يعد المبرمج في وقتنا الحالي من أكثر الوظائف التي تحتاجها الكثير من المؤسسات والشركات، نظراً لاعتماد أغلب أنظمة التشغيل في الحواسيب المختلفة سواء كانت ماكينات تشغيل أو برامج تعليمية أو غيرها على البرمجة المسبقة.
وأصبح تعلم لغات البرمجة من الأمور الأساسية في حياتنا اليومية، وذلك لتداخل التكنولوجيا بشكل كبير في كل شئ حولنا داخل البيت وخارجه، فعلى سبيل المثال جميع الأجهزة المنزلية التي تعمل وتنطفئ بدون تدخل منا تم برمجتها مسبقاً.
وكذلك يسري الأمر في الخارج على جميع الأجهزة والماكينات المتداولة في الطرقات كماكينة السحب للبنوك، فهي الأخرى تسير طبقاً لبرمجة تم إنشاؤها مسبقاً لتمنح خدمة للمواطن بسهولة في الحصول على أمواله وقتما شاء من خلال كارت شخصي.
وبالتالي فيمكننا أن نقول أن مجتمعاتنا أصبحت لا تخلو من البرمجة في كل مناحي حياتنا، ولذلك كان من الضروري الإشارة إلى أهمية تعلم البرمجة في وقتنا الحالي لما لها من ضرورة في جميع المجالات والتخصصات.
نبذة عن البرمجة
وتعد البرمجة عملية صياغة الأوامر التي يقوم بها المبرمج كي يوجهها بعد ذلك للحاسوب ليقوم بتنفيذها طبقاً للترتيب والوقت والشروط المحددة من قبله، فعلى سبيل المثال فتح البرنامج بالنقر عليه مرتين، وإظهار صورة عند تحريك الفأرة، وكذلك إغلاق البرنامج بالنقر على Exit.
وتقوم عملية البرمجة على أساس القواعد الخاصة باللغة التي يقوم المبرمج باختيارها، وتعدد لغات البرمجة في العصر الحديث لتشمل لغة الـBasic، ولغة الـC، ولغة الـJava، ولغة Python، وغيرها من اللغات التي ظهرت ولا تزال تظهر لغات جديدة إلى الآن.
وتتميز كل لغة من لغات البرمجة بخصائص تميزها عن غيرها، كما توجد بعض الخصائص المشتركة بين جميع اللغات، وقد تم استحداث أول لغة للبرمجة في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث شملت لغة البرمجة وقتها رمزين فقط هما (1،0)، وذلك لعدم استيعاب الحاسوب سوى لعمليتي وجود التيار أو انقطاعه.
ثم تم استحداث اللغات الأخرى للتعامل مع الحواسيب عقب اختراع الترانزيستور ليتم تقليل حجم الحاسوب، وتكثر اللغات المستخدمة في التواصل معه وإصدار الأوامر له من قبل المبرمجين.
تعلم البرمجة من الصغر
كما أصبح تعلم البرمجة من الصغر من أهم سمات العصر الحديث خاصة للأطفال الذين أصبحوا يقضون معظم أوقاتهم على الهواتف المحمولة كـIbad، والـTablet، وخاصة لممارسة ألعاب الـ Video Game، وغيرها من الألعاب التعليمية.
ونظراً لذلك يحبذ الكثير من المتخصصين استغلال أوقات الفراغ لدى الأطفال واستثمارها بشكل أفضل في تعلم البرمجة من خلال بعض البرامج التي يتم تحميلها على جهاز الطفل، وممارسة اللعب فيها، ولكن مع الاستفادة من ذلك في تعلم أساسيات البرمجة في شكل نماذج مصغرة وصور وألعاب تعليمية.
ويحتاج تعلم البرمجة من الصغر إلى سرعة توجه من قبل أولياء الأمور؛ لتعليم أبنائهم تلك المهارة التي بلا شك تفيدهم في المستقبل على المستويين الشخصي والعملي، كما تساهم البرمجة في تنمية جانب التفكير الإبداعي والابتكاري لدى الطفل، نظراً لما يعتاده من تعلم إنشاء البرامج وكيفية إصدار الأوامر لتنفيذها.
البرمجة في الصغر كالنقش على الحجر
وبالتالي يتضح مما سبق أن تعلم البرمجة في الصغر كالنقش على الحجر، حيث أن ترسيخ أسس البرمجة في عقل الطفل منذ الصغر يساهم بشكل كبير في تفوقه مستقبلاً في المستوى العلمي والعملي، حيث أن مهارات تعلم لغات البرمجة التي يكتسبها الطفل في مراحله الأولى تصبح جزءاً لا يتجزأ من وعيه في المستقبل.
كما يعد كثير من المتخصصين البرمجة في الصغر كالنقش على الحجر وذلك مقارنة بتعلمها في الكبر، نظراً لسعة استيعاب الطفل بعيداً عن الضغوط النفسية أو المسئوليات المطلوبة منه كما هو الأمر عند الكبار، بالإضافة إلى كون عقل الطفل في مراحله الأولى كالصفحة البيضاء التي تسجل كل المعلومات والمعطيات؛ لتكون بعد ذلك روابط بينها تساهم في خلق وابتكار برامج جديدة.
كما أن تعلم الطفل لأساسيات البرمجة في الصغر يجعله قادراً على فهم واقعه، والتمييز بين الحقائق ومحاكاتها، بالإضافة إلى إدراك أن ما يراه في الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية من ألعاب وأفلام كارتونية ليس إلا محاكاة للواقع، ولا يعد إلا تطوراً في التكنولوجيا الحديثة، مما يجعله قابلاً لتقبل التطور في المستقبل دون انبهار زائد أو عدم فهم لما يراه.
أسباب تعلم البرمجة من الصغر
يعيد كثير من المتخصصين أسباب تعلم البرمجة من الصغر إلى الأهمية القصوى التي يجنيها الطفل عقب إدراك أساسيات البرمجة ومعرفة لغاتها المختلفة، والذي يساهم في تشكيل جوانب كثيرة من شخصيته في المستقبل، بالإضافة إلى ما يعود عليه من المنافع العملية والمادية بعد ذلك.
كما يؤكد كثير من الخبراء على أهمية تعلم الطفل في سن الخامسة أو السادسة للغات البرمجة، حيث بداية استيعاب الأمور، والتمييز بين الأشياء، وفهم الأوامر من قبل الطفل، ويمكن طرح أسباب تعلم البرمجة من الصغر، والدعوة المنتشرة إليها في غضون السنوات السابقة إلى الفوائد الجمة التي يحصل عليها الطفل متمثلة في:
- تعليم الطفل التفكير المنطقي والذي يكتسبه من خلال بناء المعطيات بشكل وترتيب محدد ليصل لهدف معين.
- معرفة الطفل أسباب حدوث أي شئ حوله من خلال البحث في الأمر، وتفنيده، والمتابعة بترقب؛ للوصول إلى السبب الرئيسي لحدوث هذا الأمر.
- قدرة الطفل على حل المشكلات، وذلك من خلال البحث عن الفرضية التي يمكن أن تساهم في حل المشكلة كما هو في تصميم البرامج.
- تنمية التفكير الإبداعي لدى الطفل من خلال إنشاء أفكار غير مألوفة، وتطبيقها بشكل عملي على واقعه، والحصول منها على النتائج المرجوة.
- تعليم الطفل الإصرار على تحقيق الهدف من خلال الصبر، وإعادة النظر في ترتيب الأمور والمعطيات، وكذلك إعادة المحاولة للوصول إلى الهدف المطلوب.
- ضمان مستقبل الطفل العملي والمادي، حيث أن البرمجة أصبحت تدخل في كل مناحي وجوانب الحياة، وبالتالي فهي أساس ما سنصل إليه مستقبلاً من علوم وتكنولوجيا حديثة.
أهمية تعلم البرمجة للأطفال في المدرسة. كوم
ويساهم تعلم البرمجة من الصغر في إكساب الطفل الثقة بالنفس في اختيار الأهداف وإصدار القرارات الصحيحة، وذلك تبعاً لما يتعلمه في البرمجة من خلال اختيار الأمر وما يليه داخل البرنامج المصمم من قبله.
كما تساعد البرمجة الطفل في معرفة الأولويات وتنظيمها بالشكل الصحيح، بحيث يرتب الأمور ترتيباً منظماً مبنياً على أسس منطقية، وكذلك يقوم بوضع كل أمر في نصابه، وهو ما يكتسبه من البرمجة في أثناء ترتيبه للأوامر الصادرة للحاسوب، وكذلك وضع الأمر في مكانه المناسب داخل البرنامج.
ولذلك يولي موقعنا المدرسة. كوم أهمية كبيرة لتعليم الأطفال البرمجة من خلال دوراته التدريبية التي تم تقسيمها لكي تخدم مطلب كل أولياء الأمور، وكذلك توجهات الأطفال المختلفة، حيث تقسم دورات البرمجة لدينا إلى ستة أقسام على النحو التالي:
- دورة YouTube Creator:
وفيها يتعلم الطفل كيفية إنشاء فيديو ونشره على موقع الـ YouTube، مع تعليمه أهم شئ وهو إنشاء محتوى هادف يستطيع من خلاله جلب أكثر الفوائد للمشاهدين، وكذلك المشاهدات والانتشار كفيديو فعال ذو أهمية في المجتمع.
- دورة علم تصميم الروبوتات:
وهي من أكثر الدورات التي تشهد إقبالاً من قبل الأسر، وذلك نظراً لما يمثله الروبوت من دلالات على ذكاء الطفل، وفيها يتعلم الطفل كيفية برمجة الروبوت، وتهيئته للعمل أوتوماتيكياً، وتنفيذ الأوامر المطلوبة منه، مع إدراك لأسباب الأعطال والمشكلات التي تواجهه في برمجته.
- دورة تطوير التطبيقات:
وهي دورة متخصصة في تعليم أساسيات البرمجة، والتعامل مع الأكواد وفهمها؛ لاستخدامها بعد ذلك في برامج التطبيقات والألعاب المختلفة.
- دورة Scratch للأطفال:
وهي من أهم الدورات التمهيدية في عالم البرمجة، حيث يعد برنامج Scratch من أهم برامج التأسيس في البرمجة، والذي يعلم الطفل كيفية إنشاء الألعاب والرسوم المتحركة، ووضع المقاطع الصوتية عليها.
- دورة الرسوم المتحركة:
وتساعد هذه الدورة الطفل في تعلم كيفية تصميم الرسوم المتحركة، مما يساهم في جعله في المستقبل قادراً على إنشاء القصص الكارتونية بنفسه.
- دورة البايثون للاطفال:
وتعد من أهم دورات لغات البرمجة الأكثر شيوعا واستخداماً، والتي تؤهل الطفل لبرمجة الألعاب وتطويرها بشكل مختلف.
وبالفعل يتضح أن تعلم البرمجة في الصغر كالنقش على الحجر وهو ما يجب استغلاله بالشكل الأمثل من قبل الوالدين، بالإضافة إلى الأهمية التي تعود على تكوين شخصية الطفل وطريقة تفكيره وذكائه، وهي من أهم الأسس التي يجب أن نضعها للطفل حتى نضمن له مستقبل مشرق عملياً ومادياً.
اترك تعليقًا الآن
تعليقات