تعلم اللغة العربية:
-لا يخفى على أحد أن مناقشة موضوع تعلم اللغة العربية يثير الكثير من التساؤلات حول البحث عن استراتيجيات جديدة، تسهل على المتعلم تحصيل المعلومة بشكل أسرع، من خلال استخدام طرق التعلم المختلفة طبقا لطبيعة المتعلم.
-وحينما نتطرق إلى قضية تعلم اللغة العربية،فالأمر يستوجب مناالنظر إلى المعايير التي يجب أن تتبع من قبل المعلمين كي تصل المعلومة إلى المتلقي بشكل سليم، دون نقصان أو خلط، وهو ما نسعى اليوم لإيصاله لكل صاحب علم يرغب في تقديم ما لديه في صورة مكتملة للمتعلم، والذي بدوره يجعلنا ندقق النظر إلى نقاط هامة تمكن المعلمين من إتقان وظيفتهم، وكذلك المتعلمين من تحصيل أكثر في وقت أقل.
-وعند تناولنا لقضية تعلم اللغة العربية لابد من مراعاة عدة اعتبارات، من أهمها:
-
طبيعة ذكاء المتعلم.
- عمر المتعلم.
-ويختلف تعليم اللغة العربية باختلاف لغة المتعلمين، حيث أن أصحاب اللغة العربية الفصحى لا يواجهون عناءً كبيرا بالمقارنة بأصحاب اللغات الأخرى، أو ما نسميهم (الغير ناطقين بالعربية)، وبالتالي تختلف استراتيجيات التعلم بينهما.
-كما تساهم طبيعة ذكاء المتعلم وسنه في استخدام المعلم للاستراتيجية، وطريقة التعلم المناسبة له.
حيث تختلف الذكاءات بين الدارسين كالآتي:
1-ذكاء بصري.2-ذكاء سمعي.
3-ذكاء منطقي.
4-ذكاء لفظي.
5-ذكاء اجتماعي.
6-ذكاء وجداني.
7-ذكاء تأملي.
8-ذكاء جسدي.
كما يختلف تعلم الطفل عن تعلم المراهق عن الناضج صاحب الرأي والمسئولية،وهو ما سنتناوله آنفاً في موضوعنا.
تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها :
يحتاج تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها إلى عدة مقومات لابد من توافرها في المعلم أولاً، ولعل أهمها:
تمكن المعلم من التحدث باللغة العربية الفصحى.1.
2-إتقان المعلم للغة الأجنبية الأكثر شيوعا في أنحاء العالم كالإنجليزية، بالقدر الذي يمكنه من استخدامها في شرح وتوصيل قواعد ومصطلحات العربية الفصحى.
3-مشاركة المعلم للمتعلمين في العملية التعليمية، من خلال خبراتهم السابقة، لتيسير اكتساب اللغة بشكل شخصي للتعبير عن الذات أولاً، ومن ثم الانتقال إلى التعبير عما يحدث في الخارج والسياق المحيط ثانيا.
-ويحتاج غير الناطقين إلى تعلم اللغة العربية من الصفر وهناك مراحل لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وهي:
تعليم أصوات الحروف:
- وهناك فرق بينها وبين اسم الحرف، وعلى المعلم مراعاة غياب بعض أصوات اللغة العربية عن اللغات الأخرى، مما يضطره إلى التركيز عليها، مثل الأصوات التي مخرجها لهوي وهي حرف الـ(ق)، والأصوات ذات المخارج الحلقية مثل: ء، ح، خ، ع، غ.
استراتيجية الاستماع:
- وتقوم على تعلم الكلمات والجمل،من خلال نطقها مع اقترانها بالصور، لسهولة حفظ العقل للصورة، وسرعة تذكر الكلمات والجمل المقنرنة بالصور.
تعليم الجمل الجاهزة
- المستخدمة في أغلب أنماط الحياة، مثل:هذا أبي،هذه أختى، أنا أريد، أنا جائع، أنا أشعر بـ... إلخ
دراسة قواعد اللغة العربية من خلال المشابهة بينها وبين قواعد الإنجليزية
- وشرحها من خلال المقاربة بينهما، مع مراعاة الاختلاف بين بعض القواعد التي لا وجود لها في العربية، مثل: simplefuture tense، وترجمته بالعربية زمن المستقبل البسيط، وهو ماليس له من وجود في اللغة العربية، ولكن يعوض عنه بالقرائن اللفظية مثل: س التسويف، وسوف، وظروف الزمان كبعدوغداً، ولاحقا.
استراتيجية الاستبدال
- والتي تستخدم لتسهل على المتعلم تكوين جملا كثيرة من أنماط جاهزة وثابتة، مثل: أنا أحب .......، ويقوم المتلقي بتغيير المطلوب مكان النقاط كأن يقول: أنا أحب الفاكهة، وأنا أحب القراءة، وهكذا.
استراتيجية التحويل
- والتي تقوم على تحويل الجمل المفردة إلى مثناة أو مجموعة، مثل جملة: الفتاة متفوقة، ومثناها: الفتاتان متفوقتان، وجمعها: الفتيات متفوقات، وتحويل الجملة المثبتة إلى منفية، مثل: أحمد يشاهد التلفاز، ويقومبنفيها بوضع (لا) النافية، فتصبح الجملة: أحمد لا يشاهد التلفاز، أو تحويل الجمل الخبرية إلى إنشائية، مثل: الجو حار، وعند تحويلها لجملة إنشائية استفهامية نقول:هل الجو حار؟. وهكذا.
تعلم اللغة العربية للأطفال
- يتفق تعليم اللغة العربية للأطفال مع تعليمها لغير الناطقين بها في كون المعلم يبدأ في تعليم اللغة العربية من الصفر، نظرا لإتفاق كليهما في غياب الأسس والقواعد بشكل كبير في اللغة العربية عند الدارسين، مع اختلاف اكتساب غير الناطقين لخبرات حياتية مقارنة بالأطفال.
- وتعتمددراسة اللغة العربية للأطفال على المعلم من الدرجة الأولى، نظرا لكون الطفل لا يحمل في عقلة ووجدانة أية خبرات يمكنه من خلالها المشاركة في العملية التعليمية، وبالتالي فالطفل كائن متلقي للمعلومات في صمت دون تدخل منه، لعدم وجود مضادات أو أفكار مسبقة تعاكس ما يلقنه.
- وبناء على ذلك كان لزاما على المعلم مراعاة الحيطة والحذر مع الطفل؛ لأن المعلومة التي تطرح عليه بمثابة البذرة الأولى،والتي توضع في تربة خصبة لم تستخدم من قبل.
-ويعتبر تعليم اللغة العربية للأطفال هو تعليما من الصفر، لأن المعلم يبدأ من أصغر وحدة باللغة العربية وهي الصوت (الحرف)، وينتهي بالموضوعات الكاملة، ويمكن تحديد خطوات تعليم الأطفال للغة العربية في الآتي:
1-دراسة أصوات الحروف والتمييز بينها وبين اسم كل حرف، من خلال مهارة الاستماع.
2-دراسة كلمات مكونة من حرفين، ثم من ثلاثة أحرف، ثم من أربعة... وهكذا، وقراءتها وكتابتها.
3-معرفة أنواع الكلمة: اسم، فعل، حرف.
3-تكوين جملة من كلمتين وقراءتها وكتابتها.
4-تكوين جملة من ثلاثة كلماتوقراءتها وكتابتها، وهكذا.
5-دراسة أقسام الجملة: اسمية، وفعلية.
ويمكن استخدام استراتيجيات عدة في تعليم الأطفال مثل:
2-التعلم التعاوني.
3-تعلم الأقران.
4-العصف الذهني.
-كما يمكن استخدام طرق التعلم المتنوعة التي تناسب العمر؛ لإضفاء السعادة، وزايادة رغبة الأطفال في التعليم، مثل:
1-الألعاب التعليمية.
2-السبورة الذكية.
3-المسابقات.
4-التعلم بالصور والفيديو.
5-التعلم بالأغاني التعليمية.
6-التعلم بالقصص المرئية والمسموعة.
-ولذلك يعد تعليم اللغة العربية للأطفال من أصعب مراحل التعليم، نظرا لضرورة امتلاك المعلم سعة صدر وأفكار متنوعة، تضفى على حصته نشاطاً، حتى لا يشعر الأطفال بالخمول والجهد الذهني.
تعلم اللغة العربية للكبار:
أما تعلم اللغة العربية للكبار فيختلف مع ما سبق من تعلم غير الناطقين والأطفال، فقد سجلت الطرق والأنماط المستخدمة في تعليم اللغة العربية للأطفال وغير الناطقين فشلاً مع الكبار، ولم تؤتي ثمارها، حيث شهدت نوعا من عدم الرضا من قبل كبار السن نظرا للآتي:
1- الشعور بالخجل من دراسة بعض المصطلحات التي يراها الكثير متعلقة بمراحل الطفولة.
2- الشعور بالملل من دراسة قواعد اللغة العربية (النحو) وصعوبة فهمها.
3- عدم توافر الوقت لممارسة اللغة العربية بالقراءة أو الاستماع أو التحدث نظرا لإنشغال الكبار في العمل.
4- تفاوت أوقات العمل بين الدارسين وبالتالي صعوبة تجمعهم في ذات الوقت.
وبالتالي كان لزاما وضع منهج لتعلم اللغة العربية للكبار يتواءم مع ظروفهم المختلفة، مع مراعاة:
1- دراسة أصوات اللغة العربية.
2- إنتقاء الكلمات التي تناسب الفئة العمرية للمتعلمين وأعمالهم.
3- دراسة القواعد النحوية بالمقاربة مع الجمل العامية.
4- مشاركة كبار السن في العملية التعليمية بطرح خبراتهم الحياتية وعملهم داخل الحصة الدراسية، مثل: درس الوظائف، ويقوم كل دارس بذكر مهنته، ولكن داخل جملة (أنا أعمل .........)، ويذكر مكان النقاط نوع عمله، ثم يحاول طرح مختصر عن طبيعة عمله باللغة العربية.
5- تكليف الدارسين بواجبات تناسب أعمارهم.
6- الربط بين اللغة العربية وعمل كل دارس، مثل:
عمل أحد الدارسين بالنجارة، فيرشده المعلم إلى مادة علمية تتحدث عن مهنته ككتاب أو مقطع صوتي، أو وثائقي مرئي.
-وبالتالي يتضح مما سبق أن تعلم اللغة العربية يحتاج إلى مراعاة المعلم لأعمار وأنماط التفكير للمتعلمين، وكذلك الاعتماد على أكثر من استراتيجية؛ لتوصيل المعلومات، نظرا لتفاوت الدارسين، من حيث نوع الذكاء والثقافة، واللغة، والعمر.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات