صعبة.
- التقدير والإحترام هما أساس أي علاقة، وهم من الأساسيات التي يجب أن تتواجد في علاقة الأباء بالأبناء.
- تقديم النصح والإرشاد بطريقة تناسب الأبناء بدون أن يشعروا بها وكأنهم محتقرون أو فيها تقليل من شأنهم.
ولذلك ننصحك بالاستشارات التعليمية والتربوية من المدرسة دوت كوم، التي بدورها قادرة على تقديم التوجيه والإرشاد حول علاقة الأباء بالأبناء وكيفية التعامل معهم في مختلف المراحل، ومنها:
- وجود فريق من المستشارين المتخصصين في مجال التعليم والتعديل السلوكي، قادرين على فهم نمط كل طفل، الطريقة التي تناسب كل منهم أيا كانت المشاكل التي يعاني منها.
- تعتبر الدورة 100% أونلاين مما يجعلها مرنة وسهلة ولا يوجد حاجة للخروج من البيت للحضور.
- بالإضافة إلى التواصل المباشر والدائم مع المستشارين من قبل الأباء والأبناء.
- الدعم والتوجيه الشخصي والأسري،لمساعدتهم على التعامل مع أبناءهم بمختلف الطرق والوسائل طبقا لحاجة كل فرد.
- الإحاطة بالجوانب النفسية والسلوكية للأبناء، بالإضافة إلى الميول والسمات الشخصية.
- وكل ذلك يتم عن طريق استخدام طرق عملية لمساعدة وتوجيه الأباء على التعامل مع الصعوبات التي تواجه الأبناء سواء أكان من الناحية التعليمية، أو التربوية، وتوطيد علاقة الأباء بالأبناء.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات